رمز الخبر: ۹۰۷۳
تأريخ النشر: 09:45 - 29 December 2008
أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن بعض الانظمة العربية شريكة في العدوان الصهيوني على غزة وخصوصا تلك الانظمة التي وقعت معاهدات سلام مع اسرائيل.
 

 وأفادت وكالة مهر للانباء نقلا عن موقع قناة المنار ان السيد نصر الله أكد في كلمة القاها مساء الأحد عبر شاشة عملاقة في مجمع سيد الشهداء "عليه السلام" في الرويس بضاحية بيروت الجنوبية, أن ما يجري في غزة هو ما جرى في لبنان خلال حرب تموز/يوليو 2006, مشيرا الى ان هناك مشروع دائم وقائم اميركي - اسرائيلي في المنطقة يريد فرض تسوية مذلة بشروط اسرائيلية واميركية على بقية العرب بعد خروج مصر والاردن وعقدهما اتفاقيات ما يسمى سلام مع اسرائيل, واكد الامين العام لحزب الله ان الاميركيين والصهاينة يريدون تسوية الصراع بشروط اميركية - اسرائيلية على الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وان يخضعوا لهذه الشروط, وهو يعمل على فرض هذه الشروط بالقوة من خلال الضغط والعزل والحصار واحداث فتن داخلية ومن خلال الحروب.

 ولفت الى ان هناك بعض الانظمة العربية شريكة في هذا المشروع, وان البعض يتحدث عن سكون وصمت عربي وهذا ليس صحيحاً, لأن هناك شراكة حقيقة كاملة من بعض الانظمة العربية في هذا المشروع, وخصوصا تلك الانظمة التي وقعت معاهدات "سلام" مع اسرائيل, وهي تساعد وتعمل على كل صعيد سياسيا ونفسيا واجتماعيا واعلاميا وامنيا وعسكريا على فرض ظروف الاستسلام على بقية المقاومين والممانعين للمشروع  الاميركي - الصهيوني ومسألة الصراع العربي الاسرائيلي.

 واشار السيد حسن نصر الله الى ان "الحرب التي شنت في 2006 كانت بموافقة عربية بل في بعض الاحيان بمطالبة عربية والاسرائيليون كانوا واضحين ولا يجرؤ احد من العرب ان ينفي, لأنه كان يتصل ويقال خلصونا من حزب الله وكانوا يطلبون منهم الاستمرار بضرب حزب الله وقطع رأسه وهذا ما يجري في غزة, وان تقطع رؤوس هؤلاء المجاهدين والمقاومين, يطالبون ويساعدون على هذا الامر".

 وتطرق سماحته الى الانقسام الفلسطيني لافتاً الى ان سببه الحقيقي "هو بعض هذه الانظمة العربية التي ساهمت وحرضت ومولت لان يصل الامر الى مستوى القتال بين الفصائل الفلسطينية كما فعلوا في لبنان", مؤكدا ان الحكومة اللبنانية السابقة ما كانت لتجرؤ على اتخاذ القرارين في 5 أيار/مايو لولا دعم الانظمة العربية لكنه تم تجاوز الازمة من خلال اداء المعارضة اللبنانية في تلك الايام.

 وتطرق السيد نصر الله الى قضية معبر رفح والموقف المصري مما يجري في غزة, مؤكدا ان الذي يغير المعادلة هو تعديل الموقف السياسي المصري وهذا ما يجب ان يطالب به العرب, لأنه لو قدر ان يفتح المعبر ويصل الماء والدواء وحتى السلاح الى اهل غزة ستتكرر ملحمة الانتصار في لبنان.

 ودعا مصر لحسم المسألة وفتح المعبر وان لا تستغل المسألة للضغط على حماس والمقاومة للقبول بشروط اسرائيل, بل يجب مساعدة اهل غزة كي يقف العدوان دون قيد او شرط, وإلا فإنها ستكون شريكة في الجريمة والقتل وصنع المأساة الفلسطينية.
 وتابع بالقول "انها موقع ادانة الامة والتاريخ والانبياء والشهداء اذا لم تسارع الى موقف تاريخي".

 كما دعا سماحته شعوب العالم العربي والاسلامي من نخب ومثقفين واعلاميين ورجال الدين ان يطالبوا مصر بفتح المعبر, كما توجه سماحته الى الشعب المصري المسلم والعربي والابي والكريم والمقاوم والشريف والى ضباطه بالدعوة للخروج بالملايين الى الشوارع وان يفتحوا المعبر بصدورهم, لانه لا عذر امام مصر وشعب مصر والاحزاب والعلماء والازهر والنخب السياسية.

 ورأى السيد نصر الله ان صمود أهل غزة لايام أو اسابيع سيوقف العدوان لأن هذا العدو لا يطيق حرب استنزاف وسيضطر في النهاية ان يوقف العدوان وتسقط اهدافه وكل تلك الرؤوس التي تسعى للوصول الى السلطة من خلال صناديق الدم الاسرائيلي.

 ونبه السيد نصر الله من خطورة ما يجري اليوم في غزة وانعكاسه على الوضع في لبنان, مشيراً الى ان الحشود وحالة التأهب الاسرائيلية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة, والى ان هناك احتمالان الاول أن يكون كل ما يقوله ويفعله الاسرائيليون في المنطقة الشمالية اجراءات وقائيه خشية حصول شيء في الجبهة اللبنانية, أما الاحتمال الثاني هو ان يكون في هذا التوقيت السيء وتواطؤ بعض الانظمة العربية والضعف العربي وانشغال العالم بأزماته المالية والفراغ السياسي في القرار الاميركي ان يلجأ العدو الى أمر ما تجاه لبنان, وهم بحاجة الى ذلك سواء في الانتخابات او لترميم صورة الردع, مذكراً من يقولون ان اسرائيل لا تقاتل على جبهتين ان اسرائيل قاتلت على جبهتين وثلاث وهذا ما يدعو الحكومة اللبنانية والجيش والشعب والمقاومة في لبنان الى الانتباه والحذر وعدم استسهال ما يجري.

 وقال السيد نصر الله انه "طلب من الاخوة في المقاومة في الجنوب ان يكونوا حذرين, لاننا لا نعرف حجم المخططات التي تحاك من حولنا", مؤكدا الاستعداد لمواجهة اي عدوان على ارضنا او بلدنا, ونواجه كل المعتدين من خلال حضورنا ومقاومتنا وانتمائنا الى "هيهات من الذلة".

 واكد السيد حسن نصرالله ان لا علاقة لحزب الله بالصواريخ الثمانية التي عثر عليها جنوب لبنان, مشددا ان حزب الله يملك الشجاعة لتحمل مسؤولية اي عمل يقوم به, متسائلا اليس بمقدور اسرائيل ان تتسلل الى جنوب لبنان وتضع صواريخ من هذا النوع او ان يقدم عملاؤها على عمل من هذا النوع لتقديم التبرير لاسرائيل لتشن عدوانا على لبنان.

 ودعا السيد نصرالله الى تجمع كبير يوم الاثنين في الضاحية الجنوبية لبيروت تضامنا مع غزة والى يوم حداد, وقال سماحته: "ادعوكم غدا بعد الظهر (الاثنين) الى تجمع حاشد وكبير في ملعب الراية (في الضاحية الجنوبية) للمشاركة في هذا الحداد وفي تأبين الشهداء وللتعبير عن تضامننا" مشيرا الى وجوب "بذل كل جهد للدفاع عن اهلنا", كما دعا السيد نصر الله الى الغاء المجالس العاشورائية في كل المناطق غدا بعد الظهر والتجمع في الضاحية, وقال "ليجىء الجميع, الرجال, النساء, الاطفال, يجب ان نلتقي غدا في موقف تضامني مع غزة وشهدائها", واضاف "يجب ان نعلن للعالم اننا موجودون هنا ولا يمكن ان يخضعنا لا قتل ولا ترهيب".

 وختم "غدا يوم عاشوراء, كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء, غدا نداء للحسين وتلبية للحسين".