رمز الخبر: ۸۷۱۰
تأريخ النشر: 11:30 - 10 December 2008
صفوة القول اننا في ايران والدول العربية في الخليج الفارسي محكومون بالتعايش والتناصر والتعاون على البر والتقوى وازاء ذلك من الصعب جدا فهم اي تصريحات تعاكس مصالح وتطلعات هذه المنطقة.

عصر ايران، حمزة هادي حميدي – كثيرا ما حذرت الجمهورية الاسلامية الايرانية من التدخلات الاجنبية والفتن التي تحملها المواقف الغربية في طياتها تجاه منطقة الخليج الفارسي والبلدان العربية المطلة عليه وهي بلدان في معظمها حديثة التاسيس وتكونت نتيجة لظروف وتحولات اوجدتها معادلات النظام الدولي وافرازات الموازائيك السياسي العالمي ولاسيما بعد نكسة 5 حزيران عام 1967.

وبعد خروج ايران المشرف من تحت مظلة "الاستكبار الاميركي – الغربي – الصهيوني" وتبنيها موقفا استقلاليا تحرريا على مستوى القرارات الداخلية والمواقف الاقليمية والدولية تلقت القوى الكبرى ضربة قاصمة اخلت بحساباتها النفعية وحدت من سلوكياتها المتغطرسة والمتعجرفة وزلزلت هيبتها التسلطية الظالمة مثلما هي فتحت الطريق امام قوى الخير والمحبة والشرفاء والمناضلين والاحرار في العالم لممارسة دورهم المصيري من اجل قطع ايدي السارقين الدوليين الذين لا يتورعون عن العبث بخيرات الامم والشعوب والتحكم بمقدراتها.

لقد تركت هذه الحالة اثارا عميقة جدا في نفوس فارضي الاستعمار القديم والحديث وزعماء الاحتكارات الراسمالية والصهيونية العالمية ، الامر الذي جعلهم يحشدون تحالفاتهم السياسية وامكاناتهم الاقتصادية والاعلامية والدعائية للانتقام من المارد الاسلامي الايراني الذي احال احلامهم ومطامعهم الى سراب واحبط مشاريعهم الشيطانية وجعل مخططاتهم تبوء بالفشل والاخفاق في كل مرة يحاولون فيها اعادة اشكال الهيمنة والتسلط على هذه المنطقة وشعوبها وحكوماتها.

ومع ان القوى الاستكبارية وفي مقدمتها اميركا وبريطانيا قد برهنت على انها عاجزة تماما عن تمرير برامجها السياسية والعسكرية والدعائية نتيجة للوعي والصمود الرائعين اللذين تعاملت بهما الامة في التصدي للسلوكيات العدوانية القادمة من وراء البحار والمحيطات الا واشنطن ولندن ما برحتا تنفثان سمومهما لايقاع الفتنة والشحناء بين ايران من جهة والبلدان العربية ولاسيما المطلة منها على الخليج الفارسي من جهة اخرى.

ويكفي هنا الاشارة الى تصريح وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلباند الذي طالب فيه اشقاءنا العرب "بالتصدي بمزيد من الحزم لطموحات ايران النووية" – كما جاء على لسانه في جولته على دول الخليج الفارسي الاخيرة – للتعرف على ما يعتمل في صدور الساسة المتصهينين في الغرب من احقاد مشتعلة وحسد مستعر في مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية ومكاسبها المتالقة والمتتالية في شتى الميادين.

من هنا يؤسفنا جدا ان تتحول بعض دول الجوار الى منفذ طوعي لسياسات اميركا او لندن بالرغم من انها تعلم بالنوايا الجهنمية والشريرة لهذين الحليفين على مستوى اشعال الخلافات والمشاكل والحروب والاضطرابات في المنطقة وتكريس قاعدة فرق تسد الاستعمارية الخبيثة لبث العداوة والبغضاء والفرقة بين ابناء العقيدة والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك.

كما يؤسفنا ان تتحول هذه الاطراف الى بقرة حلوب يستدر لبنها كلما توقفت شركات النظام الراسمالي العالمي عن العمل ولاسيما مصانعه الحربية وبخاصة هذه الايام حيث الازمة المالية العالمية ما فتئت تودي بحياة اصحاب القوة والمال جراء ما اقترفوه من مظالم مريعة بحق الانسانية جمعاء.

وامام هذا الواقع المؤلم ، لا يسعنا الا ان ننظر بريبة ودهشة عميقتين الى التصريحات الواردة في كلمة رئيس دولة الامارات بمناسبة اليوم الوطني لهذا البلد والتي اعيد فيها نغمة الجزر الايرانية الثلاث وهذه المرة على خلفية المواقف التحريضية لبريطانيا واميركا دون الالتفات الى حساسية المرحلة والظروف الاستثنائية التي تعيشها منطقتنا جراء الاحتلال الغربي في العراق وافغانستان والارهاب الصهيوني في فلسطين.

صفوة القول اننا في ايران والدول العربية في الخليج الفارسي محكومون بالتعايش والتناصر والتعاون على البر والتقوى وازاء ذلك من الصعب جدا فهم اي تصريحات تعاكس مصالح وتطلعات هذه المنطقة.