رمز الخبر: ۱۰۳۸۳
تأريخ النشر: 11:31 - 11 February 2009

 عصر ایران - القدس (رويترز) - واجهت اسرائيل غموضا سياسيا عميقا يوم الاربعاء بعد انتهاء انتخابات البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) باعلان كل من وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما الوسطي ومنافسها بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني فوزه.

وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت كبرى الصحف الاسرائيلية في عنوان "أنا الفائز" بجوار صور لكل من ليفني ونتنياهو.

وسيعود الامر للرئيس شمعون بيريس لاتخاذ قرار بخصوص تكليف أي منهما بمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية وذلك بعد الاستماع لتوصيات أحزاب سياسية.

وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أنه لن يجد خيارا أمامه لتوجيه الدعوة لنتنياهو لتشكيل حكومة اذا أوصت الاحزاب اليمينية التي فازت بأغلبية برلمانية بزعيم حزب ليكود بدلا من ليفني.

ولكن ستكون هذه هي المرة الاولى في تاريخ اسرائيل البالغ 60 عاما التي لا يحصل فيها الحزب الفائز بمعظم مقاعد البرلمان في الانتخابات على فرصة لتشكيل الحكومة.

وأوضحت النتائج النهائية فوز حزب كديما بثمانية وعشرين مقعدا مقابل 27 مقعدا لحزب ليكود في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا. وقالت ليفني انها ستصبح رئيسة للوزراء ووجهت الدعوة لنتنياهو للانضمام الى "حكومة وحدة وطنية".

وقال نتنياهو (59 عاما) مشيرا الى ما وصفه "بالمعسكر القومي" الكبير في البرلمان انه سيرأس حكومة ائتلافية تضم أحزابا يمينية.

وتابع لانصاره بحزب ليكود "بعون الله سأقود الحكومة القادمة."

وحصلت كتلة الاحزاب اليمينية معا على 64 مقعدا.

ولكن ليفني (50 عاما) قالت لانصارها المبتهجين "يمكن للشعب الاسرائيلي أن يبتسم مرة أخرى عندما نشكل الحكومة."

وقال أبراهام ديسكين أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس "فرصة تسيبي ليفني في تشكيل حكومة تحت قيادتها قد تكون ضعيفة للغاية ان لم تكن منعدمة."

وتابع "هناك فرصة كبيرة لان يقود حزب ليكود حكومة يشارك بها حزب كديما."

وعلى أي حال فان التحول صوب اليمين في الكنيست سيضعف آمال ادارة الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما بأن تكون هناك حكومة ائتلافية اسرائيلية يمكنها المضي قدما في احلال السلام مع الفلسطينيين وجيرانها العرب الاخرين بعد الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة الشهر الماضي.

 
 وأيا كان من سيكلفه بيريس بتشكيل حكومة فسيكون أمامه 42 يوما لتشكيلها. وعادة ما يختار رئيس اسرائيل زعيم الحزب الذي فاز بمعظم مقاعد الكنيست ولكنه غير ملزم قانونيا بأن يفعل ذلك.
 
وتراجع حزب العمل برئاسة وزير الدفاع ايهود باراك الذي يمثل يسار الوسط الى المركز الرابع وراء كديما وليكود واسرائيل بيتنا.
 
وكان نتنياهو متجها صوب الفوز قبل الهجوم الذي شنته حكومة يسار الوسط الائتلافية بقيادة أولمرت على غزة. وكسبت الحكومة الائتلافية تأييدا شعبيا كبيرا في اسرائيل بسبب الحرب التي دامت ثلاثة أسابيع وأسفرت عن مقتل أكثر من 1300 فلسطيني في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حماس.
 
وقال محللون سياسيون ان نتنياهو كان يشعر بمزيد من الرضا الذاتي مما أتاح لكديما اللحاق به في حين زادت شعبية ليفني ضابطة المخابرات الاسرائيلية (الموساد) السابقة ومحامية الشركات السابقة.
 
وقادت ليفني محادثات السلام مع الفلسطينيين بشأن حل الدولتين التي تعثرت العام الماضي ولكن يريد أوباما استئنافها. ولا يبدي نتنياهو رغبة في التنازل عن أراض محتلة للفلسطينيين ومن الارجح أن يقاوم المطالب الامريكية لكبح التوسع الاستطياني في الضفة الغربية المحتلة.
 
وخلال السنوات الثلاث التي شغل فيها منصب رئيس الوزراء حتى عام 1999 وتر نتنياهو الذي تلقى تعليمه بالولايات المتحدة العلاقات مع الرئيس الديمقراطي السابق للولايات المتحدة بيل كلينتون ويعتقد محللون في واشنطن أن البيت الابيض يفضل حكومة اسرائيلية تقودها ليفني. ولكن يدها ستظل مقيدة بالاحزاب اليمينية.