رمز الخبر: ۶۶۸۱
تأريخ النشر: 23:32 - 15 September 2008
نقول ان هذه الاثارة ذات الطابع السياسي الواضح ليست بعيدة عن استعدادات البلدان الاسلامية والعربية ولاسيما ايران لاحياء اليوم العالمي للقدس الشريف في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك.

 


عصر ايران ، حميد حلمي زادة – تقوم استراتيجية تل ابيب في احدى اهم قواعدها الملتوية على اسلوب الصاق التهم والافتراءات والاكاذيب بالدول والمواقع التي تقف عقبة كأداء امام الاستشراء الصهيوني السرطاني في منطقة الشرق الاوسط والاماكن الاخرى في العالم.


 


ولا يخفى على احد ان اسرائيل الغاصبة تهدف من استعمال هذا الاسلوب الدعائي المسموم ، التغطية على جرائمها الوحشية وممارساتها الارهابية ضد الشعب الفلسطيني المطارد والمحاصر منذ اكثر من ستين عاما والتي لم تخل منها ساعة الا واقدم فيها العدو الصهيوني على اي دور قذر يمكن ان يؤدي – بزعمه- الى تعزيز امنه وتكريس اطروحته في ان له موطئ قدم تاريخيا في ارض الاسراء والمعراج.


 


ولا شك في ان التنقيبات الاثرية للصهاينة تحت ارض المسجد الاقصى المبارك بذريعة العثور على هيكل سليمان والتي فشلت فشلا ذريعا في تاكيده او الوصول الى خيوط وان كانت وهمية للبرهنة عليه تكشف لامم الارض جميعا ان هدفها ( التنقيبات) ليست علمية بقدر ما هي واحدة من مسلسل هذا الكيان الزائف لهدم اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وحرمان امة المسلمين كليا من اقدس مقدساتهم وفصلهم عن احدى المكونات الاساسية لعقيدتهم.


 


وليس مجهولا الدور الاخطبوطي التخريبي لاسرائيل والوكالة اليهودية العالمية في شتى بقاع العالم ونشاطات مجموعات اللوبي الصهيوني في الكثير من البلدان الغربية ودول اميركا اللاتينية لتشويه الحقائق امام الراي العام هناك من جهة ، وتجنيد الساسة والاحزاب والمؤسسات الحكومية او الاهلية ليكونوا طوع امر اسرائيل وتحركاتها المشبوهة هنا وهناك من جانب اخر.


 


وفي هذا المضمار يمتلك الصهاينة نفوذا كبيرا في دولة لاتينية مثل الارجنتين بسبب انعدام الاستقرار السياسي والامن الاقتصادي (الغذائي) طيلة العقود الثلاثة الماضية فيها ما جعل التجاذبات السياسية والحزبية والاهلية هناك رهنا للاملاءات الصهيونية ولما تطلبه تل ابيب وقت الضرورة للاساءة الى القوى المناصرة للحق والعدل والمساواة والداعية الى وجوب طرد الغزاة المحتلين من فلسطين واعادة اهلها المشردين والمنتشرين في الشتات الى ديارهم ومناطقهم مع تعويض ما تكبدوه على خلفية هذا الظلم الكبير.


 


وعلى هذا الاساس يمكن تفسير معاودة الحكومة الارجنتينية فتح ملف التفجير الذي طاول احد المعابد اليهودية في بوينس ايرس في التسعينات ومحاولة اتهام الجمهورية الاسلامية الايرانية بانه كان لها دور في تلك الحادثة الاثمة التي ترفضها الاديان السماوية والقيم الاخلاقية السامية باعتبارها لا تمت للعقيدة الصحيحة باي صلة.


 


على ان اثارة الموضوع في هذا التوقيت وعلى الرغم من ان القضاء الارجنتيني قد اسدل الستار عليه لعدم ثبوت ادلة، وبعدما تعاونت طهران بكل الوسائل لتنفيذ كافة المزاعم والادعاءات المختلفة لالصاق التهم اليها في هذا الاتجاه ، نقول ان هذه الاثارة ذات الطابع السياسي الواضح ليست بعيدة عن استعدادات البلدان الاسلامية والعربية ولاسيما ايران لاحياء اليوم العالمي للقدس الشريف في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك.


 


ولكي نختصر المسافة على المتصهينين في الارجنتين وسواها من البلدان المتحالفة مع الشر والظلم والاستكبار الاميركي والصهيوني – لا يختلف فيهما وجهان لعملة واحدة – نقول بملء الفم ان الضغوط والابتزازات والحروب النفسية ما كانت يوما عائقا اما م ايران الاسلام قيادة وحكومة وشعبا لكي تستمر في دعم الحق الفلسطيني المغصوب والعمل بلا هوادة لتطهير القدس الشريف من دنس الصهاينة المحتلين ان عاجلا او اجلا.


 


على حكومة الارجنتين ان تفهم بان من هم اكبر منها واشد قوة واكثر جمعا لم ينجحوا قط في اطفاء شعلة الكفاح التي حملها الايرانيون ومعهم المسلمون والعرب جميعا من اجل ان يعود لكل ذي حق حقه وكما قال رئيس الجمهورية السيد محمود احمدي نجاد في محادثاته الهاتفية لرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب السيد اسماعيل هنية فان القدس في وجدان كل مسلم وان الانتصارات الكبرى وليدة الصعاب وعليه فان على الرئيسة الارجنتينية السيدة فرناندز ان تفكر في طريقة اخرى ترد بها جميل اللوبي اليهودي الذي اوصلوها الى سدة الحكم في بلادها ، لا ان تناطع الطود الايراني الشامخ الذي تحول اليوم الى موئل جميع الاحرار والشرفاء والمناضلين في العالم بلا استثناء.