رمز الخبر: ۸۶۲۷
تأريخ النشر: 11:18 - 04 December 2008
فقد ثبت للجميع ان هذه السياسات لا يمكن ان تتبنى او تلتزم مصالح الامة الاسلامية والعربية باعتبارها منهجيات استكبارية هيمنية تقوم على مناوءة ومنافسة الشعوب والحكومات في منطقتنا وتفضل التفوق الصهيوني الغاصب لفلسطين على تطلعات بلداننا واقتصادياتنا كما هي تفضل استيلاء الفشل والتراجع والخسران على مسيراتنا التنموية والعلمية في جميع الابعاد.

عصر ايران، حميد حلمي زادة – الاسباب التي عددها الرئيس الدكتور محمود احمدي نجاد في مؤتمر الدوحة لتمويل التنمية فيما يتصل بانفجار الازمة المالية العالمية والتي ردها الى اجندة الاقتصاد الرأسمالي القائمة على الجشع والاستغلال والتلاعب والتزوير ، ستبقى سيفا مصلتا دائما على رؤوس الشعوب الاسلامية والعربية ما لم تبادر حكوماتها وخبراؤها الى قرارات وبرامج واداءات تحرر اقتصادياتها من التبعية والارتهان للسياسات والانظمة والقوانين الغربية.

فقد ثبت للجميع ان هذه السياسات لا يمكن ان تتبنى او تلتزم مصالح الامة الاسلامية والعربية باعتبارها منهجيات استكبارية هيمنية تقوم على مناوءة ومنافسة الشعوب والحكومات في منطقتنا وتفضل التفوق الصهيوني الغاصب لفلسطين على تطلعات بلداننا واقتصادياتنا كما هي تفضل استيلاء الفشل والتراجع والخسران على مسيراتنا التنموية والعلمية في جميع الابعاد.

ومع الاخذ بنظر الاعتبار غياب عناصر العدل والتكافؤ والندية في مجمل تعاملات العالم الغربي مع البلدان الاسلامية ومنها العربية فان ادق وصف يمكن اطلاقه على هذه السلوكيات هو انها "كيدية ومراوغة" تعتمد اسلوب التحايل والكذب والتضليل والتعقيدات المفرطة في الروتين والممارسات البروتوكولية بحيث تكون مؤدياتها على ارض الواقع الالتفاف على الحقوق وابتلاعها وفقا لتبريرات وحسابات زائفة وملتوية تعود بالاضرار الفادحة والخسائر الكبرى عدا ما تسببه من اختلالات خطيرة اخرى في الجوانب السياسية والامنية والاجتماعية والمناخية والبيئية في بلدان العالم الاسلامي.

وقد اشار الرئيس احمدي نجاد في كلمته بمؤتمر الدوحة الى خديعة السياسات النقدية لحكومة الولايات المتحدة الاميركية عبر ضخ نحو 2/1 تريليون دولار الى اسواق المال العالمية دون ان يكون لها ما يدعمها من الذهب الامر الذي يسفر عن تداعيات اقتصادية ونقدية فظيعة ستكون البلدان الاسلامية والعربية ضحيتها الاولى على اعتبار ان معظم احتياطات النفط والغاز موجودة فيها وبالتالي فان تزلزل اسعار الدولار الاميركي على خلفية السلوكيات والسياسات الكاذبة لواشنطن وحليفاتها الغربية سيؤول الى مضاعفة الاعباء المالية والنقدية والتجارية المتراكمة اساسا على شعوبنا الى استغلال متزايد لثرواتنا ومواردنا وحقوقنا.

والانكى من ذلك كله ان الدول الغربية وفضلا عما تخلقه من انهيارات مريعة للاقتصاديات في الدول الاسلامية فانها تحملها ايضا استحقاقات اخرى ، منها المطالبة بدعم صندوق النقد الدولي من خلال اجبارها على منح مئات المليارات من الدولارات الى هذا الصندوق تحت ذريعة اغاثة البلدان الغربية الموشكة على الافلاس كما حصل مؤخرا من دعوة الادارة الاميركية بلدانا عربية في حوض الخليج الخليج الفارسي الى تقديم اموال ضخمة للصندوق او مثلما طلب رئيس الحكومة العمالية في لندن غولدون براون ذلك صراحة من دول بالخليج الفارسي مؤخرا بدعوى ان هذه الهبات "برايه" وهي – اتاوات برأينا – ستمكن العائلات البريطانية من العيش بكرامة.

المؤكد انه سيبقى ثمة بين السياسات الاقتصادية والمالية الغربية من جهة والمشاريع التنموية الاسلامية والعربية من جهة اخرى بونا شاسعا في التوجهات والمصالح والبرامج الحالية والمستقبلية بلحاظ ان السياسات الغربية محكومة بمطامع الاحتكارات الراسمالية والاهداف التوسعية والاستغلالية الصهيونية في حين ان الهدف الاسمى للعالم الاسلامي هو تحقيق التنمية المستديمة والتطور العلمي والتقني لشعوبه وموارده ومرافقه وهي امور ستصطدم من كل بلد مع المشاريع الاستكبارية ان لم يرسم لها برامج دقيقة ومتناسقة قادرة على لجم الغطرسة الغربية.