رمز الخبر: ۶۳۳۰
تأريخ النشر: 11:03 - 02 September 2008
تناقلت وسائل إعلام صهيونية و مراكز أبحاث أمريكية أنباء عن قيام حزب الله بنصب محطات رادار متطورة في صنين ، أعلى جبال لبنان .و افادت وكالة انباء فارس بأن المصادر المذكورة رأت ان الخطوة المذكورة تم وضعها في سياق تحقيق هدفين :
- مراقبة حركة الأسطول الأمريكي السادس قبالة الساحل اللبناني
- انذار مبكر لحظة اختراق طائرات اسرائيلية المجال الجوي اللبناني
و ذلك ، مع تزايد التقارير عن حيازة حزب الله لأسلحة دفاع جوي .
و تزامنت هذه المعمعة مع تزايد الحديث الاسرائيلي عن "توتر يزداد حدة على الحدود الشمالية"، خاصة مع انتهاء تبادل الأسرى و"حاجة" حزب الله لتنفيذ انتقامه لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية في شباط الماضي .
و تزامن التركيز على تعزيز حزب الله لقدراته العسكرية مع المفاوضات السورية – الصهيونية : حيث تتقاطع المصلحة الامريكية مع مصالح الصهاينة في المبالغة في تصوير قدرات الحزب في هذه الفترة تحديدا .
و شهد الإعلام الأمريكي مشهدا مماثلا في الفترة التي سبقت اغتيال عماد مغنية من خلال التركيز على "خطر حزب الله على المصالح الأميركية في الخارج"، و"تعقيد جهازه الأمني الذي اخترق مرتين وكالات حكومية أميركية"، بحسب مؤسسة "استراتفور" للتحليل الامني والاستراتيجي؛ في إشارة الى قضيتي النقيب في مشاة البحرية الأميركية سمر سبينالي والعميلة في مكتب التحقيقات الفدرالية ندى بروتي .
وبالعودة الى قضية الرادارات المزعومة في "صنين"، يعلم حزب الله تماما ان أي تبديل في عقيدته القتالية سيعني خسارة في وضعه استراتيجيا .
و اولى بديهيات عمل "المقاومة" تكمن في سرّيتها ، فكيف سيكون بمقدور حزب الله حماية رادارات أو أنظمة دفاع جوي ؛ أي "أهداف ثابتة" يستحيل اخفاؤها بسبب حجمها، في منطقة مفتوحة ؟
غير ان سيناريو حادثة "صنين" بمجمله يفرض تساؤلات حول الهدف من إثارة هذا الموضوع في هذه الفترة بالتحديد .
و من البديهي الاستنتاج أن «اسرائيل» تبحث حاليا عن "نصر إعلامي" شبيه بالغارة الأخيرة على دور الزور في سوريا ، في خضم الانتصارات المتلاحقة التي يحققها ما يسمي بـ "محور الشر" ؛ و ليس أخرها إطلاق سراح سمير القنطار و باقي الأسرى .
و ضرب نقاط معينة في لبنان قد يحقق الهدف الاسرائيلي ، خاصة اذا ما تم اضفاء رمزية و أهمية على هذا الهدف (رادارات لحزب الله مثلا) .
كذلك ، عقب كل حدث مفصلي (مثل تبادل الأسرى) يرتفع بشكل تلقائي مؤشر الخطر الاسرائيلي من تنفيذ اغتيالات داخل الساحة اللبنانية و في صفوف المقاومة تحديدا .
و بغض النظر عن السيناريو الذي ستلجأ اليه هذه المرة ، فإن المؤكد ان قادة اسرائيل يشعرون بأزمة كبيرة على الصعيد السياسي والاستراتيجي دفعتهم الى استخدام أساليب بدائية في الحرب النفسية للتنفيس عن هذا الإحتقان من قبيل الرسائل الهاتفية للبنانيين في الآونة الأخيرة، من دون أن يعني هذا التخبط الاسرائيلي المرحلي في مواجهة حزب الله عجزا دائما، إذ أن هناك "اساليب غير تقليدية" لمواجهة الحزب، بحسب دراسة صادرة عن كلية البحرية الأميركية .
وبالحديث عن الأساليب غير التقليدية ، تفاجئك مبالغة الغربيين لدى تقييم قدرات حزب الله: أحد التقارير الأمنية الأوروبية الصادرة أخيرا تحدثت عن حيازة حزب الله غواصات صغيرة، يُشغّل الواحدة منها عنصر واحد، سلمتها إيران الى الحزب في إطار السعي لـ"تعزيز قدرات حزب الله وحماس البحرية عند خاصرة اسرائيل" .
أما الأميركيون فهم أكثر استعدادا للذهاب بعيدا عندما يريدون تكبير خطر جهة ما ؛ من هنا يجري الحديث عن إمكانية أن تقوم إيران بتزويد حزب الله "بصواريخ باليستية بعيدة المدى تعمل بالوقود الصلب ومجهزة بنظام توجيه عبر قمر صناعي"، أو سعي سوريا لتزويد الحزب بـ"روؤس كيميائية".
/ نهاية الخبر / .