رمز الخبر: ۹۴۸۶
تأريخ النشر: 12:32 - 14 January 2009
وحقا خلال نحو ثلاثة اسابيع من الهجوم الهمجي الصهيوني على اهالي غزة لماذا لم تنطق القاعدة وطالبان ببنت شفة ولماذا لم يكسر طنطاوي ورغم كل احتجاجات اساتذة وعلماء الازهر صمته ويتحدث بشئ ضد الصهاينة ولماذا يدافع مفتو البلاط السعودي عن اسرائيل بدلا من الدفاع عن اهالي غزة.

عصر ايران – لقد ابديت حول الحرب على غزة وجهات نظر مختلفة لحد الان وجميعها قابل للتحليل والتامل. وفي هذا الخصوص فان تسمية الاطراف التي تشن هذه الحرب بالكفار الحربيين ومنافقي الامة ضد المسلمين وفي الحقيقة هو الكفر والنفاق يشنان هجوما على الاسلام هو تعبير استخدمه قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله العظمى السيد على الخامنئي في ندائه المهم الذي وجهه بمناسبة الجرائم الصهيونية ضد غزة. والتعبير المماثل استخدمه اية الله صافي كلبايكاني من ان "غزة هي مسرح المواجهة بين الاسلام والكفر".

وليس بعيدا عن الواقع بان نسمي الحرب على غزة بحرب الاحزاب ضد اهالي غزة المسلمين لان احد طرفي هذه الحرب هو اسرائيل واميركا وبريطانيا وفرنسا والحكومات المصرية والسعودية والاردنية والعديد من القادة العرب الرجعيين الذين توحدوا جميعا لمهاجمة اهالي غزة المسلمين بشكل غادر واجرامي. وهؤلاء يحظون بدعم خفي وعلني من العديد من الاشخاص والمجموعات والتيارات المرائية في العالم العربي والعالم الاسلامي.

ان هذه التيارات تشمل شيخ الازهر سيد محمد طنطاوي بداية وانتهاء بالقاعدة وطالبان ومفتيي السعودية وسائر البلاطات العربية، اولئك الذين يفتون ضد الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله الذين يقفون في الخط الامامي في مكافحة ومواجهة الكيان الصهيوني ويحققون العزة والكرامة للمسلمين. كما يصدرون بامر من اميركا وبريطانيا والصهيونية الدولية احكاما تكفر الشيعة ويقدمون انفسهم على انهم المدافعون عن الاسلام الاصيل لكن عندما يقوم الصهاينة وبتعبير قائد الثورة الاسلامية "الكفار الحربيون ومنافقو الامة" بشن عدوان على المسلمين في غزة ويقتلون النساء والاطفال والرجال ويدمرون منازلهم على رؤوسهم وحتى انهم لا يرحمون بالمستشفيات ورياض الاطفال والمدارس والمساجد لا نرى ان اصحاب هذه الفتاوى الغلاظ والشداد يحركون ساكنا تجاه ذلك.

وحقا خلال نحو ثلاثة اسابيع من الهجوم الهمجي الصهيوني على اهالي غزة لماذا لم تنطق القاعدة وطالبان ببنت شفة ولماذا لم يكسر طنطاوي ورغم كل احتجاجات اساتذة وعلماء الازهر صمته ويتحدث بشئ ضد الصهاينة ولماذا يدافع مفتو البلاط السعودي عن اسرائيل بدلا من الدفاع عن اهالي غزة.

وهنا ، ليس جنوب لبنان حتى يقول هؤلاء المتطرفون الكاذبون وهؤلاء المفتيون المرتزقة بان دعم حزب الله يسهم في تنامي التشيع! فاهالي غزة هم اهل السنة ومن انصار حماس فاذا كان دعم اهالي غزة في مواجهة الصهاينة المعتدين لا يشكل واجبا دينيا لاكثر المجموعات والتيارات السنية تطرفا ، فما هو واجبهم اذن؟

ان اهالي غزة هم من العرب اذن لماذا لا تقدم هذه التيارات المتطرفة وهؤلاء المفتون البلاطيون الدعم لهم لكونهم مجرد عرب، الم يسمع هؤلاء المتعصبون مثلا ومفتو البلاط صرخات ظلامة تلك المراة العربية التي تسأل بمنتهى الحزن والاسى : اين العرب؟ الم يسمعوا الحديث النبوي الشريف "من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم". وكيف يعتبر هؤلاء انفسهم اصحاب دين في حين انهم لا يعملون لا بواجبهم الانساني ولا بواجبهم الديني ولا يبدون حساسية تجاه قوميتهم العربية حتى.

ان الاجوبة على هذه الاسئلة هي واضحة تماما، لان التيارات المتطرفة والبلاطات العربية وملحقاتهم بمن فيهم مفتيي البلاط هم قطبي المجموعة المرتبطة بمثلت "اميركا – بريطانيا – الصهيونية" المشؤوم ممن يتصرفون بامر من هؤلاء فقط. انهم لا يملكون ارادة من انفسهم حتى يقفوا في الحرب على غزة الى جانب اهاليها المظلومين وضد الصهاينة. ففي ذروة التظاهرات الشعبية المناهضة للصهيونية في ارجاء العالم للتنديد بالجرائم الاسرائيلية في غزة، نرى ان هذه المجموعات المتطرفة تنفذ تفجيرا في الكاظمية بالعراق وتقتل عشرات الزوار كما انه في ذروة جرائم الجيش الاسرائيلي في غزة يقوم هؤلاء المتطرفون بتفجير حسينية في باكستان ويقتلون المشاركين في مراسم العزاء الحسيني لكي يصرفوا الافكار والاذهان عن الجرائم الصهيونية ضد اهالي غزة المظلومين ويلهوا الراي العام بقضايا اخرى. وهذا يعني التصرف طبق الاوامر والمهام الموكلة اليهم.

وبذلك تكون الحرب على غزة قد اظهرت الكثير الكثير واحدها تعرية منافقي الامة. كما ان هذه الحرب اسهمت في اظهار الارضية الواسعة للوحدة بين الشعية والسنة. ان الدعم الذي قدمه المسلمون سواء الشيعة والسنة في هذه الحرب لاهالي غزة المظلومين اظهر بان الامة الاسلامية هي يد واحدة وانه اذا ما ازيلت الحواجز التي يضعها منافقو الامة امامها فان اي قوة لا تستطيع الوقوف بوجهها.