رمز الخبر: ۸۱۲۶
تأريخ النشر: 15:34 - 11 November 2008
 في الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، يتذكر الفلسطينيون محطاتٍ تاريخية حافلة قادها هذا الرجل و أسهمت بشكلٍ واضحٍ في صياغة التاريخ النضالي لهذا الشعب ، لكنهم في الوقت ذاته يستذكرون محطاتٍ أخرى ، أخطأ فيها .
 
و ذكر تقرير مراسل وكالة انباء فارس في غزة بأنه ما من أحدٍ يغفل الدور الكبير لعرفات في توجيه المسار الفلسطيني في مقارعة الاحتلال الصهيوني ، و التي كان بينها قيادته لسلسة عمليات بطولية ضد الصهاينة داخل فلسطين المحتلة و خارجها ، لكن تلك الصفحات تبعثرت في الآخر ببعض المحطات التي أساءت لنضاله التي عاد عنها عرفات في أواخر عهده .
 و لعل هذا ، ما تجمع عليه فصائل فلسطينية مختلفة من بينها حلفاء له في منظمة التحرير التي تزعمها منذ العام 1969 و حتى رحيله .

و يرى الكثير من القادة الفلسطينيين إن إعلان الرجل في الثامن من كانون ثاني عام 2001 رفض المقترحات الأميركية التي قدمها بيل كلينتون للجانبين الفلسطيني و الصهيوني و التي تضمنت التنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين و تحويل القدس إلى مدينة مفتوحة فيها عاصمتان واحدة للصهاينة و الأخرى للفلسطينيين ، يعد أبرز محطات تاريخ نضاله لاسيما و أنه جاء بعد اتفاقية "أوسلو" التي التفت على حقوق الشعب الفلسطيني .

و عندما نتوقف لدي "أوسلو" نستذكر إعلان عرفات في العام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الصهاينة بهذا الخصوص ليعقد في العام الذي يليه مؤتمر التسوية في مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي السابق .

و في 13 أيلول 1993، و بعد ستة أشهر من المفاوضات السرية في "أوسلو" ، وقّع عرفات مع رئيس الحكومة الصهيونية إسحاق رابين ، في واشنطن ، اتفاق "أوسلو" ، الذي مثّّل نقطة تحول بارزة في تاريخ القضية الفلسطينية .

و في العام 1995، وقّع عرفات و رابين بواشنطن على اتفاقية الوضع المؤقت التي مهّدت الطريق لإعادة انتشار القوات الصهيونية في الضفة الغربية ، و قد اغتيل رابين اثر ذلك ، في تشرين الثاني عام 1995، من قبل متطرف صهيوني .

و شهد منتجع "كامب ديفيد" قمةً ثلاثية في 25 تموز عام 2000 حيث شارك عرفات فيها مع رئيس حكومة الاحتلال انذاك أيهود باراك و الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ، حيث رفض أبو عمار تقديم تنازلات لـ «إسرائيل» في قضايا تتعلق بما يسمى "الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية" و من بينها القدس ، ما أعاد إليه مرة أخرى قدراً من شعبيته بين الفلسطينيين .
 
و لم يمض وقتٌ طويل بعد ذلك حتى اندلعت انتفاضة الأقصى لتقوم الحكومة الصهيونية بقيادة شارون في وقتٍ لاحقٍ منها ، بفرض حصار عسكري عليه داخل مقره بمدينة رام الله بالضفة الغربية ، بمساندة أمريكية، فكان أن حظي عرفات مرة أخرى بتعاطف كبير من جانب الشارع الفلسطيني في مواجهة الأصوات الصهيونية المتعالية و المطالبة بطرده أو تصفيته .

و في 29 آذار عام 2002 و غداة عملية استشهادية نفذتها المقاومة الفلسطينية ، وختام القمة العربية في بيروت التي حُرم عرفات من حضورها ، شن جيش الاحتلال الصهيوني أوسع هجوم له علي الضفة الغربية منذ حزيران 1967 حيث دمر الجزء الأكبر من مقر عرفات الذي بقي في المبنى الذي يضم مكاتبه تطوقه الدبابات الصهيونية .

و قد بقي على هذا الحال حتى ليلة الثاني من أيار حين رفع جيش الاحتلال الصهيوني الحصار عنه ، لتتسارع الأحداث بشكل دراماتيكي و سريع حوله ، ليعلن فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني 2004 عن وفاة الرئيس ياسر عرفات في المستشفى العسكري الفرنسي !! .

و لاشك أن الظروف المفاجئة و الغامضة التي غيّبت الرئيس عرفات ، رسخّت لدى الشعب الفلسطيني عموماً و لدى حركته على وجه الخصوص ، قناعةً بأنه اغتيل، حيث يشدد إبراهيم أبو النجا القيادي البارز في "فتح" على أن هنالك "قلقاً بالغاً لأنه لم تتم حتى الآن معرفة أي شيء عن اغتيال الرئيس الراحل ".

و أكد هذا القيادي في فتح "أهمية و ضرورة أن ينجز ملف التحقيق بهذا الخصوص بشكلٍ كامل و دقيق ، و يكشف عن الحقيقة" .