رمز الخبر: ۹۱۵۸
تأريخ النشر: 13:58 - 01 January 2009
اعتبر خبير عسكري لبناني ان استمرار قصف كيان الارهاب الصهيوني بصواريخ المقاومة الفلسطينية يعني فشل عدوان «إسرائيل» على قطاع غزة و توقع ان تكون الساعات الثماني و الأربعين القادمة حاسمة .
 
و افادت وكالة انباء فارس بأن العميد المتقاعد أمين حطيط توقع في اتصال مع موقع «الجزيرة نت» أن تكون الساعات الثماني و الأربعين القادمة حاسمة في تحديد مسار العدوان الصهيوني المتواصل علي قطاع غزة .

و قال حطيط : إن إسرائيل وضعت لسلاح الجو بنكا من الأهداف يتضمن 230 هدفا مصنفة إلى ست فئات وبمراجعة مواطن القصف ومواقع التدمير يتبين أنها تجاوزت الأهداف الأساسية ، حيث قصفت خلال الأيام الثلاثة الماضية 275 هدفا و "بالتالي فإن إسرائيل عالجت كل ما كانت تريده في القطاع" .

و أضاف حطيط أن "إطلاق الصواريخ بعد أن فرغت إسرائيل من معالجة بنك أهدافها ، شكّل مفاجأة لها !! ، كما شكّلت قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ ، رسالة قاطعة على قصور العملية الجوية عن تحقيق أهدافها" .

و يستنتج حطيط أن معطيات الواقع تفيد بأن الحملة الجوية الإسرائيلية استنفدت الأهداف المقصوفة ، لكنها لم تحقق الأغراض الموضوعة لها "ما يجعل إسرائيل بحاجة لتمديد المهلة" ، معربا عن اعتقاده بأن إسرائيل ستعيد خلال الساعات القادمة تقييم الموقف وتمديد العملية الجوية ما بين 24 و48 ساعة أخرى "بحيث سيكون الخميس المقبل نقطة حاسمة أمام القيادة الإسرائيلية لتقرر ما تريده" .

كما أكد هذا الخبير أن قدرة المقاومة الفلسطينية على إطلاق الصواريخ والتماسك، ورفض الاستسلام يعني "فشل العملية الجوية في تحقيق أهدافها" مضيفا أن ذلك سيضطر إسرائيل "للتراجع عن السقف العالي الذي حددته وهو اجتثاث المقاومة واحتلال القطاع وإخراج المقاومة منه وتسليمه لطرف ثالث".

و رأى العميد المتقاعد أن إسرائيل ستكون أمام خيارين: فإما الاجتياح الجزئي حتى تقول إنها عالجت قواعد الصواريخ ودمرت مخازنها، وإما الاحتلال الرمزي لجيوب في محيط الحدود كما حصل في لبنان.

و حول ما إذا كانت حرب غزة ستقود إسرائيل إلى لجنة تحقيق جديدة تشبه لجنة فينوغراد التي أعقبت حرب لبنان عام 2006 ، قال إن مجرد انطلاق صواريخ غراد يعني إخفاق الخطة الإسرائيلية ، وإن القيادة العسكرية لم تتخذ كافة التدابير التي تستطيع بمقتضاها معالجة الأهداف بشكل تدميري اجتثاثي "وهذا سيقود حتما إلى مساءلة كما حصل في لبنان، لكن الذي يحدد مسار الأمور هو الساعات المقبلة".

و عن إمكانية حشد قوات برية كبيرة إلى غزة ، رأى حطيط أن إسرائيل لا تستطيع تكرار ما حصل لها في لبنان موضحا أن إسرائيل لم تستطع معالجة مصادر النيران جنوب لبنان قبل إطلاق عمليتها البرية، وبالتالي فإن إخفاقها في تلك المعالجة أدى إلى إخفاقها في الحرب، وبالتالي لا تستطيع أن تنطلق بعملية برية قبل أن تطمئن لنتائجها.

و شدد الخبير العسكري على أن مجرد انطلاق صواريخ غزة يعني وجود مقاومين يتربصون، وعليه فإن إسرائيل ستتردد كثيرا في إطلاق هجومها الواسع "لأنها ستلاقي مجزرة في جنودها، ويكون مآل الحرب معاكسا لما توخته القيادتان السياسية والعسكرية".

و عن سيناريوهات العدوان الصهيوني ، قال حطيط "إذا تحقق للإسرائيليين أن العملية لن تؤدي النتائج المرجوة ، فإن إسرائيل ستخفض مستوى الأهداف وهو مخرج من الفشل التام، وهذا مألوف في السلوك الإسرائيلي، وحينئذ ستقول إنها تعمل على تقويم سلوك حماس ومنع الصواريخ والتوصل لتفاهمات إزاء أدائها وسلوكها في غزة بدل اجتثاثها وإنهاء حكمها" .

كما توقع العمل عبر وسطاء إقليميين و دوليين أو طرف ثالث "لإيجاد حل" لكنه قال إن خيار وسيط ثالث أقفل بابه مؤقتا "بعد سقوط مصر من العنوان الحيادي وخروج تركيا من دائرة الوساطة بين إسرائيل وسوريا وتراجعها عن لعب دور الوسيط في مسائل الشرق الأوسط.

و خلص العميد حطيط إلى أن الحكم النهائي على اتجاه العدوان العسكري ضد غزة يحتاج إلى الساعات الثماني والأربعين القادمة، أي التوقيت الذي ستعلن فيه إسرائيل بدء العملية البرية .