رمز الخبر: ۶۴۳۳
تأريخ النشر: 11:04 - 07 September 2008
فايران اليوم ليست ايران الامس ، واذا كان مروجو الفوضى الخلاقة يمتلكون قليلا من الحكمة فانها تدعوهم الى التخلي كليا عن لغة الكابوي الرعناء التي اوصلت اميركا الى الحضيض وحولتهم الى اضحوكه امام العالم.

 


عصر ايران ، يوسف علي الصديق – يعجب المرء من جنوح التحالف الامريكي- الاسرائيلي الى استخدام لغة الاستهتار والغطرسة في محاكاة الجمهورية الاسلامية الايرانية وتلويحه بتوجيه ضربة اليها، في حين ان الحسابات الاستراتيجية تفرض على واشنطن وتل ابيب الانكفاء والتراجع نتيجة هزائمهما العسكرية المخزية في افغانستان والعراق وفلسطين ولبنان.


 


نقول هذا ونحن نشهد حاليا تصعيدا اميركيا- صهيونيا غريبا على الساحات السياسية والاعلامية والعسكرية يحاول الايحاء بان ساعة المواجهة قد ازفت ، الا ان تتراجع طهران عن ثوابتها، مع انها مكفولة طبقا للقانون الدولي ومؤسساته العالمية.


 


على صعيد متصل يبدو ان المعسكر الغربي لم يكن يتوقع خسارته الجديدة في منطقة القفقاس ورضوخ حليفه الجورجي الى الاستسلام امام الحسم العسكري الروسي بهذه السرعة بالرغم من انه هو الذي حرض تبليسي على استفزاز موسكو.


 


والذي زاد الطين بلة ، اقدام روسيا على الاعتراف بجمهوريتي اوسيتيا وابخازيا في تحرك لفرض مزيد من الاذلال على جورجيا من جانب ، واحباط مساعي الناتو واميركا لرسم خريطة طريق يضمن تدفق امدادات الغاز الى اوروبا وفقا لسناريو الغرب ، من جانب اخر.


 


لقد فاقمت مجمل هذه الانتكاسات التي منيت بها الولايات المتحدة وحليفاتها من حالة الاحباط المسيطرة عليها اصلا، الشئ الذي جعل تصعيد الحرب النفسية والدعايات الاعلامية ضد ايران امرا لابد منه حسب وجهة النظر الغربية خاصة وان واشنطن صارت تحمل طهران مسؤولية كل هزائمها في الشرق الاوسط وفي العالم اجمع.


 


ولاشك في ان المزاعم الاميركية هذه مرفوضة جملة وتفصيلا اذ لا يختلف اثنان على ان السياسات الخرقاء للرئيس الامريكي جورج دبليو بوش وفريقه المتطرف هي السبب الرئيسي للاخفاقات التي تتوالى على اميركا.


 


وعلى هذا الاساس يمكن تفسير التصريحات الايرانية في مواجهة الضجيج السياسي والاعلامي لواشنطن وتل ابيب في الوقت الحاضر. وهي تصريحات تعلن بما لا لبس فيه ان طهران ليست على استعداد لتسديد ثمن هزائم الاميركان والصهاينه في الشرق الاوسط لانها ستضرب بكل قسوة على ايدي اي معتد تسول له نفسه المساس باي موقع ايراني كبيرا كان ام صغيرا، علما بان ما اعلنه القادة العسكريون الايرانيون من تحذير شديد، يصب اساسا في بوتقه حماية الامن والسلم الدوليين.


 


فالاعتقاد السائد هو ان انطلاق اقل شرارة في المنطقة هو بمثابة حرب عالمية حقيقية وعليه فان المجتمع الدولي سيكون مسؤولا ان لم يتدخل لوضع حد للهرقليات الاميركية وللتحريضات الاسرائيلية ، فليس من المعقول وضع العالم على كف عفريت واشعال النار فيه فقط وفقط من اجل ايصال الجمهوري جون مك كين الى سدة الرئاسة والبيت الابيض.


 


وفي سياق متصل فان على صناع القرار في الولايات المتحدة ان ياخذوا التحذيرات التي صرح بها القاة العسكريون في طهران على محمل الجد، فايران اليوم ليست ايران الامس ، واذا كان مروجو الفوضى الخلاقة يمتلكون قليلا من الحكمة فانها تدعوهم الى التخلي كليا عن لغة الكابوي الرعناء التي اوصلت اميركا الى الحضيض وحولتهم الى اضحوكه امام العالم.


 


اما اذا اراد "المحافظون الجدد" التمادي في لغة الجنون والغباء ، فعليهم – اذا – ان يعلموا بان ايران جادة في تلقين المعتدين درسا لن ينسوه، لانها ستكون عندئذ مضطرة للدفاع عن نفسها في وجه القوى الطامعة القادمة من اقصى الارض.