رمز الخبر: ۶۴۶۰
تأريخ النشر: 01:01 - 08 September 2008


غزة - فارس : اشار الباحث في دراسات الشرق الأوسط فادي محمود صيدم في تقرير الي قلق الكيان الصهيوني و الغرب خاصة الولايات المتحدة من البرنامج النووي السلمي الايراني و اكد أن حصول ايران علي التقنية النووية من شأنه سيغير خارطة المنطقة الجيو سياسية .

و افادت وكالة انباء فارس نقلا عن صحيفة «دنيا الوطن» الفلسطينية بأنه جاء في هذا التقرير بأنه من الواضح تماماً أن قضية الملف النووي السلمي الإيراني إستهلكت كثيراً من المتابعة و الجهد من قبل المجتمع الدولي و مؤسساته ، لاسيما أن هناك دولا أجمعت على عدم الموافقة لإيران على إمتلاك الطاقة النووية السلمية ، و هذا معروف لأنه إذا ما إمتلكت إيران النووي فهذا سيؤثر بشكل مباشر على المصالح الجيو ستراتيجية للدول الكبرى في منطقة الشرق الأوسط و تحديداً الولايات المتحدة الأمريكية .
و رأي هذا الباحث ان "الأخيرة ( امريكا ) هي المحرك الرئيس للممانعة الدولية ضد المشروع النووي السلمي الإيراني ، و لا يفوتنا ذكر الكيان الصهيوني في هذه القضية التي تعتبرها تحظى على أعلى درجات الخطر ضد وجودها في المنطقة . فهذه القضية تشكل تهديداً لأمنها القومي ، و أطماعها السياسية و الإقتصادية بالمنطقة ، فإمتلاك إيران للطاقة النووية سيغير الخارطة الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط" .
و تساءل هذا الباحت : هل الخلاف بين إيران و أمريكا و إسرائيل هو إمتلاك الأولى الطاقة النووية أم الخوف مما سوف ينتج عن ذلك ؟
و اجاب قائلا : إن الأطراف سالفة الذكر يوجد فيما بينها إلتقاء كبير في نقاط عديدة ، و هذا الذي يدفع بأمريكا و إسرائيل لحشد الدعم الدولي ضد هذا المشروع ، و هناك سبب أخر ألا و هو ليس الخوف من إمتلاك الطاقة النووية ، لكن الخوف الأكبر من إمتلاك المعرفة و الدراية الكاملة في عملية إنشاء هذه الطاقة فهذا يشكل عامل قلق كبير لأمريكا و حلفائها ، بسبب التقارب الجغرافي بين إيران و باكستان التي كان لها الدور الرئيسي في نقل المعرفة النووية لإيران ، و هذا ما يشير أنه في المستقبل من الممكن أن يصبح هناك تحالف بين هاتين الدولتين الإسلاميتين و الذي بدوره سيغير موازين القوى في العالم و تحديداً في منطقة الشرق الأوسط .
و اضاف ايضا : إذا ما أردنا أن نعود و نذكر بعض النقاط التي تلتقي و لكن لم يتم الإتفاق حولها بين إيران و أمريكا و إسرائيل ، و التي اعتبرها خطوط رئيسية لهذا الصراع القائم هي :
1 - السيطرة على ثروات المنطقة و تحديداً نفط الخليج ( الفارسي ) .
2- مد النفوذ و حشد الرآي العام بالمنطقة لصالح أحد الأطراف و على حساب الأخر .
3- التأكيد على لعب دور أساسي سياسي و إقتصادي و أمني في منطقة الشرق الأوسط .
4- الأحداث الأخيرة في باكستان و إستقالة مشرف من منصب الرئاسة و الخوف من إنتخاب رئيس لباكستان يكون موالي للسياسة الإيرانية .
و يستطرد هذا الباحث بالقول : "إن أحادية القطبية للسياسة الدولية المتمثل بأمريكا و تحديداً بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي سمح للأولى للتمادي ، و فرض نفسها لتكون بمثابة الشرطي الحامي لمنطقة الشرق الأوسط و الخليج ( الفارسي ) خاصة . و هذا دفع منطقة الخليج الفارسي لتكون بمثابة المسرح للصراع السياسي بين الأطراف المعنية به ، و التي تسعى من خلاله للتحكم و السيطرة عليه مما يسبب قلق أمني دائم لهذه المنطقة ، مما يجعل إمتلاك هذه الدول للنفط هو بمثابة نقمة و ليس نعمة" .
و اوضح محمود صديم "إن الشرق الأوسط كان و مازال على قائمة الإستهداف للدول الغربية ، و شهد و سيشهد سيناريوهات عديدة سياسية و إقتصادية و أمنية ، و الذي سيدفع الثمن بطبيعة الحال الشعوب المقيمة في هذه المنطقة" . فأمريكا و الكيان الصهيوني تلوحا دائما بإستخدام القوة على ارض ليست ملكهما و ليس لديهما الحق بالتصرف في أي شيء يخص منطقة الشرق الأوسط ، و تحديداً الدول العربية .
و قال هذا الباحث : "إن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع الملف النووي السلمي الايراني من خلال ستراتيجيتين الأولى :ستراتيجية الإحتواء لإيران ، و الثانية : هي ستراتيجية الخيار العسكري ضدها و هو أمر خطير هذا في حال أن الخيار الأول لم ينجح" .
و يؤكد هذا الباحث أنه لهذه اللحظة إن السياسة الأمريكية تجاه هذا الملف يدور في فلك الستراتيجية الأولى ، و تبلور ذلك من خلال رزمة المقترحات التي قدمت لإيران من خلال الإتحاد الأوروبي مؤخراً و الذي قوبل بالرفض الإيراني له و مازالت الوساطات و المفاوضات قائمة حولها .
و اوضح أنه إذا تم الوصول لطريق مسدود في هذا الخيار فدون أدني شك أنه سيتم إستخدام الستراتيجية الثانية المتمثلة بالحسم العسكري و الذي سيكون نتائجها إذا ما قامت الحرب لا سمح الله سوف تتغير الخارطة الجيو سياسية للشرق الأوسط دون أدنى شك .
/ نهاية الخبر / .