رمز الخبر: ۸۶۷۷
تأريخ النشر: 13:57 - 07 December 2008
طاهر العدوان

بالطبع ليست اسرائيل في حالة سلام، ولا يشغلها ما يسمى بالمفاوضات مع الفلسطينيين والسوريين، شغلها الشاغل الاستمرار في حالة الهجوم على الشعب الفلسطيني، وحصار غزة ليس معركتها الوحيدة، القدس الشريف ايضا محاصرة والجرافات تعمل ليل نهار تحت الحرم القدسي وجواره من اجل انهاء الطابع الديني للديانتين الاسلامية والمسيحية للمدينة.


مشاريع الاستيطان والتهويد في القدس لم تتوقف، اما مدينة الخليل المحتلة فالاعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين الذين لم يكتفوا بالاستيلاء على قلب المدينة والحرم الابراهيمي فيها وانما يحاولون توسيع رقعة وجودهم لجعل المدينة جزءا من مستوطنات كريات اربع وكفار عصيون.

اجواء السلام ومناخاته وشعاراته لا وجود لها الا في عواصم العرب الذين استمرأوا الاوهام واعتقدوا ان السلام سيهبط عليهم كالمن والسلوى بمجرد ان يحسنوا نواياهم ويعلنوا بان لا حرب بعد اليوم مع اسرائيل.

في ظل عملية السلام او ما تسمى بذلك لم تتوقف اسرائيل عن الهجوم العسكري والاستيطاني، اسلحتها لم تصدأ وقنابلها وسجونها ومعتقلاتها تحت العمل الدائم، ومن دون عودة العرب، والفلسطينيين في مقدمتهم، الى حالة يتم فيها تطعيم شعارات السلام بهجمات سياسية واقتصادية ودبلوماسية، واحيانا عسكرية عندما تسمح اوضاع المقاومة بذلك، فان القدس ستضيع الى الابد، ودولة فلسطين لن ترى النور، اما عودة اللاجئين فستصبح من حكايات الف ليلة وليلة.

الشوارع العربية ساحة جيدة لصناعة مناخ جديد يواجه اسرائيل وعدوانيتها المستمرة وغطرستها التي تستهين بالعرب من الماء الى الماء، ليس فقط حصار غزة هو المشكلة، القدس قضية كبرى والاستيطان في الخليل وغير الخليل اخطر من الف حصار، ومن دون العودة الى حالة تعترف فيها العواصم العربية بفشل عملية السلام لانها (من دون اسنان) فان الصراع سيستمر من جانب واحد يمارس حالة هجوم لا تتوقف بينما العرب في حالة دفاع وتقهقر.

لا يجدي مع اسرائيل حوار السياسة ولا حوار الاديان اما صفقات التطبيع المجانية فهي اهداءات وتبرعات سخية لها، وعلى الاقل، يتطلب الوضع دبلوماسية عربية جماعية ترابط على ابواب مجلس الامن لتطرح كل يوم قضية الاحتلال وممارساته واعتداءاته وتحدياته للقرارات الدولية.

مجلس الامن الذي يشرع ابوابه لكل عابر طريق، مثل الافّاق (اوكامبو)، الذي استقبله قبل يومين ليطالب باعتقال الرئيس السوداني، هذا المجلس اما ان يفتح عينيه على جرائم اسرائيل وفي مقدمتها جريمة العقوبة الجماعية المفروضة على مليون ونصف المليون في قطاع غزة، او ان على هذا المجلس ان يسمع اتهاما عربيا واسلاميا بصوت واحد بانه يكيل بمكيالين، وانه بعد ان سكت على غزو العراق وتدميره وقتل مليون مواطن فيه، فانه اما ان يصحح مواقفه او ليكن مجلسا تسيطر عليه ارادات عنصرية واستعمارية حيث يصبح كالقردة الافريقية الثلاثة عندما يتعلق الامر باحتلال اسرائيل وجرائمها، لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.