رمز الخبر: ۸۱۸۳
تأريخ النشر: 17:07 - 15 November 2008
حذّر ساسةٌ و أكاديميون فلسطينيون من أن استمرار الانقسام السياسي الفلسطيني سيفاقم من حدة انسلاخ النسيج الاجتماعي للأسر الفلسطينية أكثر فأكثر و هو ما ينذر بحسبهم ، بظهور بعض الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي قد تصبح جزءاً من ثقافة المجتمع .
 
و أوضح هؤلاء الفلسطينيون في تصريحاتٍ منفصلة لمراسل وكالة أنباء فارس برام الله ، أن شريحة المثقفين هي التي يقع على عاتقها التأثير على الطبقة السياسية من أجل إعادة تنظيم المجتمع من جديد .
فقد قال الدكتور ماهر أبو زنط ، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة النجاح الوطنية بنابلس:" إن المشكلة الكبرى اليوم هو التركيز على الجانب السياسي في الوقع الفلسطيني على الرغم من أن الضحية هو النسيج الاجتماعي".
وأضاف:" إن شريحة الشباب هي المستهدفة اليوم، ونلاحظ أن أخطر ما في ذلك هو الهجرة وتفريغ الطاقات الفلسطينية، إضافةً إلى انتشار ثقافة الفوضى وثقافة العنف، وهذا ملاحظ في المدارس والجامعات".
ونوّه أبو زنط إلى أن حالة الانقسام السياسي الداخلي غيّبت الفئة أو الطبقة القيادية الاجتماعية، وتم تغيب دورهم، وهذا بالتالي غيّب الحكمة في التعامل مع المجتمع وشرائحه.
من جهته، اعتبر حسام خضر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني أن المرحلة الحالية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني هي من آخر المراحل التي مرت عليه منذ عقود حيث أن حالة الانقسام انسحبت على جميع جوانب الحياة وكأنها ضربت الدماغ المفكر.
وقال:" إن أخطر ما في هذا الانقسام أنه مس العصب المكون للمجتمع وهو الأسرة، كون الأسرة الفلسطينية عبارة عن مزيج سياسي".
وأشار إلى أنه في حال "استمرار الانقسام سيؤدي ذلك إلى قيام كيانين سياسيين اقتصاديين منفصلين اجتماعيا، وهذا ما سيجهل المجتمع الفلسطيني يعيش حالة تهديد من الداخل وليس من الخارج أو من الاحتلال".
ولفت خضر إلى أن الأزمات دائماً توجد ظواهر اجتماعية غريبة ويجب الانتباه لذلك، وبالتالي يجب على فئة المثقفين أن تتحرك وتؤثر، فهي صمام الأمان على إعادة نظام المجتمع من جديد.
من جانبه، قال الدكتور ناصر الدين الشاعر، وزير التربية والتعليم السابق: "إننا جميعا بتنا نعرف بانعكاسات استمرار الانقسام السياسي، لكننا ما زلنا لا ندرك حجم المأساة الناتجة عن استمراره".
وأضاف:" أن هناك انهيار وكارثة اجتماعية لا حدود لها، هذه الكارثة الاجتماعية تضرب في النظام الحزبي، فقد تحول الحزب السياسي عندنا إلى مصلحة للآخرين ونقمة. فنحن نتحول شيئا فشيئاً إلى نظام بوليسي يهدد الحياة الاجتماعية الفلسطينية".
من ناحيته، قال د. فريد أبو ضهير الخبير في الإعلام:" إن هناك إحساس بأن الانقسام ليس مسألة عارضه ولا يمكن حلها ببساطه، وأن هناك مشكله تجذرت منذ زمن تمثلت في الاستقطاب السياسي من كل الأطراف فأصبحت جزءاً من الثقافة وهو ما انعكس على البنية الاجتماعية الفلسطينية".
وأضاف د. أبو ضهير :"إن العلاقات الفلسطينية الداخلية بعد حالة الانقسام السياسي أصبحت تغلب عليها العلاقات الحزبية على العلاقات الاجتماعية، وهذا أثَّر على النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وإسرائيل حاولت تنمية ذلك من خلال الحصار الاقتصادي الذي بدوره أيضاً يدفع باتجاه إحداث إشكاليات اجتماعية".
على صعيدٍ آخر، اعتبر د. إسحاق البرقاوي أستاذ القانون في بيرزيت في رام الله، أن هناك مشكلة في المجتمع الفلسطيني وهي تعطيل الأفراد حتى أصبح المجتمع لا يقبل بفكرة الأشخاص المستقلين، بل إن المجتمع يرفض فكرة مستقل، وأصبح الجميع يوزع ضمن قوائم سياسية وألوان أحزاب تجذرت في الثقافة.
وقال:" فقد بات اليوم مرفوض أن يتم الحديث بنفس الوحدة، بل الاصطفاف التنظيمي هو الذي بات سيد الموقف، والسبب أن هناك انقسام سياسي أثَّر بشكلٍ مباشر على باقي مكونات المجتمع وانعكس سلباً على كل فئاته".