رمز الخبر: ۷۳۷۰
تأريخ النشر: 11:50 - 19 October 2008
فلقد اظهرت الشعارات المدوية التي اطلقها العراقيون خلال مسيرتهم الاحتجاجية والتي طالبت بخروج المحتل ورفض اميركا الشيطان ، ان ابناء وادي الرافدين لن يصبروا الى ما نهاية امام بقاء الجيوش الاميركية والبريطانية والغربية المحتلة على اراضيهم.

عصر ايران ، حميد حلمي زادة – عبرت التظاهرات الجماهيرية الغاضبة في بغداد امس السبت عن نبض الشارع العراقي الذي بات يعد الشهور والايام والساعات بانتظار موعد انقشاع الاحتلال الغربي بزعامة اميركا عن بلاده ، الانقشاع الذي يفترض ان يتم بداية العام الميلادي المقبل 2009.

فلقد اظهرت الشعارات المدوية التي اطلقها العراقيون خلال مسيرتهم الاحتجاجية والتي طالبت بخروج المحتل ورفض اميركا الشيطان ، ان ابناء وادي الرافدين لن يصبروا الى ما نهاية امام بقاء الجيوش الاميركية والبريطانية والغربية المحتلة على اراضيهم.

ويحاول الغزاة تجميل هذا البقاء في اطار الاتفاقية الامنية المثيرة للجدل والتي لم تحظ حتى الان بتاييد الحكومة او البرلمان او الشعب في العراق نظرا لما تحتويه من تحديات واشكاليات تهدد السيادة الوطنية وتضرب بعرض الحائط المقومات الاساسية للاستقلال في هذا البلد المسلم والجار ولاسيما في ما يتصل بضمان حماية افراد جيش الاحتلال الاميركي من اي ملاحقات امنية او قضائية في بغداد بحق الضباط والجنود الاميركان الذين يرتكبون جرائم تستحق العقاب وفقا للقانون الدولي.

وكانت حكومة بغداد استنكرت يوم الاربعاء الماضي في بيان لها اتهامات قائد القوات الاميركية في العراق راي اوديرنو لبرلمانيين يتلقي رشاوى من ايران بهدف تعطيل اقرار الاتفاقية الامنية الموقف الذي جدده رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي امس عبر التنديد مرة اخرى بهذا التصريح معتبرا ان مجلس النواب لا ياخذ رشاوى معيبا على راي اوديرنو التحدث بمثل هذا الكلام الذي جعله في موضع المجازفة بموقعه.

اما اكثر ما يثير السخرية فهو ما قاله وزير الحرب الاميركي روبرت غيتس من ان قواته في العراق ستتمتع بالحماية حسب مسودة الاتفاقية الامنية وهنا يمكن طرح عدة اسئلة في هذا السياق:

1- من يحتاج الى الحماية في واقع العراق الماساوي الذي تولد بفعل الاحتلال الغربي-الصهيوني الغاشم لهذا البلد؟
2- ولماذا يكافح الغزاة القادمون عبر القارات من اجل الحصول على ضمانات تحمى وجودهم اللامشروع في هذا المصر من العالم الاسلامي ما لم تكن ثمة اهداف جهنمية يسعون لتمريرها عبر مثل هذه "الحماية" سواء بالضد من مصالح العراقيين او لغرض اثارة المخاطر والتهديدات تجاه دول الجوار؟
3- ثم ما هي الضمانات التي يستطيع الاحتلال الاميركي تقديمها حماية للشعب العراقي بعد ما اعاد بلده مائة عام الى الوراء؟
4- واخيرا وليس اخرا كيف سيبرر الرئيس الاميركي جورج بوش للبشرية ما اوجده من هدم وخراب في العراق دولة ومقدرات وامكانات ومن قبل في افغانستان على خلفية شعاراته الزائفة لمكافحة الارهاب وتدمير اسلحة الدمار الشامل في حين ان فريقه السياسي يجري خلف الكواليس مباحثات مع جماعة طالبان ومع عدد من ازلام نظام الطاغية صدام الهاربين ابتغاء التصالح معهم حول اي صيغة توافقية لئلا تخسر الحملات العسكرية الاميركية الرعناء مآربها التسلطية والنهبوية في الشرق الاوسط ولاسيما في منطقة الخليج الفارسي الزاخرة بمصادر الطاقة من النفط والغاز.

قديما قيل "فاقد الشئ لا يعطيه" وقد ثبت حتى الان ان شعارات نشر الديمقراطية والحريات في العالم حسب المفهوم الاميركي لم تكن سوى خدعة ملفقة وسلوك باطل عمدت اليهما واشنطن لتمرير مخططاتها الاستكبارية من السيطرة والتوسع خدمة للنظام الاحتكاري العالمي ومن هنا لا يبدو غريبا ان يبحث الساسة الاميريكيون عن حماية لقواتهم المحتلة في العراق بعد ما انكشفت للعالم جميعا فضائحهم المريعة هناك الا ان الامة الاسلامية على يقين تام بان الشعب العراقي المؤمن المجاهد لن يمنح مثل هذه الفرصة الذهبية للغزاة الطامعين الذين حموا نظام صدام الاستبدادي 35 عاما وحولوا هذا البلد الى قاعدة عسكرية كبرى لتهديد الامن والاستقرار الاقليميين في الوقت الحاضر.