رمز الخبر: ۷۲۴۷
تأريخ النشر: 11:35 - 14 October 2008
ما اهمية المساعي الاقليمية المحمومة للمصالحة بين اميركا وما تمثله من شر مطلق في جميع الابعاد والاتجاهات وبين جماعة طالبان وما تمثله من تخلف سافر في الدين والعقيدة.

عصر ايران ، ربيع بلاسم – اصبح واضحا اليوم بان المشروع الحضاري الغربي لم يعد محكوما باي قواعد فكرية او ابجديات سياسية يمكن ان تؤهله لجذب اهتمام اصحاب النظريات الاخلاقية في العالم ناهيك عن ايلائهم اياه الاحترام اللازم.

فقد برهنت سلوكيات الادارة الاميركية على ذروة العبثية لدى التعامل مع القضايا المصيرية لامم الارض ومن يقرأ ادعاءاتها خلال الاعوام الثمانية الماضية ولاسيما بعد احداث 11 سبتمبر/ايلول 2001 يكتشف بوضوح ان حكومة الولايات المتحدة بزعامة جورج بوش ومعه جوقة المحافظين الجدد ضربت الرقم القياسي في التذبذب والغباء والغطرسة والتنقل من سيئ الى اسوأ حتى بلغت الاوضاع بالاقتصاد الاميركي ان يخسر اكثر من تريليون دولار خلال 24 ساعة فقط الامر الذي تسبب في الازمة المالية العالمية الراهنة.

لقد حملت تقديرات واشنطن المغلوطة مفكري المشروع الغربي انفسهم على التنبؤ باقتراب الانهيار الاميركي على وقع بدء العد العكسي لهذا المصير الذي بات ينتظر الولايات المتحدة على حد اعتقاد صاحب نظرية نهاية التاريخ المفكر الاميركي (الياباني الاصل) فرانسيس فوكوياما الذي اعلن في مقال نشرته مجلة نيوزويك يوم السبت (11/10/2008) "بان الانفجار بدأ من داخل الولايات المتحدة ومن مصارف الاستثمارات تحديدا موضحا ان اختفاء اكثر من تريليون دولار في سوق الحصص في يوم واحد يعتبر مؤشرا على انهيار الراسمالية الاميركية".

وامام هذا المشهد الاميركي القابل للانفجار في اي لحظة يحق للانسان العاقل ان تساءل : ما اهمية المساعي الاقليمية المحمومة للمصالحة بين اميركا وما تمثله من شر مطلق في جميع الابعاد والاتجاهات وبين جماعة طالبان وما تمثله من تخلف سافر في الدين والعقيدة.

فاذا كان البعض مايزال غاطا في نوم عميق ويمارس اسلوب النعامة في التعامي عن الحقيقة فان الاجدر به ان يصحو من هذه السكرة المميتة قبل ان يخلف وراءه ارثا قاتلا هو بمثابة المنفذ بالنسبة للتحالف الاستكباري الاميركي-الصهيوني من اجل الخروج من المستنقع المظلم الذي تدهور فيه جراء سياساته الخرقاء في العالم الاسلامي.

انها ذات السياسات التي تجعلنا نرى الغربيين سعداء محبورين اليوم وهم يعانقون قادة التطرف والتكفير والارهاب الطائفي (من طالبان او القاعدة) دون السماح لنا بالالتفات الى ما تسبب به الطرفان من كوارث ومآس مريعة نتيجة للطغيان الاميركي من جانب والجهل الديني من جانب اخر