رمز الخبر: ۷۶۰۱
تأريخ النشر: 13:42 - 27 October 2008
أجمع ساسة ومفكرون وشخصيات فلسطينية متعددة على اعتبار الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رجلاً وحدوياً استطاع بنهجه أن يجمع الفلسطينيين على القواسم المشتركة .
 
وجاء ذلك في سلسلة لقاءات أجراها مراسل وكالة أنباء فارس في غزة بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة لاستشهاد الدكتور الشقاقي .

فقد أكد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور الهندي - الذي كان زميل دراسة للدكتور الشقاقي وأحد ملازميه بالإضافة إلى كونه أحد مؤسسي النهج الجهادي في فلسطين - أن الشعب الفلسطيني في أمس الحاجة اليوم، لاستحضار فكر ونهج الشقاقي كي يخرج من الحالة التي هو عليها لينعش مشروعه النضالي والتحرري .

وبيّن أن الشقاقي جاء في وقتٍ كانت فيه الحركة الإسلامية في فلسطين بعيدةً عن ساحة الصراع مع العدو، فيما غيّب الوطنيون الذين كانوا يصارعون المحتل، الإسلام من مسيرتهم ونضالهم، ليوجد اجتهاداً جديداً استطاع أن يوجّه بموجبه البوصلة إلى المسار الصحيح، حيث بني الجهاد الإسلامي على أساس أن فلسطين قضية مركزية للأمة الإسلامية جمعاء .

وشدد على ضرورة أن تكون ذكرى الدكتور الشقاقي بمثابة حافز ودعوة للجميع كي يبحثوا عن المشترك من أجل الأمة قاطبةً ومن أجل فلسطين المحتلة على نحوٍ خاص .

ورأى الدكتور الهندي أن الشقاقي كان رجلاً أجاد فن التساؤل و الحوار والجدل من أجل إعطاء حلول للمشاكل الفلسطينية، مستحضراً في حديثه إيجاد الدكتور الشقاقي حلولاً كثيرة للمشكلات التي كانت قائمةً على الساحة الفلسطينية باجتهاده وتميزه الذي أوضح أنه "تأتى من توسع إطلاعه وتنميته لثقافته الواسعة" .

واستدرك القيادي في الجهاد الإسلامي يقول "لدى شعبنا اليوم مشكلات من صنف مختلف و تحتاج إلى اجتهاد كاجتهاد الشقاقي"، مشيراً إلى أن أهم هذه القضايا التي تحتاج إلى اجتهاد هي مستقبل الحركة الإسلامية في فلسطين، مستقبل المقاومة فيها ومستقبل ووحدة المقاومة خاصةً بعد أن وصلت المسيرة السياسية إلى طريق مسدود بإقرار روادها وعرابيها .

وبعد ذلك تطرق الدكتور محمد الهندي إلى المثابرة في شخصية الشقاقي، حيث لفت إلى أن الدكتور الشقاقي صمد أمام كل ما يحبط وييئس انطلاقاً من إيمانه العميق بالإسلام ومن ثمَّ إيمانه بالقضية .

وأشار إلى محاولات الصهاينة الحثيثة والمستمرة لتيئيس الشعب الفلسطيني وإحباطه من خلال القمع والعدوان والعربدة بشتى الوسائل بهدف ثنيهم عن التمسك بثوابتهم وحماية مقاومتهم، مشدداً على ضرورة استلهام دروس الإيمان والأمل و المثابرة جيداً من شخصية الشقاقي للتصدي لذلك كله .

من جانبه، أكد تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن الدكتور فتحي الشقاقي كان دوماً يسعى نحو المعرفة بكل معانيها، ويتمرد على ثقافة الانغلاق فيقبل على الحوار مع الآخر ليجمع في سلوكه شخصية المثقف الإسلامي الواقعي المعتدل .

وقال خالد "إن من تابع سيرة حياة ونضال الدكتور الشقاقي يدرك أنه كان يحمل داخله روح التمرد بحثاً عن طريق جديد يسير عليه نحو الهدف الذي يلبي طموحه" .

وأضاف "أن كافة أوساط الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية على اختلافها في الوطن وفي بلدان اللجوء والشتات، انتابها الحزن عندما امتدت يد الإرهاب الصهيوني نحو القائد الوطني والإسلامي الكبير الشقاقي ونالت منه في السادس والعشرين من تشرين أول 1995" .

ومضى نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية يقول "حقاً نحن نفتقد في هذه الأيام، في ظروف الانقسام والأزمة العميقة، التي تعصف بالوضع الفلسطيني، لقائدٍ يذكر له الجميع قدرته على الجمع والبحث في المشترك ليتقدم للرأي العام كسياسي منفتح على غيره ومثقف لا يحاصر نفسه بثقافة أحادية الجانب" .

وشدد خالد على أن الشهيد الشقاقي كان "يسعى نحو المعرفة بكل معانيها ويتمرد كذلك على ثقافة الانغلاق فيقبل على الحوار مع الآخر ليجمع في سلوكه شخصية المثقف الإسلامي الواقعي المعتدل، الذي يقبل ربما لميول الأدب والفن والفلسفة التي عرف عنها في مطلع حياته على متابعة إنتاج شعراء ومثقفين" .

وختم حديثه قائلاً "لم يحالفنِ الحظ في التعرف على الفقيد المجاهد الكبير د. فتحي الشقاقي عن قرب، فقد أقام في مكان لم تسنح لي الظروف أن أقيم فيه إلا لفترة زمنية قصيرة، ولحسن الحظ، أتيحت لي الفرصة في حينها أن أشارك في ندوة سياسية في النادي الثقافي بمخيم اليرموك حول اتفاقية «أوسلو» الأولى إلى جانب الراحل الكبير، حيث عرفته قائداً سياسياً لامعاً وصاحب مبادئ، يصدق فيه قول من خلفه في قيادة حركة الجهاد الإسلامي د. رمضان عبد الله شلّح "كان أصلب من الفولاذ، أمضى من السيف، وأرق من النسمة" .