رمز الخبر: ۹۳۳۷
تأريخ النشر: 12:55 - 10 January 2009
عصر ایران -  انتقد مفكرون وأكاديميون ومحللون سياسيون عرب صمت النظام العربي الرسمي ازاء عدوان كيان الارهاب الصهيوني المتواصل علي قطاع غزة منذ 15 يوما ، و اعتبروه «شراكة» و ليس «تخاذلاً» .
 
و افادت وكالة انباء فارس بأن هؤلاء المفكرين و المحللين استنكروا ، في حوارات أوردتها يومية «أخبار اليوم» اليمنية ، ان تكون بعض الأنظمة العربية - للأسف - أكثر وحشية من كيان الاحتلال الصهيوني .

في البداية تحدث من لبنان الداعية و المفكر الإسلامي الدكتور فتحي يكن زعيم جبهة العمل الإسلامي قائلا : لا شك ان الصراع العربي العربي جاء نتيجة الولاءات المختلفة بين ولاء للولايات المتحدة الاميركية و لأعداء الله و بين الولاء لله و هو الذي ادى إلى انقسام الجبهة إلى جبهتين جبهة أهل الباطل و جبهة اهل الحق وهذا الصراع في الأساس صراع ابدي لا يمكن ان ينتهي، كل يوم يتخذ شكلاً من الاشكال فالذين تقودهم الولايات المتحدة الاميركية لا يمكن ان يكونوا في صف المجاهدين والوطنيين ولا يمكن ان يكونوا في صف حركة حماس أو أي حركة جهادية في العالم بالعكس تماماً السياسة الأميركية تقمع هذه الحركات حتى لا يكون هنالك صوت للعالم الا صوت البيت الأبيض الأميركي سود الله ذلك البيت .

و اضاف هذا المفكر : "عتبنا ليس على «الدولة العبرية» ، فإنها دولة عدوة ، و محتلة ، و كافرة بالإسلام ، و طبيعي ان يكون الموقف موقفاً عدائياً منها . انما المستهجن و المستقذر والمستقبح والمستنكر عندنا ان تكون بعض الأنظمة العربية وبعض الدول العربية أكثر للأسف وحشية من «الدولة العبرية» .. فهذا الذي طعننا في الصميم بالفعل و هذا الجرح الذي ينزف الآن" .

و اردف الدكتور فتحي يكن قائلا : "عندما يقول حاكم مصر بأنه لن يفتح المعابر الا بشروط معينة و هي شروط واهية ، معناه هذا انه خان الله و رسوله و خان القضية و خان فلسطين و خان ارض الإسراء والمعراج و ما أشبه ذلك ، خيانته ليست اقل من خيانة أنور السادات الذي وقع على اتفاقية خيانية هي خيانة اتفاقية كامب ديفيد" .

و قال يكن : "هذا واقعنا انقسام .. كامل بين معسكرين ، معسكر يعمل طبقاً لأمر الله ولرضى الله عز وجل ومعسكر آخر هو عدو لله ويعمل بكل ما يخالف شرع الله" .

و عن المستفيد من تدمير حماس و مشروع حماس قال يكن في حديثه لـ «الشموع» : "لاشك ان كل ما يقوله الرئيس المصري وما يقدم من تبريرات هي تبريرات ابليسية شيطانية غير مقبولة في شرع الله" .

و اضاف : "اننا نرى ان الذي لا يقف إلى جانب غزة بشكل عام و الذي لا يقف إلى جانب القضية الفلسطينية والذي لا يحارب اليهود هو أكثر عداوة لله ورسوله من اليهود ، لأنه يقف إلى جانب الأمة الملعونة التي لعنها الله في كتابه وحفدة القردة والخنازير وعبدة الطاغوت ، واعتقد ان الذي يقف هذا الموقف موعده قريب أليس الصبح بقريب ، وهؤلاء لاشك ان الله يمهل لهم ولا يهمل" .

و رأي المفكر يكن ان ساعة التغيير في واقعنا الإسلامي العام قد جاءت و قال : نحن مستبشرون خيراً بكل ما يجري لاننا على الحق إن شاء الله والآن بدأت المعركة تتضح أكثر ولابد من ان تحدث مفاصلة بين الجبهتين حتى لا يبقى هنالك التباس بين موقف الحق وموقف الباطل ، لابد من التميز في ذلك وننتظر ان تحدث متغيرات به" .

و اكد يكن ان "العواصم العربية والشعوب والجيوش العربية على احداث متغيرات في هذا الواقع وعلى ان تصوب المسار العربي والإسلامي فيما يرضي الله عز وجل" .

و حول المستفيد من القضاء على حماس وعلى مشروع حماس وضرب غزة بشكل عام؟! قال الدكتور فتحي يكن : المستفيد الأول في ذلك في اعتقادي هو اعداء الله سواء كان الاميركان أو الصهاينة وبعض الحكام يحسب انهم يستفيدون من ذلك في تثبيت عروشهم، انما الاستفادة الأكبر أميركا ويقع في خطها الصهيونية" .

و عما ينبغي على علماء المسلمين عمله قال يكن : والله هو صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس وإذا فسد فسد الناس وللأسف هناك بعض المرجعيات العلمانية للأسف هي تعطي مبررات وتقدم فتاوى ومخارج وأعذار للحكام هؤلاء لان يستمروا في غيهم، انا أتمنى على المرجعيات في العالم الإسلامي ان تتقي الله ابتداءً تتقيه في نفسها تتقيه في شعوبها وفي قضاياها الكبرى حيث لا ينفع الندم قبل ألا ينفع الندم بعد ذلك .

و اضاف : "ينبغي ان يقف علماؤنا في مواجهة انحراف الحكام لا ان يكونوا معهم ويؤيدوهم ويكفي ان رسول الله (ص ) "اذا رأيت امتي تهاب ان تقول للظالم يا ظالم فقد تُودع منها" والعلماء كان ينبغي ان يرفعوا هذا الصوت قبل الشعوب" .

من جهته قال الأستاذ عبدالحليم قنديل - عضو المؤتمر القومي العربي "ان المشهد يفضح نفسه بمعنى انه ليس صحيح ان النظم العربية متخاذلة في نصرة فلسطين .

و اضاف قنديل : الصحيح ان النظم العربية نشيطة في الشراكة مع إسرائيل، النظم العربية في غالبها نظم اما غير منتخبة بالأصل شعبية أو انها منتخبة بطريقة مزورة في المحصلة انها نظم غير شرعية، فهي في وضع العدائي التاريخي لشعوبها تماماً كما ان اسرائيل في وضع العداء التاريخي لشعوب الأمة العربية" .

و اردف قائلا : "النظم العربية و اسرائيل وجهان لعملة واحدة وجهان لعملة عداء واحد وما تمارسه هذه النظم من ترديد ألفاظ يومية نحو التضامن والتعاطف وعقد القمة كل هذا كلام سخيف ليس له معنى الا الضحك على ذقون الجهلاء" .

و تابع يقول : "النظم العربية في وضع العدو لشعوبها وكنا نريد بالفعل ان تعود النجوم إلى مداراتها اعتقد ان علينا ان نعي ان ما يحدث الآن يشبه ما حدث سنة 1948م مع النكبة الأولى فيما كانت فلسطين ونكبة فلسطين صيحة للساعين إلى الداعين في العالم العربي ان يسرعوا في التغيير" .

و اكد قنديل : "في الجملة او في المحصلة لا أمل لا أمل لا أمل ان تقوم هذه الأمة مع هذه الأنظمة، لان هذه الأنظمة في موقف العدو لا يجب ان نسألها شيئاً ولا ان نرجوها لانها انضمت إلى معسكر الأعداء من زمان طويل ليس الان فقط" .

أما عن المستفيد من تدمير قطاع غزة و إنهاء حركة و مشروع حماس ، قال قنديل : "المستفيد بالطبع من تدمير غزة إسرائيل أولاً ، المستفيد من تدمير مشروع حماس إسرائيل مع عدد من النظم العربية التي تعتبر نفسها في جبهة واحدة مع إسرائيل ضد ما تسميه شعوب التيار الإسلامي، وهنا فإن حماس لها معنى رمزي بمعنى انها المنظمة التي ظلت على عهدها تقاوم بالسلاح أو راغبة في امتداد المقاومة إلى مقاومة الصواريخ إلى فكرة قلب المعادلة الفلسطينية القائمة والخروج على صيغة اوسلو" .

و اعرب قنديل عن اعتقاده بأنه "كان يراد تطويع حماس وفشلت عملية التطويع من خلال سلطة لا معنى لها، والآن أصبح المشهد مفتوحاً محتل غاصب يمارس ما يمارسه أي محتل غاصب من قصف وقتل واسر للسكان الواقعين تحت الاحتلال ومقاومة، هذا هو المشهد الطبيعي الذي يقوم في أي عملية تحرير وطني فاسرائيل في الموقف الطبيعي والفلسطينيون خاصة حماس في الموقف الطبيعي الموقف الشاذ للأنظمة العربية عائد لانها أنظمة شاذة من الأصل" .

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر و عضو المؤتمر القومي العربي البروفسور عمار بن سلطان فقد قال : " ان ما يجري في غزة و ما هو واضح من مواقف الأنظمة العربية لا يحتاج إلى تفسير أو دليل أو مناقشة .

و في رده على التساؤل عن المستفيد من تدمير مشروع حماس ، قال بن سلطان : "هذا ليس مشروع حماس وحدها بل هذا مشروع وخيار الشعب العربي وليس مشروع تنظيم و لكنه خيار الغالبية العظمى من الأمة العربية انها تختار خط المقاومة وخط التشدد مع إسرائيل لان الخيار السلمي الذي طرحته الأنظمة العربية منذ السبعينات إلى الآن اظهر فشله ولم يحدد أي نتيجة" .

و استدرك قائلا : "ان المستفيد الأولى في تدمير هذا المشروع وهذا الخيار هي الأنظمة العربية والمستفيد الثاني إسرائيل وأميركا لان إسرائيل كوجود تاريخي في المنطقة العربية وجدت ليس فقط لابتلاع فلسطين وإنما لحماية الأنظمة العربية في نفس الوقت..!!"
و اضاف : ان الأنظمة العربية أظهرت مدى تواطئها وعمالتها وانها لا تعبر عن طموحات الشعوب العربية لا بالحرية ولا في البناء ولا في علاقتها مع القوى الخارجية . هي أنظمة نصبت عنوة على شعوبها تؤدي وظيفة في العمالة للقوى الأجنبية ولإسرائيل وللصهيونية العالمية .

و اختتم حديثه قائلا : "ان المظاهرات التي نراها اليوم في بعض العواصم والمدن العربية انما هي عبارة عن تنفيس عن الشعوب العربية من الكبت الذي تعيشه ورأى ضرورة ان تتطور مظاهر الاحتجاج بالشكل الذي كان عليه في الخمسينات اعتصامات ومقاومات واحتجاجات ضد المؤسسات الحكومية و قطع العلاقات مع القوى المدعمة للصهيونية ولإسرائيل ، واعتصامات أمام البرلمان وأمام الحكومات والمقرات الرسمية لإرغام الحكومات على اتخاذ موقف رسمي" .

في السياق نفسه قال الدكتور يوسف مكي عضو المؤتمر القومي العربي : "فيما يتعلق بعجز النظام العربي الرسمي فنحن لا نأتي بجديد، نحن نتكلم عملياً من صيف 1981م لما تم غزو أول عاصمة بيروت .. وقف القادة العرب في معظمهم صامتين وما قاموا بأي دور" .

و اضاف : ان الصهاينة الآن حقيقة لم يعد يكتفون بان القادة العرب يتخلون عن واجبهم في الدفاع عن الامن القومي العربي بل يريدون راية بيضاء كاملة" .

و أضاف ايضا : ان الكلام الآن عن انتهاء الهدنة من جانب الفلسطينيين في قطاع غزة متسائلاً بالقول: طيب ما كانت موجودة هدنة ستة أشهر بين الكيان الغاصب وبين الفلسطينيين في قطاع غزة بين الحكومة المقالة وأثناء فترة الهدنة سقط خمسمائة شهيد أثناء فترة الهدنة موت بطيء وحصار لم تشهد له منطقة القطاع مثيل من قبل، حرمان من الغذاء ومن الدواء ، وقصف يومي، والذي حصل انه بدلاً من الموت البطيء فقط أصبح عملية تصعيد من وتيرة القتل بطريقة غير مسبوقة لكن القتل لم ينقطع ابداً .

و قال الدكتور مكي : ان ما يطالب به الصهاينة الان هو ان يرفع العرب جميعاً الراية البيضاء وان يكونوا ليس فقط جزءاً متفرجاً وإنما جزء من المؤامرة وجزء شريك في عملية التركيع" .

و اكد هذا السياسي قائلا : "اعتقد بالصراحة ان قضية فلسطين مشكلتها ليست في فلسطين ولكنها في النظام العربي الرسمي بالكامل واستعيد كلمة القائد الخالد جمال عبد الناصر حين صارت قضية الفالوجة قال: المشكلة ليست في الفالوجة المشكلة هناك بعيد في البلدان العربية واذا كانت هناك حاجة لانتفاضة أطفال حجارة فينبغي الا تكون فقط في فلسطين. ينبغي ان تكون في كل شبر من الأرض العربية حيث يوجد التخاذل وتوجد عملية التلاعب في مقدرات الأمة الآن لان هذه الأنظمة اثبتت انها فاشلة في كل شيء، فاشلة في برامج التنمية وفاشلة في برامج النهوض وغير قادرة على البطالة وعلى الأمراض وغير قادرة على تأمين المتطلبات الأساسية لشعوبها وأيضاً غير قادرة على حماية امنها القومي العربي" .

و استرسل مكي بالقول : انا أسف لاني أتكلم بهذه اللغة التحريضية لكن الآن تصور ان مؤتمر عربي يُطرح وانا شخصياً لا أثق في هذه المؤتمرات ولا أتوقع ان يطلع منها شيء، يتكلمون عن إعداد، ماذا يريدون؟ الحاكم العربي ليس عنده ولاء لقضية شعبه والذي عنده انتماء عربي بإمكانه ان يتخذ الخطة حتى بدون ان يرجع للحكام، حتى الدعوة إلى القمة في اعتقادي هي نفسها ان كل واحد يريد ألا يلزم نفسه بشيء وفي النهاية اعرف ان النتيجة بيان استنكار ليس الا وفي نفس الوقت في خاتمة المطاف سيتفرجون على القوافل التي تنزح وسيتحدثون عن إعادة اعمار وإعادة بناء بعد ان تكون المجزرة اكتملت وهذا الدور نحن عرفناه من الثمانينيات ومنذ ان خرجت مصر عن الاجماع العربي في نهاية السبعينات وتخلت عن دورها القومي وخرقت معاهدة الدفاع العربي المشترك والامن القومي العربي الجماعي إلى يومنا هذا والأمة تسير من حال إلى حال .