رمز الخبر: ۱۰۵۹۶
تأريخ النشر: 15:58 - 17 February 2009
عصر ایران - كشفت وزيرة خارجية كيان الإرهاب الصهيوني تسيبي ليفني و زعيمة حزب كاديما التي تتنافس لتصبح أول رئيسة للحكومة منذ تولي غولدا مائير للمنصب ، تفاصيل مثيرة عن مهنتها السابقة كجاسوسة في وكالة المخابرات الصهيونة «الموساد» وألمحت بأنها فكرت في اقامة "علاقات قصيرة" للتخفيف من وحدتها كعميلة سرية .
 
و افادت وكالة انباء فارس بأن صحيفة «يديعوت أحرونوتة الصهيونية نشرت المقابلة الكاملة التي أجرتها صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية مع ليفني قبل 14 عاما ، و ذكرت فيها إن ليفني كانت تعاني و تشتكي كثيرًا من قسوة الوحدة و الخزي العاطفي أثناء خدمتها في سلك جهاز الاستخبارات الصهيوني قبل حوالي ثلاثة عقود .

و أدت ليفني الخدمة العسكرية برتبة ملازم ، ثم درست القانون في جامعة تل آبيب، لتلتحق بين عامي 1980 و 1984 بجهاز «الموساد» ، دون أن يُعرَف الكثيرُ عن نشاطاتها الاستخباراتية ، سوى أنها عملت في الإدارة القانونية للجهاز ، و تطلبت بعض أنشطته إقامتها في باريس لتُعرفَ هناك بـ «حسناء الموساد» .

و تقول ليفني إنها نشطت في العمل الجاسوسي و أمضت سنوات في شعبة النخبة كيدون و معناها بالفرنسية "الحربة" عندما كانت تدرس المحاماة في العاصمة الفرنسية باريس ، ولم تكن تتجاوز من العمر حينها الثانية والعشرين .

و أكدت ليفني انها واجهت مشكلة الاحتفاظ بالسرية حول طبيعة نشاطها ، حتى أن حياتها الخاصة تأثرت كثيرا ، و لم تكن قادرة على الارتباط العاطفي بأي شخص كان ، قائلة :" لقد نجحت في إخفاء الأمر حتى عن أفراد أسرتي ، إذ لم استطع إخبار والدي بالأمر عندما ذهب لزيارتي في باريس ، وتساءل حينها عن سبب تضييعي لوقتي دون عمل في أوروبا" .

و عند سؤالها عن سبب حرمان نفسها من علاقة عاطفية طوال تلك السنوات ، قالت ليفني : "العلاقة الرومانسية تتطلب الأمانة والصدق و الإخلاص بين زوجين . و أنا، بالطبع ، لم أتمكن من بناء مثل تلك العلاقة مع أحد . لكن وجود علاقة قصيرة و عابرة لا تسبب أي أذى أو ضرر إن أنت التزمت بالقواعد والضوابط" .

و عن تلك القيود و الضوابط التي كانت تفرضها على نفسها ، تقول ليفني : "إنها من قبيل أن تمنع نفسك عن الشرب حتى السكر ، وذلك من أجل أن تسيطر على نفسك و تضبط كلامك" .

و تتذكر ليفني في المقابلة كيف أنها كُلِّفت بمهمتها السرية تلك في عام 1982 و كم كان من الصعب عليها أن تخبر أيا كان بما كانت تقوم به في الخارج ، على الرغم من أن حكومة بلادها كانت تخوض وقتها حربا في لبنان .

و كشفت ليفني عن طبيعتها الاجرامية و اعترفت بأنها كانت مستعدة لكي تقتل آخرين في سبيل بلادها ، و تضيف : "كنت مستعدة أن أقتل و أغتال . و على الرغم من أنه ليس من القانوني تماما أن تفعل ذلك ، لكن الأمر يكون مبرَّرا إن كنت تفعل ذلك في سبيل بلادك" .

و لدى سؤالها عن استعدادها وقتذاك للانخراط بعلاقة جنسية مع شخص آخر كجزء من عملها ، تقول ليفني : "لو تسألني إن كان قد طُلب مني أن أنام مع شخص ما في سبيل بلادي ، فسوف يكون الجواب لا . لكن لو كان قد طُلب مني أن أفعل ذلك ، فلا أعلم ما الذي كنت سأقوله فبدت و كأنها تقول : نعم ، من أجل بلادي!" .

و يقارن كثيرون حالياً بين ليفني و بين غولدا مائير التي تولت حقيبة الخارجية الصهيونية في خمسينات و ستينات القرن الماضي، قبل أن تتسلم رئاسة الحكومة في السبعنيات ، حيث لقبت بـ "المرأة الحديدية" .

لكن ليفني ترد بغرور : "لست غولدا مائير الثانية ؛ بل تسيبي ليفني الأولى ، و سأقود إسرائيل في المرحلة القادمة" .

و لم تخف ليفني طموحها لرئاسة الحكومة ، فقد بدأت حملتها منذ عام 2007 لتنحية أولمرت ، عقب تقرير لجنة فينوغراد الذي انتقد أسلوب إدارته لحرب لبنان عام 2006.

و في سبيل ذلك استعانت ليفني بمستشارين لرئيس الحكومة السابق أرييل شارون ، بينهم "أيال أراد" الذي أدار حملتها الانتخابية ، و قدمها باعتبارها الوريث الشرعي لرئاسة "كاديما" و أحد مؤسسيه ممن صاغوا توجهاته العامة .

و إلى ذلك استفادت ليفني من أصوات النساء اللائي يشكلن نسبة 45 % من أعضاء الحزب البالغ عددهم 74680 منتسباً، ومن أصوات "السفاريدم" (اليهود الشرقيون) الذين يمثلون فيه نسبة 38 % ، واليهود الذين ولدوا في إسرائيل (16 % )، وذلك لأن منافسها الرئيسي (موفاز) إيراني المولد، أما هي فمولودة في تل آبيب (عام 1958)، لعائلة يمينية متطرفة آمنت بحلم "إسرائيل الكبرى" .

و تحدثت ليفني إلى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تموز 2007 ، عن نشأتها في كنف والديها البولنديين المهاجرين ، إيتان وسارة، حين كانا ناشطين في عصابة "ارجون" المتطرفة ، و ذكرت أنهما تزوجا يوم إعلان إسرائيل لتصبح علاقتهما مرتبطة بذكرى ولادة الكيان الذي أسهما في تأسيسه! و قالت إنها ترفض التنازل عن شبر واحد من أرض "يهودا والسامرة"، احتراماً لوصية والديها اللذين أقنعاها بأن "يهوه" أعاد شعبه التائه إلى "أرض الميعاد"!

و استفادت ليفني أيضاً من سجلها الخالي إلى الآن من فضائح الفساد المالي التي طالما لطخت كبار المسؤولين والساسة الإسرائيليين، وآخرهم أولمرت. كما يبدو أن ناخبي "كاديما" نظروا بتقدير إلى الفترة التي أمضتها في "الموساد"، مما أكسبها هالة من الغموض، استغلتها لإقناع الناخبين بأنها لن تكون أقل حسماً وشدة من موفاز في مواجهة المخاوف الإسرئيلية من حزب الله وحماس وإيران .