رمز الخبر: ۱۰۳۴۹
تأريخ النشر: 15:01 - 09 February 2009
طه خليفة

هل يستقيل موسى؟

 

عصر ایران - هذه ليست أيام سعد الأستاذ عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية. فقد أصبح مستهدفاً بسهام الكلمات الناقدة والجارحة حتى من دراويشه الذين لم يكونوا يطيقون عليه أي شيء. من هم المدافعون عن موسى الآن؟!.

أتلفت حولي فلا أجد أحداً. لكني كتبت هنا الأسبوع الماضي لثلاثة أيام متواصلة الاثنين والثلاثاء والأربعاء عن موسى ومعركة دافوس بين أردوغان وبيريز وحاولت ألا أنجر مع الفريق الذي هاجم موسى بعنف ووصفه بالتخاذل لأنه لم يتضامن مع رئيس وزراء تركيا وينسحب قبله من القاعة، بل إن اللوم تعدى ذلك إلى العيب على موسى لأنه شارك من الأصل في جلسة يحضرها رئيس دولة إسرائيل.

خلاصة ما قلته إن حسابات موسى شديدة التعقيد وهي غير حسابات أردوغان تماماً. فموسى مجرد موظف كبير في جامعة الدول العربية التي تحكمها المواقف الرسمية للبلدان الأعضاء فيها.

وموسى في ظل الخلافات والانقسامات العربية الواضحة حالياً تزداد حساباته ومواقفه تعقيداً فهو بمثابة من يتحرك على حبل مشدود منصوب فوق حقل الغام إن اهتز سقط ليكون مصيره غاية في الصعوبة. موسى الذي حقق تألقاً وشهرة مصرية وعربية واسعة عندما كان وزيراً للخارجية المصرية يصعب عليه أن يخرج من دائرة الشهرة والأضواء والقرار العربي رغم أنه لا يصنعه إنما يبرره فقط.

وبالتالي فأتصور أنه لا يعيش في أحسن حالاته منذ بدأ العدوان على غزة حيث اعتاد الناس منه مواقف قوية وشجاعة لكنه وجد نفسه محشوراً بين تيارين عربيين مختلفين في تفسير أسباب وأهداف العدوان وفي طريقة معالجته.

فإذا انحاز إلى ما يسمى بتيار الاعتدال فإنه يُلام مما يسمى بتيار الممانعة وبالعكس. وفي موقف واحد لم يستطع أن يسير على الحبل المشدود فقد مال إلى جانب تيار الاعتدال مضغوطاً من دوله خصوصاً مصر التي وضعته في منصبه بعد أن صرفته من الخارجية لأسباب داخلية لها علاقة بالشعبية الواسعة له والترتيبات الخاصة بما يسمى التوريث.

ولذلك كان لوم موسى في مكانه عندما لم يحضر قمة الدوحة ولا يفيده أن يقول الآن إنه لم توجه له دعوة رسمية. وهو في اليوم التالي لقمة الدوحة ازداد ميلاً لفريق عربي حيث انتقل على عجل من الكويت إلى شرم الشيخ ليحضر قمة دولية لها علاقة أساسية بمنع تهريب السلاح لحماس وحماية أمن إسرائيل.

مع ذلك فالمعتدلون لم يقدروا موسى بل إنهم أهانوه عندما تجاهلوه في الاجتماع الوزاري التساعي في أبوظبي ليضاف ذلك إلى تجاهل آخر سابق له من رايس عندما اجتمعت مع الوفد الوزاري العربي الذي كان موجوداً في مجلس الأمن لمحاولة وقف العدوان على غزة.

هناك فريق ينتقد موسى منذ البداية باعتباره مجرد صوت عال حنجوري فقط وصاحب مواقف قومية تخديرية والآن ينضم إليه محبو ودراويش موسى الذين باتوا يرونه أصبح متخاذلاً مستسلماً متخلياً عن شجاعته.

ماذا يمكن أن يفعل موسى في ظل الحالة العربية المتردية الراهنة؟!. لا شيء.. فهو ليس فاعلاً في النظام الرسمي المتهاوي. لكن يتم تحميله - للأسف - كل أوزار هذا النظام.

هذا ظلم للرجل ولذلك في رأيي أنه صار محاصراً من جميع الجهات وهو غير قادر على إرضاء لا هذا ولا ذاك. فهل يلق ورقة استقالته في وجه العرب ليريح ويستريح.

الراية - قطر