رمز الخبر: ۹۴۱۲
تأريخ النشر: 12:07 - 12 January 2009

لندن ـ'القدس العربي': ذكرت مصادر صحافية امريكية ان الادارة الامريكية رفضت طلبا اسرائيليا بتزويدها بقنابل قادرة على اختراق المنشآت النووية الايرانية خاصة منشآت تخصيب المفاعلات النووية.
جاء ذلك في كتاب اعتمدت على معلوماته صحيفة 'نيويورك تايمز' من اعداد ديفيد سانجر حيث نقل عن مسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية قولهم ان الرئيس الامريكي جورج بوش رفض طلبا من اسرائيل كي تقوم باستخدام المجال الجوي العراقي الذي تسيطر عليه امريكا كي تقوم الطائرات الاسرائيلية بالتحليق فوق العراق والوصول الى المفاعلات الايرانية وضربها.
وذكرت 'نيويورك تايمز' ان اسرائيل لم تحدد موعدا للضربة ولكن طلبها يشير الى المدى الذي وصلت اليه اسرائيل من اجل التخطيط لاستهداف ايران. وذكرت 'نيويورك تايمز' ان بوش من اجل حرف انتباه اسرائيل عن الموضوع ولترضيتها اخبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه قام بتوقيع امر رئاسي لبرنامج سري يهدف لتخريب برامج تخصيب اليورانيوم الايرانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين قولهم ان جزءا من البرنامج السري قد انجز، وهو برنامج مستمر الا انه لم يتم التأثير على العمليات الايرانية. وتتهم كل من امريكا واسرائيل ودول اوروبية ايران بالقيام بمشروع سري للحصول على السلاح النووي وهو ما ترفضه ايران التي تقول انها تقوم بالمشروع لاستخدامه للاغراض المدنية. ولم يصدر عن البيت الابيض اي تعليق فيما نفت السفارة الاسرائيلية في واشنطن والمخابرات الامريكية 'سي اي ايه' التقارير.
ويرى معلقون امريكيون ان الانباء عن وجود برنامج سري لتخريب المشروع الايراني والطلب الاسرائيلي ليسا غريبين لان هناك اطرافا في داخل ادارة الرئيس بوش طالما طلبت التركيز على ايران وتوجيه ضربة لها ولمشاريعها النووية اما مباشرة او بالوكالة، اي عبر اسرائيل التي طالما حفزت الادارة الامريكية على عمل شيء تجاه ايران.
ويرى معلقون ان العملية الاسرائيلية في غزة هي جزء من التأثير على ايران ومصالحها في المنطقة. ويرى العسكريون الامريكيون ان ضربة للمنشآت الايرانية خاصة مفاعل ناتنز قد تعرض القوات الامريكية في المنطقة للخطر وستشعل حربا اقليمية في المنطقة، وانها لن تؤثر الا مؤقتا على الطموحات الايرانية كي تحصل على السلاح النووي.
وتنظر اسرائيل لايران على انها تهديد لوجودها على المدى البعيد ولهذا حاولت الضغط على الادارات الامريكية الحالية والسابقة كي تتخذ موقفا منها.
واعتمدت 'نيويورك تايمز' على كتاب اعده ديفيد سانجر، يحاول فيه تحديد المشاكل العالمية التي تواجه ادارة الرئيس القادم باراك اوباما. ونقل سانجر عن مسؤولين في وزارة الدفاع 'البنتاغون' انهم شعروا بالقلق الصيف الماضي من المناورة الحربية الاسرائيلية فوق البحر المتوسط والتي نظر اليها على انها محاولة لتحديد المسافة بين تل ابيب وطهران. فقد ادت المناورة الى تنبيه الادارة الامريكية لجهود اسرائيل الرامية لضرب المفاعلات النووية الايرانية.
واشار سانجر الى ان القنابل التي طلبتها اسرائيل بشكل سري هي 'قنابل سجادية' من نوع خاص. ولكن سانجر قال ان مسؤولي البيت الابيض لم تكن لديهم اية فكرة حول مدى التحضير الاسرائيلي وان كانت ستقوم بالعملية منفردة ام ان اولمرت كان يحاول الضغط على واشنطن كي تتبنى موقفا اكثر شدة.
ولكن ما اثار قلق الادارة الامريكية هو طلب اسرائيل التحليق فوق الاجواء العراقية لضرب ايران. وقد ادى قلق الادارة الى انشاء برنامج للمشاركة في المعلومات الامنية مع اسرائيل يهدف الى تخريب المنشآت الايرانية.
وجاء الكشف من خلال بحث على مدى 15 شهرا مع مسؤولين في الادارة وخارجها. وفي الوقت الذي تم فيه تقديم تقارير لبوش حول خيارات مواجهة ايران الا انه لم يطلب تحضير خطط طارئة لمواجهتها.
وحسب التقارير فانه بناء على استشارة من وزير الدفاع الذي اكد انه ضربة للمنشآت النووية الايرانية ستعقد عمل الوكالات الدولية لمراقبة الطاقة النووية وستؤدي الى تكتم شديد من جانب ايران على مشاريعها وفي اتجاه اخر فان هناك امكانية لاشتعال حرب في المنطقة تهدد المصالح الامريكية فيها وتضع اكثر من 140 الف جندي في العراق في خطر.
ويشير الكاتب ان بوش وافق على خطة سرية لتخريب البرنامج والذي بدأ عام 2008 ويشتمل على محاولات لاختراق البرامج النووية، خاصة ان بوش اقتنع ان العقوبات الدولية لم تعد ناجعة لمنع ايران عن مواصلة نشاطاتها.
ويرى الكاتب ان المعلومات عن المشاريع الايرانية تظل طي الكتمان لدى الادارة وان على الرئيس المنتخب التقرير اما المضي في البرنامج او الغاؤه.
ويقول الكاتب ان وراء المطالب الاسرائيلية هي غضبها على التقدم الذي حققته ايران في مجال التخصيب منذ عام 2007.
ويعتقد ان لدى ايران حسب تقرير في 140 صفحة ما بين 10 ـ 15 منشأة نووية. ويذكر الكاتب ان امريكا ردت بغضب على مطالب استخدام المجال الجوي العراقي، وان رئيس هيئة الاركان العامة مايك مولين سافر لاسرائيل بعد المناورة فوق المتوسط حيث اعتبرت امريكا ان المناورة جزء من محاولات اسرائيل التصرف منفردة. ويحمل الكتاب الذي اعده سانجر عنوان 'الارث: العالم الذي سيواجهه اوباما والتحديات للقوة الامريكية' وسيصدر غدا الثلاثاء.