رمز الخبر: ۱۰۵۲۲
تأريخ النشر: 10:08 - 15 February 2009
زاد التوتر في العلاقات التركية الاسرائيلية يوم السبت بعدما استدعت أنقرة السفير الاسرائيلي بشأن تصريحات نقلتها وسائل اعلام عن قائد بالجيش الاسرائيلي قال الجيش التركي انها يمكن أن تهدد التعاون بين البلدين الحليفين.

عصر ایران -  (رويترز) - زاد التوتر في العلاقات التركية الاسرائيلية يوم السبت بعدما استدعت أنقرة السفير الاسرائيلي بشأن تصريحات نقلتها وسائل اعلام عن قائد بالجيش الاسرائيلي قال الجيش التركي انها يمكن أن تهدد التعاون بين البلدين الحليفين.

واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير الاسرائيلي جابي ليفي للاحتجاج على تصريحات افي مزراحي قائد القوات البرية الاسرائيلية التي نقلتها صحيفة هاارتس وانتقد خلالها الاحتلال التركي لشمال قبرص وصراع تركيا مع الانفصاليين الاكراد.

وقالت الوزارة في بيان "التصريحات ذات الصلة من جانب (الميجر جنرال) افي مزراحي لا أساس لها من الصحة وغير مقبولة ولذلك طلبنا تفسيرا عاجلا من السلطات الاسرائيلية."

وكان ذلك أحدث علامة على التوتر بين تركيا واسرائيل اللتين تحتفظان بعلاقات عسكرية وثيقة غير أن التوتر خيم على تحالفهما بسبب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.

وقال الجيش الاسرائيلي ان تصريحات مزراحي التي أدلى بها في كلمة خلال مؤتمر يمكن تفسيرها على أنها انتقاد لماضي تركيا. وأضافت "يرغب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي في توضيح أن هذا ليس الموقف الرسمي للجيش."

وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية "استدعي السفير الاسرائيلي بالفعل واستمع الى الاعتراض التركي وتم نقله الى القدس."

واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بأنه "يعرف جيدا كيفية القتل" خلال مناظرة علنية الشهر الماضي بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وقال اردوغان في مقابلة مع رويترز في وقت متأخر من مساء الجمعة انه حزين بسبب نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي جرت الاسبوع الماضي وأظهرت تحقيق أحزاب اليمين مكاسب.

وأضاف على متن طائرته في رحلة في اطار حملة انتخابية في مدينة سيفاس التركية " للاسف رسمت الانتخابات صورة قاتمة جدا".

وحث اردوغان الحكومة الاسرائيلية القادمة على النظر في الطريقة التي تنفذ بها سياساتها وأفعالها تجاه الفلسطينيين وعلى رفع الحصار عن الفلسطينيين الذين قال انهم يعيشون في "سجن". وقال ان النهج الاسرائيلي المتشدد لا يحقق النجاح.

ونقلت صحيفة هاارتس الاسرائيلية عن مزراحي قوله انه كان ينبغي لاردوغان أن "ينظر في المرآة" قبل أن ينتقد بيريس وان تركيا ليست في وضع يسمح لها بانتقاد الاحتلال الاسرائيلي لارض فلسطينية في حين تحتفظ بجنود في شمال قبرص.

كما اتهم تركيا باضطهاد الاقلية الكردية وبابادة الارمن خلال الحرب العالمية الاولى.

وقالت هيئة الاركان التركية في بيان نشرته وكالة أنباء الاناضول الرسمية ان تصريحات مزراحي غير صحيحة وغير مقبولة بالمرة وطالبت اسرائيل بتقديم تفسير.

واضافت "جرى تقييم التصريحات على أنها تصل لدرجة قد تتضرر معها المصالح الوطنية بين البلدين" مشيرة الى أن التعاون العسكري يمكن ان يتضرر.

ويشمل التعاون العسكري بين تركيا واسرائيل السماح للطائرات الاسرائيلية باستخدام المجال الجوي التركي في التدريبات.

كما يتبادل البلدان معلومات المخابرات وتربطهما علاقات اقتصادية قوية بينها بيع عتاد عسكري هام.

وابلغ اردوغان رويترز من خلال مترجم "يقول البعض .. اقطعوا العلاقات مع اسرائيل.. لكننا لا نؤيد هذا الفهم. قبل اتخاذ أي خطوات كهذه .. ولا أقول اننا نفكر في اتخاذ مثل هذه الخطوات .. يتعين أن نجري دراسة واسعة بشأن مثل هذا القرار."

وأبلغ اردوغان رويترز بأنه لا توجد خطط لتعليق اتفاق التدريبات الاسرائيلية في المجال الجوي التركي.

ويقول بعض المحللين والدبلوماسيين ان ضررا قصير الاجل لحق بدور تركيا كوسيط للسلام في الشرق الاوسط وخاصة كمفاوض محايد بين اسرائيل وسوريا بسبب انتقاد اردوغان اللاذع لاسرائيل ودفاعه عن حركة المقاومة الاسلامية ( حماس).

ورفض اردوغان مثل هذه التلميحات.

وقال "لا أفكر بهذه الطريقة ... تركيا دولة قوية لها وضع دولي (مميز)."

واضاف "لسنا من أراد هذا الدور التفاوضي. أرادت كل من سوريا واسرائيل أن تلعب تركيا دور الوسيط في المفاوضات بينهما ولهذا السبب شاركنا فيها."

وأضاف أن منتقدي بلاده يسيئون فهم السياسة الخارجية التركية اذا اعتقدوا أن الحكومة التركية تقف الى جانب حماس أو ضد اسرائيل. وقال ان تركيا تريد السلام في المنطقة وتدافع عن الضعفاء وهم في هذه الحالة المدنيون في غزة.

وأشار اردوغان الى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم ذا الجذور الاسلامية أعاد نفوذ تركيا في العالم ومن الطبيعي أن تستخدم تركيا قوتها الجديدة في حل الازمات من منطقة القوقاز الى الشرق الاوسط.

ولقى اردوغان استقبال الابطال عند عودته الى تركيا قادما من دافوس كما أكسبه موقفه الثناء في العالم العربي. لكنه أثار دهشة الدبلوماسيين الغربيين الذين تساءلوا عما اذا كانت تركيا بدأت في الابتعاد عن الغرب.