رمز الخبر: ۹۹۴۱
تأريخ النشر: 11:13 - 28 January 2009
عصر ایران -  تجلى في أيام الحرب الصهيونية الغاشمة على قطاع غزة دور بارز للطواقم الطبية الفلسطينية ، التي لم تدخر جهداً في إنقاذ حياة الآلاف من الجرحى دون كلل أو ملل، رغم الصعوبات الشديدة التي واجهتهم في رحلة النقل والإنقاذ والعلاج لأولئك في ظل محدودية الإمكانات وشح المستلزمات الطبية .
 
وأفاد مراسل وكالة أنباء فارس في غزة أن الأطباء والمسعفين عملوا خلال فترة الحرب لساعات طويلة مسنودين بطلاب التمريض والمهن الطبية في المستويين الثالث والرابع من المرحلة الدراسية الأكاديمية ليشكلوا فرقاً طبية تعاملت مع هذا الحجم الكبير من الإصابات .

و التقى مراسلنا الدكتور يوسف جربوع و هو طبيب جراح يعمل في مجمع الشفاء الطبي أن ما حدث في قطاع غزة كان بمثابة صدمة كبيرة لم يتوقعها الأطباء، نظراً للكم الهائل من المصابين مع أصعب أنواع الحالات .

وأكد الدكتور جربوع أن أغلب حالات الجروح والحروق التي واجهها الأطباء خلال توافد العشرات من الجرحي، لم تُدرّس في كليات الطب في أرقي جامعات العالم، إلا أنهم كانوا يتعاملون مع الحالة بأقصى جهد ممكن.

وقال هذا الجراح الفلسطيني : "لقد أصبت بعدة نوبات عصبية إثر المشاهد المروعة التي لم أرها من قبل، لا سيما حالات التهتك في العظام وذوبان اللحم وتقطع الأوصال"، وبالإضافة إلى ما سبق من معاناة تطرّق الدكتور جربوع إلى أزمة نقص الدواء والعقاقير التي أثرت بشكل كبير على عمليات الإسعاف ومداواة الجرحى والمصابين .

من جانبه ، روى الدكتور أيمن الشرفا مشهداً من المشاهد التي جعلته يصاب بذهول كبير أثناء عمله ، حيث يقول : "كان المساء، عندما جاءت تلك الحالة ، وإذ به طفل صغير قُطعت جميع أطرافه أثر تناثر شظايا صاروخ سقط على منزله، حينها تسمرت يداي عن العمل ولم اعرف من أين أبدأ" .

و يتابع : "ما كنت أفكر فيه حينذاك هو كيف سيواجه هذا الطفل الحياة دون أطراف و هو لم يبلغ الرابعة من عمره، هذا المشهد جعلني أبكي و أنا ممسك بالمشرط و القطن بيداي في محاولة لإنقاذ ما تبقى من جسد هذا الطفل" .

أما محفوظ المصري – و هو خريج من قسم التمريض و عمل طيلة أيام الحرب على غزة كمتطوع مع طواقم الإسعاف- فقد أكد أن الكثير من خريجي المهن الطبية والتمريض تجندوا في صفوف طواقم الإسعاف والطوارئ التي واجهت صعوبات كبيرة في إنقاذ الجرحى والعالقين تحت الأنقاض نظراً لكثافة وتلاحق عمليات القصف العدوانية.

و لفت المصري إلى أن الطواقم الطبية كانت تعاني أيضاً من صعوبة الاتصال ببعضها البعض بسبب سوء شبكة الاتصال وانقطاع التيار الكهربائي.

و أوضح أن طواقم الإسعاف عملت طيلة الفترة الماضية بكل جهد دون تقصير ، قائلاًَ : "لا أعلم كيف استطعت الصمود أمام مشاهد الدمار والدماء والأشلاء المتناثرة، لقد كنا نعمل جميعاً دون كلل" .

بدوره ، أشاد الدكتور حسن خلف وكيل وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، بالدور الكبير الذي قام به أطباء ومسعفو مستشفيات قطاع غزة خلال الحرب على غزة، مبيناً أن الكوادر الطبية قامت بعمل عظيم في إنقاذ حياة الكثير من المصابين رغم قلة الإمكانات.

وأشار الدكتور خلف لمراسل وكالة فارس إلى أن الطواقم الطبية عملت تحت ضغوط كبيرة و تحت القصف المتواصل دون أن تيأس من محاولة إنقاذ ذلك العدد الكبير من الجرحى .

و أكد وكيل وزارة الصحة الفلسطينية أن الأطباء تعاملوا مع أنواع جديدة من الإصابات، لاسيما أولئك الذين تعرضوا لحروق شديدة وتهتك في الأنسجة الدموية والأعصاب وتهشم في العظام مع تفحم الأنسجة المقطعة .

و أوضح أن الاحتلال تعمّد استخدام قنابل خاصة ببتر أطراف المدنيين الجرحى لإحداث أكبر قدر ممكن من الإعاقة المستديمة بالجريح، مشيراً إلى أن الطواقم الطبية ما زالت حتى اليوم تقوم بانتشال الشهداء العالقين تحت أنقاض المنازل والمقرات الأمنية والمؤسسات التي تم استهدافها من قبل الطائرات الحربية الصهيونية.

و توقّع الدكتور خلف أن تترك القنابل الفسفورية التي استخدمها الكيان الصهيوني في الحرب البشعة على غزة آثاراً مستقبلية على صحة المصابين الذين تعرضوا لتلك القنابل المحرمة دولياً .