رمز الخبر: ۸۷۵۷
تأريخ النشر: 14:40 - 13 December 2008
صادق بلال
زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس لباكستان هدفت الى ممارسة ضغوط على باكستان لاتخاذ خطوات فعالة ضد من اسمتهم بالمسلحين وطالبت بملاحقتهم والقضاء عليهم وتقديم المتورطين في هجمات مومباي للمحاكمة، رايس لم تقم بمجاملة باكستان التي تعتبرها حليفاً استراتيجياً في الحرب على ما يسمى بالارهاب وحذرت من ان نيودلهي مصرة على ضرورة تقديم المطلوبين للعدالة وقد جاءت تصريحاتها اثناء لقائها بالرئيس الباكستاني عاصف على زرداري الذي اكد لها ان اي جهة متورطة ستحاكم داخل الاراضي الباكستانية.

باكستان للهند أين الدليل؟ رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني اكد لرايس ان بلاده طالبت نيودلهي بتقديم ادلة على تورط جهات باكستانية في هجمات مومباي ولم تقم بذلك الى الان وقال ان بلاده لا تزال تنتظر الادلة بل ذهبت الى ابعد من ذلك عبر الاعلان عن ضرورة تشكيل لجنة تحقيق مشتركة لمعرفة من يقف خلف تلك الهجمات ورفض قضية تسليم من طلبت الهند بتسليمهم وعددهم عشرون شخصا تتهمهم الهند بالوقوف وراء هجمات في معظم المدن الهندية.

رايس التي تحاول الضغط على اسلام اباد عبر المطالبة بضرورة مطاردة الجماعات الاسلامية في اقليم البنجاب تهدف الى خلق حالة فوضى في الاقليم كما وقع في اقليم سرحد الذي يعاني من مواجهات مسلحة بين القبائل والجيش الباكستاني اضافة الى قيام الطائرات الاميركية بقصف تلك المناطق بين الحين والاخر وفي حالة استجابة الحكومة للضغوط الاميركية فقد تمتد الفوضى الامنية الى اقليم البنجاب وهذا سيؤدي الى ادخال البلاد في نفق مظلم ويدخلها في صراع داخلي قد يؤدي الى تمزقها.

لشكرطيبة وجماعة الدعوة تنفيان التورط بهجمات مومباي نفت كل من لشكر طيبة وجماعة الدعوة الاتهامات الهندية بالتورط في هجمات مومباي واكدت جماعة الدعوة ان انشطتها مقتصرة على العمل الدعوي والخيري ولا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد في هجمات مومباي واعتبرت ان ما وقع في مومباي هو نتيجة صراع هندي داخلي حيث تحاول نيودلهي تصدير ازمتها السياسية للخارج لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات الهندية ووجود صراع حزبي شديد وتنافس بين الحكومة والمعارضة اضافة الى وجود احزاب هندوسية متطرفة تسعى لتنفيذ اجندتها في المنطقة.

زيارة رايس لم تلق ترحيبا شعبيا وذلك لمعرفة الشارع الباكستاني سلفا ما تحمله من تهديدات لامن واستقرار باكستان فخرجت مظاهرة كبيرة اجتاحت العاصمة اسلام اباد طالب فيها المتظاهرون برفض استقبالها وحرقوا العلم الاميركي والاسرائيلي والهندي ونددوا بنيودلهي التي تسعى الى جر باكستان الى معركة لا ناقة لها فيها ولا جمل واتهموا رايس بمحاولة ابتزاز باكستان من اجل تقديم المزيد من التنازلات لصالح واشنطن، الرفض الشعبي لسياسة واشنطن يظهر مدى فشل الادارة الاميركية في التعامل حتى مع من تسميهم حلفائها ولا تضع اي اعتبار الا لمصالحها في المنطقة حتى وان كان على حساب الدول المتحالفة معها فلذلك الضغط الشعبي سيتعاظم في الايام المقبلة اذا ما استمرت الحكومةالباكستانية في الرضوخ للضغوط الاميركية .