رمز الخبر: ۸۷۵۴
تأريخ النشر: 14:25 - 13 December 2008
أحمد عمرابي

هل ستكون إدارة باراك أوباما امتدادا لادارة جورج بوش بمثل ما كانت ادارة بوش امتدادا لادارة سلفه المباشر بيل كلينتون؟


كان محور حملة باراك الانتخابية هو تبشير الجمهور الاميركي بالخلاص من تبعة واخطاء حكم بوش التي امتدت لثماني سنوات دفعت بالاقتصاد الاميركي الى حافة افلاس وعصفت بالنفوذ الدولي للولايات المتحدة ومكانتها وهيبتها كقوة عظمى.

لكن لهجة المرشح (الديمقراطي) اخذت تتغير بعد ان ضمن الفوز بما جعله يبدو وكأنه (بوش) آخر.

أحدث الخطوات التي تعكس هذا التناقض اختياره ثلاث شخصيات لشغل اكبر واخطر المناصب السلطوية ذات الطابع الامني والسياسي فهذه الشخصيات تتطابق رؤيتها الى العالم مع سياسات وتوجهات ادارة بوش.

انتقى اوباما السيدة هيلاري كلينتون لمنصب وزير الخارجية والجنرال جيمس جونز لمنصب مستشار الامن القومي مع الابقاء على روبرت غيتس وزير الدفاع الحالي في منصبه في ادارة بوش (الجمهورية).

في سياق المنافسة الانتخابية كان اوباما يعلن على الجماهير بكل ما اوتي من بلاغة لفظية خطابية انه يعارض بشدة الحروب الاميركية الخارجية والسياسات التي تقود الى اشعالها وانه بالتالي يؤيد مذهب التعامل الدبلوماسي السلمي مع مفهوم الولايات المتحدة كأساس ثابت لسياسته الخارجية اذا استطاع ان يحصل على منصب رئيس الولايات المتحدة.

لكن هذا الوعد الانتخابي يتناقض تماما مع قراره اختيار الشخصيات الثلاث المشار اليها ذلك ان ثلاثتهم من اشد معتنقي مذهب الحرب وسياسة العدوان غير المشروع التي يطلق عليها مبدأ (الحروب الاستباقية).

مثل هذا التناقض الخداعي ليس جديدا على المسرح السياسي الداخلي في الولايات المتحدة فخلال عقد الستينات مارس هذه الخدعة رئيسان: الديمقراطي ليندون جونسون والجمهوري ريتشارد نيكسون.

انتصر كل منهما في الانتخابات الرئاسية بناء على التزام أمام الجمهور الانتخابي بوضع نهاية للتورط الاميركي في الحرب الفيتنامية ووعد بسحب القوات الاميركية بأسرع فرصة لكن كانت النتيجة العملية ان كلا منهما فعل العكس تماما. ففي عهد كل من هذين الرئيسين لم تشهد الساحة القتالية الفيتنامية سوى مضاعفة القوات الاميركية وتوسيع نطاق الحرب.
هل سيكون الرئيس اوباما استثناء؟ أغلب الظن لا.

في خطابه الانتخابي اعلن اوباما مرارا وتكرارا انه سوف يسحب القوات الاميركية في العراق في غضون ۱۶ شهرا من توليه السلطة، الان وقد صار رئيسا منتخبا فإنه اضاف الى التركيبة اللفظية لوعده عبارة (.. اذا وافق القادة العسكريون الاميركيون في الميدان).

هذا هو خليفة بوش ليس بمعنى التراتب الزمني وانما بالمعنى السياسي الجوهري.