رمز الخبر: ۷۱۶۶
تأريخ النشر: 12:33 - 11 October 2008
يخطئ الغربيون اذا ما اعتقدوا بان الذهاب بعيدا في الاستخفاف بمقدرات الدول والشعوب يمكن ان يحقق لهم مآربهم السلطوية والاستغلالية.

 

عصر ايران ، حمزة هادي حميدي – يخطئ الغربيون اذا ما اعتقدوا بان الذهاب بعيدا في الاستخفاف بمقدرات الدول والشعوب يمكن ان يحقق لهم مآربهم السلطوية والاستغلالية.

 

ففي عالم بات محكوما اليوم بلغة العقل والمنطق وتتسارع فيه وتيرة المسيرة الانسانية نحو النضوج والتكامل فكريا وعمليا فان من السذاجة بمكان ان يجنح وارثو الاستعمار القديم الى استخدام نفس الاساليب البدائية السابقة في التعاطي مع القضايا المشروعة لامم الارض، تلك الاساليب التي كانت تقوم على قمع الارادات وتكريس الاستعباد مع الاصرار على هضم الحقوق واسكات اصحابها بممارسة الغطرسة والضجيج والتهويل والقفز على الحقائق.

 

وفي رسالة امين عام المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي الى الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اعلن جليلي بصراحة ووضوح عن ان افتقاد بعض اطراف مجموعة 1+5 لثقافة الحوار دفعها الى استخدام الية الضغط ومجانبة لغة المنطق.

 

الواضح في رسالة جليلي الى سولانا هو ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تريد التاكيد على تمسكها بنهج الحوار هادفة في الوقت ذاته الى تحميل الاطراف الغربية المعروفة بعدائها لطهران والمكاسب الرائعة التي حققتها مسؤولية التنصل عن جميع التزاماتها الاخلاقية وفي مقدمتها التشدق بالحضارة والمدنية والتظاهر باعتماد ثقافة الحوار واحترام الراي والراي الاخر.

 

الاهم من كل ذلك هو ان كبير المفاوضين الايرانيين بشان ملف طهران النووي السلمي مارس تقريعا فوق العادة تجاه ادعياء الحضارة الغربية عندما نعتهم بافتقاد ثقافة الحوار بل بالخواء الفكري نتيجة لتوسلهم بادوات الضغط عوضا عن الامتثال لمفردات المنطق والاقناع والموضوعية فيما يتصل بحق يكفله القانون الدولي لاي بلد ملتزم به قولا وعملا.

 

وبشكل عام فان العالم ليس بعيدا عن ما تمارسه اميركا وحليفاتها من احتقار للمعايير الحضارية السامية ومن تجاوز سافر لكل المنطلقات التي تعمل من اجل دعم دور الكرامة الانسانية في المنظومة الدولية، الامر الذي يعزز من تاثيرات رسالة ايران الى الاتحاد الاوروبي باعتبارها رسالة صارخة تدافع عن العقلانية والمنطق وتبشر بها علي مستوى العالم اجمع في مواجهة لغة الادعاءات الزائفة والشعارات البراقة لفاقدي ثقافة الحوار في راهننا المعاصر.