رمز الخبر: ۵۹۷۲
تأريخ النشر: 09:10 - 19 August 2008
يقول محللون ومراقبون ان العلاقه بين حماس والاردن ستشهد انفراجا بعد القطيعه التي سادتها منذ نهايه التسعينات.

وعزا هولاء المحللون في اتصالات منفصله اجرتها ارنا معهم هذا الانفراج الي تعثر التسويه ورغبه كلا من الاردن وحماس في الافاده من الانفراج لتعزيز دور كل منهما.

وفي هذا السياق التقي يوم الاربعاء الماضي مدير دائره المخابرات العامه الاردني الفريق محمد الذهبي مع قياديين في حركه حماس برئاسه عضو المكتب السياسي محمد نزال، المقيم في بيروت منذ اعتبر شخصا غير مرغوب به في عمان عام ‪ ، ۱۹۹۹‬وهو اللقاء الثاني، حيث كان الاول في ‪ ۲۲‬تموز / يوليو الماضي بين الفريق الذهبي وكل من نزال ومحمد نصر وعضو آخر في المكتب التنفيذي لحماس، وذلك غداه لقاء مماثل كسر الجليد بين السلطات والاخوان المسلمين بالاردن حاضنه حماس قبل انطلاقها في غزه عام ‪.۱۹۸۷‬
وقد سبق اجتماعي ممثلي حماس مع الفريق الذهبي جوله تحضيريه علي مستوي الخبراء لم يعلن عنها، كما لم يكشف رسميا عن عقد الاجتماعين اللاحقين ومضامينهما.

ويفسر المحلل السياسي محمد ابورمان، الانفتاح الاردني علي حماس بقوله ان تحولا اردنيا داخليا وخارجيا كان الدافع نحو الانفتاح الاردني علي حماس في سياق بناء مقاربات جديده للتعامل معها .

وقال، ان اولي المراجعات الاردنيه تتمثل بالانفتاح علي كل من جماعه الاخوان وحركه حماس، من خلال الحوارات والدخول في عمليه "اختبار للنوايا" وصياغه قواعد المرحله القادمه، بعد الاحساس بحاله فشل العمليه السياسيه، بعد ان اصبحت الامور في المنطقه "ضبابيه"، بجانب تازم الوضع الاقتصادي، وصعود المعارضه العشائريه داخل الاردن.

وراي ابورمان ان الحوار الاردني - الحمساوي ، في مرحله الاختبار وجس النبض، واستبعد عوده المكتب السياسي لحماس الي الساحه الاردنيه وقال "لن يكون هناك تمثيل سياسي لحماس مبكر في هذه المرحله".

وبحسب مصادر اردنيه فان المعلومات التي ترشح تفيد بان الحوارات التي ما تزال في مراحلها الاولي، تستهدف معالجه ملفات سياسيه وامنيه عالقه وسط رغبه متبادله ، علي الارجح ، لاستكشاف امكانيه فتح صفحه جديده في العلاقات.

وقد شهدت العلاقه بين الحكومه الاردنيه وحماس توترا اعقاب خروج قاده حماس من عمان واغلاق مكاتب الحركه ، ثم ما عرف باسم "قضيه اسلحه حماس".

وتتزامن هذه اللقاء‌ات مع تصريحات تظهر للمره الاولي علي السطح ، علي لسان رئيس الحكومه الفلسطينيه المقاله اسماعيل هنيه يوم امس الجمعه قال فيها، ان الاتصالات التي شارك فيها مسوولان من حماس ومدير المخابرات محمد الذهبي قد تسهم في المصالحه بين حماس وحركه فتح.

واضاف في خطبه الجمعه باحد مساجد غزه "هذه تطورات ايجابيه وبدايه نامل لها النجاح ، هناك قضايا كبري ومصالح مشتركه بيننا هنا في فلسطين وبين اهلنا في الاردن".

وقال هنيه "ان الاردن مهتم باحياء الاتصالات مع الحركه" دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل.

كما تزامنت تصريحات هنيه ، مع تصريحات اخري لمستشاره السياسي احمد يوسف رجح فيها "انتقال اللقاء‌ات التي تعقد بين قياديين من حركه المقاومه الاسلاميه "حماس" ومسوولين اردنين قريبا من مستواها الامني الي مستوي سياسي اعلي، لوضع ما قال انه تصورات لعلاقه سليمه ووطيده.

وتري الاوساط السياسيه الاردنيه في هذا الحراك بين الاردن وحماس بوادر انفراج نسبي بين الطرفين يفرضها مناخ اقليمي غير مستقر وبروز تحالفات خفيه وتقاطعات بين دول مجاوره وتنظيمات ضمن لعبه خلط اوراق، قبل اشهر من خروج جورج بوش من البيت الابيض.

ويري المراقبون ان للجانبين مصلحه في اعاده مد الجسور ، فحماس ترغب في تنويع خياراتها، وتنظر الاوساط السياسيه في الاردن الي التقارب مع حماس ضمن مسعي الدوله لتنويع اتصالاتها مع مختلف الاطراف لخدمه مصالحها العليا.

وبحسب المراقبين فان الطرفين يتجهان الي رسم قواسم مشتركه جديده دون ان يغير الاردن استراتيجيته او يتخلي عن تحالفاته الراسخه مع موسسات السلطه الوطنيه الفلسطينيه برئاسه محمود عباس.

وبحسب هولاء المراقبين فان التحرك الاردني ياتي ايضا لتبريد الجبهه الداخليه علي الساحه الاردنيه وسط تآكل المداخيل مع تفاقم ازمتي الطاقه والغذاء عالميا وانسداد افق المسارالتفاوضي الفلسطيني، وتحسين العلاقات الفاتره مع الاخوان المسلمين التي تتماهي جذورها مع حماس قبل انطلاقها من قطاع غزه عام ‪.۱۹۸۷‬
واعتبر رئيس مجلس الشوري في حزب جبهه العمل الاسلامي رئيس الكتله النيابيه للحركه في مجلس النواب النائب حمزه منصور، ان الحوار بين الحكومه الاردنيه وحماس "عوده الي الاصل".

وقال ان اللقاء‌ات التي تجري بين قاده الحركه الاسلاميه " حماس " ومسوولين اردنيين في العاصمه عمان " تصب في مصلحه الاردن وفلسطين ، وهي مصلحه مشتركه للطرفين.

واضاف يقول اننا نرحب باي حوار بين الاردن واي من كيانات الامه العربيه ، باعتبارنا امه واحده.

واردف ان الانفتاح بين الاردن وحماس ، يوهل الحكومه الاردنيه للعب دور الوسيط بين حركتي فتح وحماس ، والذي يصب في النهايه في مصلحه الشعب الفلسطيني.

ويري المراقبون ان كلا من الاردن وحماس لهما مصالح متبادله تدفعهما للافاده من هذا الانفتاح ، فعمان، التي ترتبط بعلاقات استراتيجيه مع واشنطن ومعاهده سلام مع اسرائيل، ترغب في تنويع خطوط اتصالاتها في اتجاهات مختلفه دون التاثير علي سياسه الدوله العليا ، بينما تسعي حماس للاستفاده مجددا من موقع الاردن الجيوسياسي والخروج من دائره الحصار الذي تعرضت له منذ فوزها في الانتخابات التشريعيه عام ‪. ۲۰۰۶‬

ارنا/