رمز الخبر: ۸۶۷۱
تأريخ النشر: 12:38 - 07 December 2008

تفرض الاعتداءات الممنهجة التي يقوم بها رعاع المستوطنين في الارض الفلسطينية المحتلة، تحركا عربيا ودوليا واسعا، لحماية الشعب الفلسطيني بموجب القوانين والشرائع الدولية، بعد ان اتسعت واصبحت تشمل الارض المحتلة كلها، وفق خطة مرسومة تستهدف ترحيل الشعب الفلسطيني الشقيق واجباره على الاستسلام، ورفع الراية البيضاء.


ان المتابع للمشهد المأساوي العام الذي يطبق على الارض المحتلة يلاحظ وبكل اسى ان اعتداءات المستوطنين الفاشية، اصبحت نهجا يوميا، يقوم على بث الرعب في نفوس المواطنين الفلسطينيين الابرياء، وترويع الاطفال والنساء، بعد ان وصلت الى حد مهاجمة بيوت السكان الآمنين، واشعال النيران فيها، كما حدث في مدينة الخليل قبل يومين، واطلاق النيران على المواطنين الابرياء، حيث اصيب اثنان، أحدهما جراحه خطيرة، والتعرض للمزارعين لمنعهم من قطاف الزيتون، او لجهة اقتحام المسجد الاقصى المبارك وتدنيسه والاعتداء على كنيسة القيامة، وتكسير بعض الصلبان، وتجريف المقابر الاسلامية، وكان اخرها مقبرة (مأمن الله) في القدس المحتلة، لاقامة متحف اسرائيلي.

لا داعي للتذكير بمسؤولية حكومة اسرائيل عن كل ما يحدث بموجب القوانين والشرائع الدولية، وخاصة معاهدة جنيف الرابعة، التي تلزم سلطات الاحتلال بحماية السكان الواقعين تحت الاحتلال، ولكن ما يحدث يعري هذه السلطات ويدينها، اذا ما علمنا ان حكومات اسرائيل هي التي تقوم ببناء المستوطنات وترفض اخلاءها، وتصر على توسيعها، ويقوم جيش الاحتلال بحمايتها، وفي بعض الاحيان يبلغ عدد الجنود الذين يتولون حماية هذه المستوطنات او البؤر الاستيطانية اكثر من عدد السكان، كما هو الحال اليوم في الخليل، اضافة الى ان المستوطنين والذين تجاوز عددهم (۴۰۰) الف في الضفة الغربية والقدس الشرقية هم جنود محالون الى التقاعد، ومدججون بكل انواع السلاح، وبالتالي فالمستوطنات هي قلاع عسكرية، لتكريس المشروع الصهيوني القائم على الاحتلال وتهجير السكان.

لقد طالب الاردن وعلى لسان جلالة الملك اكثر من مرة بضرورة وقف الاستيطان وحماية السكان المدنيين، وحذر في اخر حديث له امام رجال الاعمال الكوريين اسرائيل من مغبة عدم الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية، وعدم الخروج من عقلية القلعة مؤكدا ان مبادرة السلام العربية تضمن لاسرائيل اعتراف سبع وخمسين دولة اعضاء في الامم المتحدة لم تعترف بها بعد، واهاب بالمجتمع الدولي التحرك السريع، والتقاط اللحظة المناسبة لدفع عملية السلام، واخراجها من النفق المظلم الذي وصلت اليه بفعل الاعتداءات الاسرائيلية، وتوظيف العملية برمتها في المعركة الانتخابية.

مجمل القول: ان حكومة اسرائيل مسؤولة مسؤولية مباشرة عما يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وهي التي تقف وراء جرائم رعاع المستوطنين، ويقوم جيشها بحمايتهم، وحماية البؤر الاستيطانية والمستوطنات، وتجهيزهم بكافة انواع الاسلحة، ليبثوا الرعب في نفوس الفلسطينيين الآمنين في مدنهم وقراهم واجبارهم على الرحيل والاستسلام، ما يفرض على الانظمة العربية والمجتمع الدولي التحرك السريع لحماية هذا الشعب من جرائم المستوطنين، والتي وصلت الى مرحلة حرق البيوت، واقتحام المسجد الاقصى، واطلاق النيران على الاطفال والنساء، ما ينذر بوقوع جرائم حرب، اذا لم يتدخل المجتمع الدولي، تدخلا حاسما، ويضع حدا لحرب الابادة التي يشنها هؤلاء الفاشيون الخارجون من اساطير الظلمات.