رمز الخبر: ۹۹۶۴
تأريخ النشر: 11:01 - 29 January 2009
عصر ایران -  : رصدت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية من خلال مراسلها في قطاع غزة روري مكارثي قصصا لضحايا الإصابات النفسية والجسدية التي تطال أطفال فلسطين جراء عدوان كيان الارهاب الصهيوني علي قطاع غزة .
 
و افادت وكالة انباء فارس بأن صحيفة الغارديان قالت ان 350 ألف طفل غزي يعانون إصابات جسدية أو نفسية ، و اعتبرت ان تأثير الحرب على أطفال غزة سيبقى لسنوات مقبلة .

و تنقل الصحيفة قصة الطفلة أميرة قرم (15 عاما) التي تستلقي على سرير المستشفى و قد لفت رجلها اليمنى بالجبس و يخترقها قضيب من المعدن . فبعد عدة أيام من العملية التي خضعت لها ، بدت أميرة عاجزة عن الكلام ، و إلى الآن لا تستطيع سوى الهمس .

و وصفت الصحيفة الذكريات التي تطارد أميرة بأنها في غاية المرارة ، فقد كانت شاهدة على استشهاد والدها في الشارع خارج منزلها ، و سمعت قذيفة أخرى تسقط على الأرض لتردي شقيقها علاء (14 عاما) قتيلا ، و كذا شقيقتها عصمت (16 عاما) .

كما تحمل أميرة في ذاكرتها الأيام الثلاثة التي قضتها و هي جريحة و شبه فاقدة للوعي ، محاولة البقاء على قيد الحياة في منزل مجاور لها قبل أن يتم إنقاذها .

و أشارت الصحيفة إلى أن أمام أميرة مشوارا طويلا من العلاج حيث تستعد للسفر إلى فرنسا لتلقي العلاج المناسب و العديد من العمليات وفترة طويلة من العلاج النفسي .

و بعد الانتهاء من دفن من قضى في هذه الحملة ، تبرز المعاناة الصادمة التي يتكبدها أطفال غزة الذين يمثلون أكثر من نصف سكان القطاع .

و مضت الغارديان تقول إن تأثير هذه الحرب سيبقى لعدة سنوات مقبلة ، مستشهدة بما قدره برنامج الصحة المجتمعي بغزة من أن نصف الأطفال (نحو 350 ألفا) سيعانون من الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة .

و تقول أميرة للصحيفة إنها تسعى لتحقيق حلمها بعدما تعود إلى غزة ، و تضيف : "أريد أن أكون محامية ، و أقف في محكمة أواجه فيها الإسرائيليين بما اقترفوه" .

و يقول المختص في علم النفس إحسان عفيفي إن "المشكلة هي أن الأطفال ( الفلسطينيين ) لا يشعرون بالأمان في كل مكان ، سواء في منازلهم أو في الشارع أو حتى في المساجد" .

و قال هذا الاخصائي "إن الإصابات الجسدية يمكن علاجها مع مرور الوقت ، أما المشاكل النفسية فهي التي قد تبقى معهم إلى الأبد" .

و حسب الطبيب النفسي إياد السراج فإن كثيرا من الأطفال باتوا يعانون من التبول اللاإرادي والتلعثم في الكلام والأرق عند النوم والتحول إلى العنف وفقدان الشهية .

الي ذلك ركزت صحيفة ديلي تلغراف على تحذيرات اسرائيل للعسكريين و المسؤولين الكبار من أن احتمال تعرضهم للمقاضاة في الخارج بتهمة جرائم حرب من شأنه أن يعيق سفرهم .

وأشارت إلى أنه ما لا يقل عن ثلاث منظمات حقوقية تستعد لرفع قضايا ضد الإسرائيليين الذين خططوا أو نفذوا عملية "الرصاص المصبوب" على مدى ثلاثة أسابيع في قطاع غزة .

و قالت إن عددا غير معروف من المسؤولين الاسرائيليين قد تلقوا تحذيرات بضرورة إبلاغ الجيش عن خطط سفرهم للتدقيق والمراجعة.

و قال المحامي الإسرائيلي أفيغدور فيلدمان لصحيفة إسرائيلية إن الأمر سيطال آلاف الضباط، وأضاف "أنصح كل عسكري يفكر في السفر إلى المملكة المتحدة أن يعيد النظر في ذلك".
من جانبها ذكرت صحيفة تايمز أن إسرائيل أقرت أخيرا أمس باستخدامها السلاح الفوسفوري المحظور دوليا في هجومها على قطاع غزة.

و قالت الصحيفة إن إسرائيل وجدت نفسها أمام الأدلة القاطعة والاحتجاج الدولي مرغمة على التراجع عن نفيها السابق لاستخدام الأسلحة المحظورة، حيث نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش ييغال بالمور قوله "نعم تم استخدام الفوسفور، ولكن ليس بطريقة غير قانونية".
و استطرد قائلا للصحيفة أن "بعض الممارسات قد تكون غير قانونية ، لكننا نمضي فيها" .

ولفتت الصحيفة النظر إلى أن الحادثة التي فتحت إسرائيل التحقيق فيها هي استهداف إحدى المدارس التابعة للأمم المتحدة (أونوروا) في بيت لاهيا بقنابل فوسفورية، مشيرة إلى أن السلاح يعتبر قانونيا إذا ما استخدم فقط كستار دخاني ، لكنه يحظر استخدامه في المناطق المدنية .