رمز الخبر: ۹۰۰۹
تأريخ النشر: 08:10 - 25 December 2008
الى ذلك فقد اعربت طهران عن استعدادها الدائم لوضع خبراتها النووية وحتى الصناعية الكبرى تحت تصرف بلدان العالم الاسلامي ولاسيما جيرانها العرب في الخليج الفارسي وهو موقف يدحض الكثير من الادعاءات والتهم الغربية والاسرائيلية الرامية الى اشعال خلافات او صراعات بين بلدان هذه المنطقة.
عصر ايران، محمود الطيب – حذر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام اية الله اكبر هاشمي رفسنجاني من المحاولات الاميركية والصهيونية لاقحام الاشقاء العرب في المشكلة القائمة بين طهران والاطراف الغربية حول موضوع البرنامج النووي السلمي الايراني معتبرا هذا التوجه مؤامرة جديدة.

الجانب الخطير في هذا السياق اوضحه الشيخ هاشمي رفسنجاني بقوله "انهم يريدون استغلال اوضاع المنطقة ايضا فحتى الان كان الاوروبيون والصين وروسية ومعهم اميركا طبعا اطراف هذا الموضوع وهم يسعون حاليا الى اشراك اخرين معهم".

المؤكد ان رئيس مجلس خبراء القيادة الشيخ رفسنجاني وهو الضليع في السياسة الدولية اراد توجيه رسالة غير مباشرة للبلدان العربية تحذرهم من الاستدراج الى هذا الفخ على خلفية فشل المساعي الاوروبية والاميركية في اخافة المجتمع الدولي من البرنامج النووي السلمي للجمهورية الاسلامية الايرانية لكونه ملتزما (البرنامج) بقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخاضعا لمراقبة مسؤوليها ومفتشيها دائما فضلا عن التقارير الايجابية التي كررها مديرها العام محمد البرادعي باعتبار عدم وجود اي زيغ او انحراف في النشاطات النووية لطهران رافضا كل المزاعم والادعاءات غير المعتبرة التي تحاول التشكيك في سلامة هذا الملف.

بعبارة اخرى فان اميركا واسرائيل وحليفاتهما الاوروبيات يسعون الى تحميل البلدان العربية ولاسيما جيران ايران في منطقة الخليج الفارسي مسؤولية عجزت عن تحقيقها عبر قرع طبول الحرب والتهديد والوعيد والضجيج الاعلامي على مدى اكثر من 5 سنوات ابتغاء ثني طهران عن حقها المشروع في امتلاك برنامج نووي سلمي تنموي تكفله وتحترمه القوانين الدولية بل وتشجع عليه كل بلد وقع على معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT).

الاعتقاد السائد هو ان الاشقاء العرب لن يسمحوا للقوى الاستكبارية بتمرير هذه المؤامرة علما منهم بان ايران لها كل الحق في بلوغ اهدافها الوطنية واطمئنانهم الى ان طهران ليست في وارد خوض اي مغامرات طائشة مثلما فعل الاميركيون والصهاينة حتى الان في المنطقة.

من جانب اخر فان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت لمرات عديدة انها على استعداد لاقامة تكتل اقليمي (كونسورتيوم) يجمع دول المنطقة ولاسيما البلدان العربية من اجل تاسيس برنامج نووي سلمي تشاركي يهدف الى تطوير مسيرة التنمية في جميع مرافق ومنشات الدول الاعضاء فيه.

الى ذلك فقد اعربت طهران عن استعدادها الدائم لوضع خبراتها النووية وحتى الصناعية الكبرى تحت تصرف بلدان العالم الاسلامي ولاسيما جيرانها العرب في الخليج الفارسي وهو موقف يدحض الكثير من الادعاءات والتهم الغربية والاسرائيلية الرامية الى اشعال خلافات او صراعات بين بلدان هذه المنطقة.

صفوة القول ان التوجه الاميركي الصهيوني الجديد محكوم عليه بالفشل الذريع مسبقا على اعتبار ان ما يجمع ايران والعرب من اواصر ومصالح وقواسم مشتركة لا يمكن ان تنفصم عراها على خلفية مؤامرات الاستكبار العالمي المعروف بانه لا يقيم وزنا الا لاطماعه ومآربه التسلطية.