رمز الخبر: ۷۴۵۶
تأريخ النشر: 12:02 - 21 October 2008
وكان الدكتور ابراهيم الجعفري اكثر وضوحا عندما شكك في مصداقية مثل هذه الاتفاقيات المزعومة معلنا انه نظرا للمشاكل التي تعرضت لها الدول التي وقعت عليها مع اميركا في هذا الاتجاه فان العراق ليس مضطرا للتورط في اتفاقية كهذه.

عصر ايران، ربيع بلاسم – يوما بعد اخر ينكشف للعالم كله الوجه الارهابي الكريه للتواجد العسكري الاميركي – الغربي في العراق الشقيق في ضوء اصرار حكومة واشنطن المتطرفة على انتزاع توقيع بغداد على الاتفاقية الامنية المشؤومة استنادا الى املاءات صناع القرار ومآرب اصحاب الاحتكارات الجشعة في الولايات المتحدة والغرب.

وياتي هذا السلوك المتعجرف في وقت مازال العراقيون الغيارى يكابدون فيه الكوارث والاستحقاقات التدميرية للاحتلال الاجنبي القادم من وراء المحيطات ، وبالرغم من انهم لم يبلغوا بعد شاطئ الامان والطمانينة نتيجة للتحركات المشبوهة الواسعة النطاق التي تمارسها الاستخبارات الغربية والصهيونية بين ظهرانيهم من اجل ترسيخ قواعدها ومواطئ اقدامها في طول البلاد وعرضها تحسبا للمستقبل الذي يمكن ان يتغير لصالح العراق حكومة وشعبا اذا ما جرت الرياح بما لا تشتهي الاساطيل الاميركيه والبريطانية في مياه الخليج الفارسي.

ويعزز هذا الاعتقاد ما صرح به وزير الخارجية الايراني السيد منوجهر متكي خلال مؤتمره الصحفي المشترك امس مع رئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري حينما وصف السياسات الاميركية في المنطقة ولاسيما في افغانستان بانها كانت فاشلة معربا عن الامل في حصول تغييرات جذرية واساسية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة كمرحلة ضرورية لا يمكن تجنبها للخروج من مآزقها المتتالية.

وكان الدكتور ابراهيم الجعفري اكثر وضوحا عندما شكك في مصداقية مثل هذه الاتفاقيات المزعومة معلنا انه نظرا للمشاكل التي تعرضت لها الدول التي وقعت عليها مع اميركا في هذا الاتجاه فان العراق ليس مضطرا للتورط في اتفاقية كهذه.

اما الشارع العراقي فانه واسترشادا بالمرجعية الحكيمة والقيادات الوطنية الواعية فقد حزم امره في رفض توقيع صك الاذعان للاستكبار الاميركي ولاطماع النظام الراسمالي الغربي الصهيوني الجشعة وهو لن يتردد ابدا في لي اعناق وايدي المحتلين الغزاة عندما يستدعي الواجب الديني والوطني ذلك مهما بلغت التضحيات وطال الزمان.

فتاريخ العراق الحافل بالملاحم الخالدة والبطولات الرائعة في مكافحة الاستعمار البريطاني وايضا في دوره المصيري خلال الحروب التي شنها العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف على امة المسلمين والعرب في 1948 و 1967 و 1973 سيحفز ابناء دجلة والفرات على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وقبائلهم الاصطفاف كتلة واحدة متراصة للتصدي للغة الارغام والغطرسة الاميركيه ، الامر الذي يجب ان يدفع صانع القرار في البيت الابيض الى التفكير الف مرة قبل ان يستفز العراقيين المؤمنين الصابرين لاجبارهم على الخضوع للابتزاز او التخلي عن السيادة الناجزة او ترك ثرواتهم وخيراتهم نهبا لاعداء الله والاسلام والانسانية جميعا.

فالاجدر – اذا – بالاحتلال الاميركي ان لا يحمل الشعب العراقي وزر هزائمه او اخفاقاته في الشرق الاوسط او حتى ازمته المالية التي اثرت بالاقتصاد العالمي كليا بسبب خطا جورج بوش وفريقه في حساباتهم وتقديرهم للامور حتى بلغ الامر بادارة الولايات المتحدة الى فعل اي شئ يمكن ان يعيد اليهم ماء وجههم المضاع.