رمز الخبر: ۷۷۹۰
تأريخ النشر: 10:59 - 02 November 2008

عصر ايران – ان مراجعة سريعة وخاطفة للفتاوى الصادرة خلال الاشهر الستة الماضية عن مفتيي وعلماء الوهابية يمكن بسهولة فهم الفراغ والخواء اللذين يسودان هذه المدرسة الفكرية التي ارسيت على يد المرتبطين بالصيونية.

وافاد موقع "شيعة اونلاين" ان مفردة الوهابية والقاعدة التي تعد المدافع عن الفكر الوهابي تذكر بالعديد من المفاهيم التي يعتبر التطرف اكثرها اساسية. وفي معظم الحالات فان افكارها موجهة بالدرجة الاولى نحو النساء. ان النساء وطوال العقود العديدة من حكم المتطرفين في البلدان الاسلامية تحملن الكثير من القيود. وجاء الدور قبل فترة على النساء العراقيات لكي يواجهن هكذا احكام وهابية ومتعلقة بالقاعدة. ففي احدث احكام اصدرتها القاعدة وتشبه اكثر ما تشبه المزحة تم فيها حظر شراء الخيار من قبل النساء.

وكتبت صحيفة "ديلي تلغراف" في احد اعدادها الاخيرة في هذا الخصوص بان شراء الخيار حظر على النساء العراقيات. ان هذا الحكم قد صدر من جانب مفتي تابع للقاعدة حظر فيه على النساء شراء الخيار واستدل فيه بان الشراء متعلق بالرجال!

وكانت فتاوى من هذا القبيل قد صدرت قبل هذا ايضا. فقد ذكرت وكالة انباء رويترز ان عناصر القاعدة كانوا يقتلون العنز الانثى كونها انثى. وقد اصدر مفتي في حكمه انه من اجل الحد من ذلك يجب اعداد غطاء للعنز الانثى لكي لا تتعرض للقتل.

وفي ابريل 2007 نقل مراسل الاسوشيتدبرس بان تنظيم القاعدة منع في مدينة بعقوبة العراقية وضع الصناديق التي تحوي الطماطم الى جانب الصناديق التي تحوي الخيار والزم البقالين بتطبيق هذا الامر.

ان هذه التقارير مؤشر على تصاعد حدة التطرف وارغام الناس على اتباع افكار القاعدة والوهابية.

وفي فتوى اخرى اعلن المفتي السعودي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ان اقامة حفل اعياد الميلاد والذكرى السنوية للزواج يعد امرا باطلا وحراما.

وقال آل الشيخ ان المسيحيين هم الذين يملكون اعيادا كثيرة. عيد الام وعيد الشجرة وعيد لاي شئ اخر. كما يحتلفون سنويا بمناسبة ذكرى ميلاد فلان شخص ويضيئون الشموع في مثل هذا اليوم ويوزعون الاطعمة.

في حين ان احد علماء السعودية كان قد اعلن قبل فترة وجيزة في التلفزيون السعودي بانه اذا تم الاحتفال بعيد الميلاد من دون اطلاق اسم العيد عليه فان ذلك جائز.

وفي فتوى اخرى، حرم المفتيون الوهابيون السعوديون بيع وشراء القطط والكلاب في هذا البلد. فقد اعلن مسؤولو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض انهم سيطبقون الفتوى الدينية الصادرة عن مجلس علماء المسلمين الذي يعد اعلى مرجع ديني في السعودية بخصوص حظر بيع الكلاب والقطط ونقلها في الشوارع والاماكن العامة.

ويمكن بسهولة مشاهدة الافراط والتفريط في الافكار الوهابية من خلال هذه الفتاوى. فقد اعلن بعض المفتين الوهابيين : انه اذا زوج اب ابنة له تعيش في شرق العالم لرجل يعيش مع ابيه في غرب العالم ولا يرى الزوجين احدهما الاخر اطلاقا ولا يخرجا من مكان اقامتهما واذا مرت ستة اشهر على الزواج ورزقت المراة بمولود فان اب هذا الطفل هو ذلك الرجل الذي يعيش في غرب العالم ولم يلتق ابدا زوجته ولم يرها مطلقا. كذلك اذا سجن احد منذ لحظة عقد القران لمدة خمس سنوات وكان مراقبا من قبل السجانين واذا افرج عنه بعد هذه المدة وذهب الي منزله وشاهد عدد من الابناء يعيشون الى جانب زوجته فان هؤلاء جميعهم هم ابنائه حتى اذا لم يلتق لحظة مع زوجته بعد عقد القران.

وفي فتوى اخرى من مفتيي الوهابيين فان اهداء الزهور الى المرضى يعد امرا حراما. وقد صدرت هذه الفتوى من قبل مركز الابحاث العملية ومكتب الافتاء في السعودية في اعقاب تزايد محلات بيع الزهور في القرب من المستشفيات واهداء باقات الزهور للمرضى الراقدين في المستشفيات.

وفي احدى فتاوى علماء الوهابية التي صدرت في الجزائر تم تحريم دفع زكاة الفطرة نقدا.

لكن الفتوى الوهابية المؤسفة تماما هي زواج المجاهدين من الفتيات الصغار في العراق وصدرت لصالح مقاتلي القاعدة.

وقد نشرت اخبار في الاونة الاخيرة حول الزواج القسري للفتيات الصغار السن من رجال طاعنين في السن في بعض الدول العربية مثل العراق والسعودية واليمن والاردن ومصر والمغرب. وفي معظم هذا الزيجات فان العوز المادي لوالد الفتاة وفقره المدقع دفعه الى تزويج ابنته الصغيرة من رجال اثرياء من كبار السن بحيث يكبر الرجل الفتاة بعشرات السنين.

وفي الاعوام الاخيرة وخلال الاحتلال الاميركي للعراق قامت المجموعات المسلحة التي تسمي نفسها بالمجاهدين بارغام العوائل العراقية على تزويج بناتهن الصغار لهم. ان هؤلاء الذين يطلقون على انفسهم المجاهدين كانوا يخدعون الاسر العراقية بواسطة الفتاوى الصادرة عما يسمى الشيوخ. ان معظم هؤلاء هم من الاردن وافغانستان واليمن والسعودية والجزائر والمغرب وغيرها جاؤوا الى العراق. ان هكذا زيجات كانت تتم في مدن عراقية مثل الفوجة وديالى.

وفي هذا الخصوص ، يقول الشيخ كامل الجبوري من شيوخ العشائر المعروفين في مدينة الفلوجة العراقية : ان الاسر العراقية كانت تتعرض للتهديد من قبل هؤلاء الذين كانوا يطلقون على انفسهم المجاهدين الذين كانوا يرغمون العوائل على تزويج بناتهم لهم.

ويضيف : ان هؤلاء كانوا يخدعون حتى ائمة المساجد في الفلوجة وبعقوبة وبعض المناطق الاخرى لكي يصدروا فتاوى تجيز هذا العمل وتعتبره فريضة دينية له ثواب كبير.

يبقى ان نقول ان الاخبار التي تبثها وسائل الاعلام الغربية عن هكذا فتاوى صادرة عن المفتين الوهابيين والقاعدة وينسبونها الى الاسلام اتخذت في الحقيقة كدعاية موجهة ضد الاسلام والمسلمين ككل.