رمز الخبر: ۶۸۳۶
تأريخ النشر: 01:20 - 22 September 2008
واحد الهواجس الجادة الموجودة في هذا الخصوص هو ان تريد بعض الدول العربية في الخليج الفارسي وضع حدودها البرية والجوية والبحرية بتصرف القوى غير الاقليمية وبالتحديد اميركا لمهاجمة ايران.

 


عصر ايران – رغم ان العديد من المحللين يستبعدون ان تشن اميركا هجوما على ايران – في المدى المنظور على الاقل- ورغم ان الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي اكدت مرارا وتكرارا بانها لن تسمح بان تتعرض ايران لهجوم انطلاقا من اراضيها الا ان الاحتمالات يجب ان تبقى دائما في صلب الاهتمامات لكي لا يربك عنصر "المفاجئة" جميع الحسابات.


 


واحد الهواجس الجادة الموجودة في هذا الخصوص هو ان تريد بعض الدول العربية في الخليج الفارسي وضع حدودها البرية والجوية والبحرية بتصرف القوى غير الاقليمية وبالتحديد اميركا لمهاجمة ايران.


 


كما ان ثمة احتمالا بالا تسمح هذه الدول بان تستخدم اراضيها مباشرة لمهاجمة ايران لكن قد تتولى مهمة اسناد القوات المهاجمة.


 


وبطبيعة الحال فان الدول العربية تقول انها لن ترتكب خيانة كهذه بحق جارتها الشمالية .


 


وهذا طبيعي بان تتخذ هذه الدول في الظروف العادية مثل هذا الموقف ، ولا يتوقع احد في ظل الظروف الحالية التي تربط ايران ودول منطقة الخليج الفارسي علاقات طبيعية وتوجد سفارات الجانبين في عاصمتي البلد الاخر وتعمل باعلى المستويات ، بان تقول هذه الدول بانها ستدعم اميركا في شن هجوم محتمل على ايران.


 


لكن النقطة تكمن هنا بانه اذا تغيرت الظروف واراد الامريكيون ارتكاب حماقة كبرى تتمثل بمهاجمة ايران ، فان المواقف الحالية للدول العربية لمنطقة الخليج الفارسي قد تتغيرلان التجربة اثبتت بان زعماء هذه الدول يتاثرون بشدة باميركا في تنظيم علاقاتهم الخارجية.


 


ولا ننسى بان دول منطقة الخليج الفارسي التي تدعي اليوم الصداقة مع ايران ، هي تلك الدول التي قدمت اكبر المساعدات الى صدام طوال حرب الثماني سنوات التي فرضها صدام على ايران وقدمت مليارات الدولارات كمساعدات مالية وحتى من دون مقابل الى الحكومة العراقية آنذاك لكي يتمكن جيش صدام من شراء القنابل والصواريخ والقائها على رؤوس ابناء الشعب الايراني.


 


لذلك فانه لا يوجد اي اطمئنان بالا تضع الدول التي اظهرت في السابق سوء نواياها وتطرح في الوقت الحاضر مزاعم بشان وحدة الاراضي الايرانية حول الجزر الايرانية الثلاث، يدها بيد اميركا في الظروف الحرجة لاسيما وان معظم هذه الدول لاسيما قطر والبحرين تستقبل قواعد عسكرية اميركية كما ان اخبارا تنشر حول شراء هذه الدول لمنظومات الدفاعات الجوية والمضادة للصواريخ. 


 


لذلك فانه يجب تذكير هذه الدول بشكل صريح ومؤكد ومكرر وجاد بانها ليس ستكون مشمولة بالرد بالمثل في حال استخدمت اراضيها لشن هجوم على ايران فحسب بل ان تقديمها الاسناد باي شكل من الاشكال للقوات المعتدية سيعقبه رد فعل عسكري ايراني.


 


فعلى سبيل المثال ، على الاماراتيين ان يعلموا بانهم ان ارادوا ارتكاب خطأ تجاه ايران فانه يكفي ان تطلق عشرات الصواريخ باتجاه دبي لكي تذهب جميع الاستثمارات ومستقبل هذا الميناء الاستراتيجي هباء كما هو الحال بالنسبه لسائر الدول التي تريد ان تضرب حق الجيرة عرض الحائط. ولا ينسى الساسة العرب بان جميع مدنهم الواقعة على شواطئ الخليج الفارسي هي في مرمى الصواريخ الايرانية ، الصواريخ التي لا يرغب الايرانيون ابدا بان تطلق باتجاه الجيران والمسلمين. ومع ذلك فانه ليس عدلا ان تكون هذه الدول شريكا في الهجوم على ايران والا تدفع ثمن ذلك.


 


ونظرا الى ان المناخ العام في المجتمع الايراني مستعد للقيام بعمل ما ضد الدول العربية في الخليج الفارسي في حال تعاونت في شن هجوم على ايران فان اي اجراء حتى اذا كان عنيفا ضدهم سيحظى بدعم الداخل.


 


ان ايران ليست صغيرة وضعيفة بحيث لا تستطيع التصدي لعدة دول صغيرة . وفي الوقت ذاته فان ايران تحترم حسن الجيرة وتقدر وتكرم "الجيران الجيدين" ، وطبعا فان الخيار هو لدى هؤلاء.