رمز الخبر: ۶۹۷۸
تأريخ النشر: 17:29 - 27 September 2008

 رد الشيخ خالد عبد الوهاب الملا أحد علماء أهل السنة بمدينة البصرة جنوب العراق ، علي تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي ضد أتباع أهل بيت الرسالة ، الذين اتهمهم بإعتماد البدع في الدين .

و أفادت وكالة انباء فارس نقلا عن موقع براثا الالكتروني أن الشيخ الملا قال في رده علي القرضاوي : "حينما يبلغ الإنسان هذا العمر (ثمانين سنة) ينبغي أن ينقطع كاملا إلى الله عز وجل باعتبار أنه أصبح للآخرة اقرب منه إلى الدنيا و لذاتها و زهرتها و شهواتها و تقلباتها و فتنها . و أنا يشهد الله عليّ ، لا أريد أن اجَرّح بأحد من علماء الأمة أو أُسيء إليهم أبدا و إطلاقا ، لكن حينما يُجرّح شعبنا و وطننا وتهُان شريحة كبيرة منهم و تخرج الكلمات من فم الشيخ !! .. لتُثير غبار الفتنة من جديد !! .. هنا لابد أن نتصدى لهذه الكلمات التي تسيء إلى الإنسان المسلم مهما كان مذهبه و توجهه شريطة أن لا يستخدم الإنسان العنف ضد مخالفيه . فهذه الكلمة التي سمعنها من الإعلام عن الشيخ القرضاوي التي يتهم بها الشيعة و يتحدث عن مشروع توسعي لهم ، ثم اتهام للسنة أنهم غير قادرين على مقابلة الثقافة القادمة لأنهم لا يمتلكون ثقافة كاملة!! .. و هنا أرى انه لم يستثنِ أحدا من المسلمين إلا و وجه له اتهاما و شبهة .
و تساءل الشيخ الملا قائلا : هل مذهب الشيعة إلا واحدا من مذاهب المسلمين التي يتعبدون بها ربهم ؟؟ ، و إذا كان أهل السنة لا يمتلكون الثقافة ؛ فإنها بسببكم يا سماحة الشيخ !! .. و بسبب خنوع العلماء للحكام و استرطابهم للمال والشهرة . و لولا هذه المواقف الرديئة لما ضاعت الشعوب و تمزقت الأمة و تلاشت ، و ضعفت المفاهيم الإسلامية الصحيحة .
و اردف قائلا : هذه الصهيونية و الماسونية و أعداء الإسلام يكيدون للمسلمين ليل نهار .. فماذا فعلتم لهم ؟ و كيف حصّنتم شعوبكم من هذه الأخطار؟ و ما هي الآلية التي استخدمتموها لأجل مواجهة الموج الكاسح الذي يحيط بالمسلمين؟؟ .
و قال الشيخ الملا : كأني و أنا اسمع لهذه الكلمات والاتهامات تُوجه للشعب العراقي الجريح باعتبار أن الشعب قد امُتحن بمصيبة الطائفية البغيظة التي استوردت من خارج البلاد ومن أفكار تكفيرية وإرهابية وقفوا كلهم مجتمعين لكي يشعلوا فتنة الطائفية بين العراقيين ولولا وقفة العراقيين بحزم وصمود أمام هذه العاتيات لأحترق العراق و من به! . و اليوم وبعد أن تشافى العراقيون من مرض الطائفية وخرجوا للناس بيد واحدة يلتقون ويبنون ويتصافحون خرج لنا الشيخ القرضاوي بهذه العبارات التي تألب المواجع وتثير الفتن وتكثر القيل والقال وتشغل المسلمين ببعضهم وتسيء لشعبنا ووطننا والمسلمين في كل أنحاء العالم .
و اضاف : لاشك ؛ فأن الأمة تمر بأصعب مراحلها ، و الفتن تحيط بها من كل حدب و صوب وأعداء الأمة يضربون على وتر الفرقة بين المسلمين وخاصة ما يتعلق بالطائفية وتضخيم شانها نعم نحن نُقر أن هناك اختلافا في وجهات النظر بين العلماء وذلك بسبب فهم النص العربي الفصيح لأنه يحتمل أكثر من وجه فنجد أن علماء الأمة يختلفون في دلالة الحرف الواحد في القران مثلا إلى أكثر من رأي ولكن هذا لا يؤدي إلى التنازع والاختلاف والكراهية وتكفير الآخر وتهميشه . فهذان الإمامان أبو يوسف ومحمد ( رضي الله عنهما) خالفا إمامهم أبا حنيفة النعمان ( رضي الله عنه ) والإمام أبو حنيفة هو تلميذ للإمام جعفر الصادق ( رضي الله عنه ) وهو إمام مدرسة أهل البيت ومؤسسها والإمام ابوحنيفة من رواد مدرسته فهل يعني هذا أنهم كفّروا بعضهم بعضا ولهذا لا ينبغي أن تصدر مثل هذه المقولات لأنها تعطي الجهلة والمتطرفين والارهابين مجالا لكي ينالوا من الطرف الآخر .
و اكد الشيخ الملا : إن الوحدة الإسلامية باعتقادنا هي الأمل التي يتطلع إليه المؤمنون المخلصون في كل مكان من أصقاع المعمورة وتحت منظور إسلامي عظيم حفظه الخيرون في قوله تعالى ( إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) وقد يتصور البعض أن الوحدة تعني الاندماج أو الانصهار أو التداخل بين المذاهب و خصوصياته وهذا خطأ كبير وإنما نعني بالوحدة أو التقارب أن يفهم بعضنا بعضا تحت قانون الحب والتعايش ولقد شهدت القرون الأولى وحتى القرن السادس الهجري تلاقحا فكريا واسعا بين العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية وفي أوائل القرن الميلادي الأخير ظهر مصلحون من دعاة الوحدة أمثال السيد جمال الدين الآبادي المعروف بالأفغاني والشيخ محمد عبده والإمام كاشف الغطاء والشيخ سليم شيخ الأزهر والشيخ شلتوت والشيخ القمي .
و شدد الشيخ الملا علي اننا اليوم بحاجة إلى أمثال هؤلاء المصلحين الذين يثقفون الناس على منهج الوحدة فيما بينهم ونحن بالعراق عملنا الكثير الكثير لأجل الوحدة بعد أن حاول التكفيريون أن يمزقوا وحدة العراق بأفكار متطرفة لا تنسجم مع روح الإسلام ولهذا تحزم العراقيون ووقفوا ضد الطائفية البغيظة وقفة رجل واحد وقد آتت الوقفة ثمارها وعادت الوحدة للعراقيين ترفرف على نهري دجلة والفرات ولكي نكون واقعيين فان ثمة عقبات تقف بطريق الوحدة وروادها ينبغي أن نتدارسها وان نعمل لإستأصالها من مجتمعات المسلمين :
أولا : العدو المشترك للإسلام والذي يتصيد في الماء العكر بل يحاول عبر تخطيط وتدبير وتدمير بإشعال جذوة الخلاف بين المسلمين بين الحين والأخر.
ثانيا : أبناء الإسلام المتشددين والذين يلتزمون المواقف المتشددة بل ينتهجون منهج التكفير والتقتيل سبيلا لدعوتهم.
ثالثا : التغيرات السياسية في الدول العربية والإسلامية.
رابعا : استخراج المسائل الخلافية من بطون الكتب إلى ارض الواقع وعلى شاشات القنوات الفضائية باعتبار أن هناك فرقا كبيرا بين سماع العالم وطالب العلم للمسائل الشرعية والخلافات الفقهية!! وبين سماع المقلد أو التابع والذي لا يُحسن فهم النص! .
و اختتم الشيخ الملا حديثه بالقول : نحن نستنكر جميع هذه التصريحات من الشيخ القرضاوي و ندعو أبناء الإسلام عامة وأبناء شعبنا العراقي خاصة إلى التلاحم والوحدة والتعايش وان لا يلتفتوا لمثل هذه الكلمات فبالكلمة ينال الإنسان رضا الله وبها ينال سخط الله ولكل مقام مقال .
/ نهاية الخبر / .