رمز الخبر: ۷۵۹۴
تأريخ النشر: 10:02 - 27 October 2008
رأى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، أن تصريح رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مايكل هولن، الذي حذر فيه العراقيين من "عواقب جسيمة" في حال عدم التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع الأميركيين تمثل دليلاً إضافياً على أن الأميركيين لا يقيمون وزناً للسيادة العراقية.

ودعا سماحة العراقيين، بكل مكوناتهم الوطنية، إلى الرد على مثل هذه التهديدات بالتماسك في ساحتهم الداخلية والإصرار على الموقف الحاسم الذي يرفض أي تنازل يمس سيادة البلد أمنه ووحدته واستقلاله.

وقال سماحته إن تهديد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، والذي يتزامن مع مواقف أميركية وغير أميركية، تحاول الضغط على العراقيين مسؤولين ونواباً وأحزاباً وهيئات شعبية... يكشف مرة أخرى عن حجم المأزق الذي يعيشه الاحتلال الأميركي في العراق، كما يكشف عن استهانة الأميركيين بمستقبل العراق، ويعطي الدليل الإضافي والحاسم على أنهم لا يقيمون وزناً للسيادة العراقية.

وأضاف:إن هذه التصريحات والمواقف تؤكد بما ليس فيه مجال للشك أن الاحتلال يسعى لإطالة أمد بقائه في العراق، ويحاول الحصول على أي مستمسك يمكنه من إقامة قواعد عسكرية ثابتة تمثل تهديداً لاستقلال العراق وسيادته، كما تمثل تهديداً مستمراً لدول المنطقة.

وتابع:إن من الضروري أن تسمع قوات الاحتلال الأميركي كلمات حاسمة ومواقف صارمة تؤكد لها بأنه عليها الاعتراف بفشل مشروعها في العراق والمنطقة لتعيد حساباتها وتمهد لتعاطي مختلف مع المنطقة وشعوبها، لأن الرهان على متغيرات تقلب الأمر رأساً على عقب هو رهانٌ على سراب. كما أن الفرصة التي قد تكون مؤاتية للحل تبدأ من اعتراف الأميركيين بأنهم أخطأوا في مقاربة المسألة العراقية سياسياً وأمنيا،ً وأن عليهم الرحيل في أسرع وقت، ليشعر العراقيون بأنهم باتوا على قاب قوسين أو أدنى من الاستقرار الذي ينشدونه.

وقال:إننا ندعو الشعب العراقي، بجميع مكوّناته الوطنية، كما ندعو الفئات التي تتحدث في شعاراتها عن المقاومة، إلى التوحد والتماسك داخلياً، ومواجهة مثل هذه التهديدات بالموقف الحاسم رسمياً وشعبياً، ليبرز العراقيون للعالم كشعب واحد متماسك وحريص على سيادته واستقلاله ومستقبل أجياله، وليكون الأخذ بأسباب الوحدة في المسار السياسي والأمني وفي مواجهة الاحتلال وشروطه التعجيزية وضغوطه المستمرة في مسألة الاتفاقية الأمنية وغيرها، منطلقاً للبناء الداخلي لوحدة الصف، والكف عن إثارة الحساسيات الداخلية ولمواجهة الذهنية التكفيرية إلى جانب مواجهة الاحتلال.
 
 ایسنا/