رمز الخبر: ۹۳۵۰
تأريخ النشر: 19:48 - 10 January 2009
أكد قائد الثورة الاسلامية الایرانیة ان انتصار الحق على الباطل في غزة أمر حتمي، موضحاً ان الجميع يعلم ان الجمهورية الاسلامية لم تألو جهداً لمساعدة الشعب الفلسطيني وستعمل بكل ما في وسعها في هذا المجال.

أعرب آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في كلمته صباح أمس أمام الآلاف من أهالي مدينة قم المقدسة بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة أهالي المدينة ضد نظام الشاه البائد في ۹ يناير/كانون الثاني ،۱۹۷۸ أعرب عن تعازيه بمناسبة ذكرى استشهاد سيد الشهداء(ع) وأصحابه الأوفياء، مشدداً على ان يقظة الأمة الاسلامية طيلة التاريخ كانت درساً عظيماً من ملحمة عاشوراء الخالدة.

وأشار سماحته الى أن الانحراف العميق الذي حدث بعد مرور نصف قرن على رحيل النبي الأعظم(ص) بتسلم يزيد الفاسق والفاجر زمام الامور، ظل خافياً على عوام وخواص الناس، إلا ان الامام الحسين(ع) بثورته الرائعة والموقظة، وتقديم وصفة عملية، علم البشرية ان أدراك وفهم المؤامرات الخفية وابداء رد الفعل المناسب والشجاع والمتسم بالتضحية في مواجهتها ودفع الثمن اللازم لتحطيم هذه المؤامرات، هي المسؤولية الجسيمة والتاريخية للشعوب الواعية، وهو الدرس الذي تستلهمه الأمة الاسلامية من عاشوراء في الوقت الحاضر.

ولفت قائد الثورة الاسلامية الى الأبعاد الخفية لمؤامرة الصهاينة في كارثة غزة، مضيفاً: ان الهدف الرئيسي للاستكبار من جرائم اسرائيل في غزة، هو القضاء التام على المقاومة في المنطقة والهيمنة على منطقة الشرق الاوسط المليئة بالثروات والمصالح المتنوعة، داعياً الشعوب والدول الاسلامية إلى ادراك هذا الهدف الخفي، وابداء رد الفعل المناسب في مواجهتها.

وتطرق سماحته الى هدف الشيطان الاكبر امريكا واسرائيل الغاصبة في حرب تموز ۲۰۰۶ في لبنان وهو ايجاد شرق اوسط مستسلم ومطيع، مضيفاً: ان ذلك الحلم لم يتحقق، وان بسالة وتضحيات الشباب المؤمن في لبنان وجهت صفعة قوية الى امريكا واسرائيل وجميع حماتهم واتباعهم.

وأشار سماحة القائد الى اعتراف الغربيين بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي انموذج ومركز المقاومة في المنطقة، مضيفاً: مثلما اعترف هؤلاء بأن ايران الاسلامية وبفضل يقظة الشعب وتوخيه الحذر تحولت الى كيان عظيم ورائع ويبعث على الامل من اجل المقاومة والانتصار امام انظار شعوب المنطقة، فان السلطويين اختاروا حالياً القضاء على هذه المقاومة وحكومة حماس المنتخبة الشعبية المظلومة كهدف لاعتداءاتهم.
 

وحذّر قائد الثورة الاسلامية من تداعيات لامبالاة بعض دول المنطقة تجاه الاحداث الجارية في غزة، مضيفاً: اذا نجح أعداء الاسلام في هذه المرحلة، فمن المؤكد انهم لن يتخلوا عن الشرق الاوسط، وان على الدول الاسلامية المحيطة بالمنطقة أن تدرك التداعيات الخطيرة لأخطائها الفاحشة في الوقت الحاضر في الامتناع عن مد يد العون الى فلسطين.

واعتبر سماحته مساعي بعض الحكومات الاسلامية لدعم سكان غزة بأنها جيدة إلا أنها غير كافية، داعياً الى مواصلة الضغوط السياسية والشعبية لإجبار العدو على التراجع.

وأوضح قائد الثورة الاسلامية ان يقظة الشعوب وتواجدها في الساحة عامل هام لتعزيز مقاومة الفلسطينيين، مشيداً بعزم ووعي الشعب الايراني الأبي وهمة الشباب الايرانيين المؤمنين الذين أعلنوا من خلال حضورهم في المطارات ومناطق أخرى عن استعدادهم للذهاب الى غزة، لافتاً الى أن الطريق أمام الجمهورية الاسلامية الايرانية مسدودة في هذا المجال.

وشدد آية الله الخامنئي على أن كارثة غزة تمثل فضيحة لمدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، قائلا: ان الأطفال الأبرياء والنساء المظلومات في غزة يتساقطون على الأرض يومياً مثل ورق الخريف دون أن يسمع أي صوت من منظمة الأمم المتحدة أو المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان أو الدول الغربية ومنها الدول الأوروبية، وهذا واقع مؤسف يعكس كذب ورياء وخداع المنظمات والحكومات التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان.

وأبدى قائد الثورة أسفه العميق لقيام بعض المفكرين والصحف والأجهزة الإعلامية في العالم الاسلامي بمهاجمة الحكومة الشرعية في فلسطين وتبرير الجرائم الصهيونية، مؤكداً ان هؤلاء الاشخاص سيحاسبون بالتأكيد مع المجرمين أمام الله تبارك وتعالى.

وأكد قائد الثورة الاسلامية أن أحداث غزة الحالية ستسفر في النهاية عن انتصار الحق على الباطل، قائلاً: حتى لو تمكن العدو لا قدر الله من القضاء على مقاتلي حماس والمجاهدين الفلسطينيين الذين يواصلون المقاومة بعزم وارادة راسخة، فان القضية الفلسطينية لا يقضى عليها بارتكاب هذه المجازر، معرباً عن اعتقاده بأن الفلسطينيين يملكون خبرات جيدة في هذا المجال وهم اليوم أقوى من السابق بكثير ولن يحنوا قامتهم أمام العدو وسيكون النصر حليفهم.