رمز الخبر: ۱۰۹۰۴
تأريخ النشر: 12:37 - 01 March 2009
تحدث علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني والامين السابق لمجلس الامن القومي الايراني والذي تولى على مدى عامين ونصف العام مسؤولية الملف النووي ، في مقابلة مع قناة "برس تي في" عن تطورات هذا الملف.
عصر ايران – تحدث علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني والامين السابق لمجلس الامن القومي الايراني والذي تولى على مدى عامين ونصف العام مسؤولية الملف النووي ، في مقابلة مع قناة "برس تي في" عن تطورات هذا الملف.

وقال لاريجاني في هذه المقابلة انه حتى ما قبل محادثات باريس كانت هناك عدة مراحل احداها الرسالة التي وجهها الوزراء الاوروبيون الثلاث الى ايران وتضمنت اقتراح تعليق تخصيب اليورانيوم.

واضاف ان محادثات جرت في مجموعة "سعد اباد" في طهران ابان رئاسة محمد خاتمي وقال الاوروبيون في المحادثات انه اذا ما علقت ايران التخصيب فانهم سيسوون مشكلة "يو اس اف" اصفهان في الوكالة الدولية خلال اسابيع وكان واضحا منذ البداية ان هذا الكلام غير دقيق وينطوي على نوع من الخداع.

واوضح انه تقرر بعد ذلك ان تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا ويتم اصدار قرار لايجاد انفراج في المحادثات.

وقال لاريجاني ان هذا القرار عزز محادثات سعد اباد الا ان حدثا غريبا طرأ زاد من الشكوك تجاه سلوك الاوروبيين بشان المحادثات. ان صدور هذا القرار جاء متزامنا مع احتلال اميركا للعراق. وفي ذلك الوقت اعلن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق خلال زيارة للعراق "اننا قطفنا ثمار احتلال العراق في ايران" . ان هذا الكلام اثار الشكوك لدى العديد من القائمين على المفاوضات النووية من اننا اقحمنا ضمن عملية تتسم بالخداع.

وبعد القرار الذي صدر حول محادثات سعد اباد كان هناك قرار في الوكالة الدولية حول نوع المراقبة وكيفية انجاز عمليات التفتيش والبروتوكول الملحق الا ان الغربيين اثاروا بعدها ضجة اسفرت عن محادثات بروكسل، وكان علينا في بروكسل ان نقبل بوقف جميع الاعمال حتى تصنيع القطع.

وتساءل لاريجاني : ما علاقة صنع القطع بالتخصيب ، كلنا فهمنا انه ان سمحنا لهم فانهم سيقولون بان الناس لا يجب ان يمروا بالقرب من كلية الفيزياء لكي لا يتعلموا الفيزياء ويدخلوا المجال النووي.

واضاف ان هذه المطالب بلغت ذروتها في محادثات باريس وطلبوا منا هناك اغلاق يو اس اف اصفهان ووقف تصنيع القطع والمونتاج وبل ايضا وقف جميع الابحاث ومعنى ذلك انه لا يجب القيام باي عمل في القضية النووية.

وتابع لاريجاني ان الغربيين وبعد عدة اشهر قدموا مشروعا لم يكن يحمل جديدا وطلبوا من خلاله ان نوقف جميع الاعمال في المجال النووي لان لا ضمان موضوعيا افضل من وقف جميع النشاطات النووية وهذا يعني امحاء القضية من الاساس الامر الذي زاد من الشكوك.
واستطرد لاريجاني يقول ان امانة المجلس الاعلى للامن القومي الايراني عرضت على الجانب الغربي في 2004 اقتراحات لكنهم رفضوها ، لكننا توصلنا الى نتيجة مؤداها بان هذا الطريق لا ينطوي على اي هدف وذلك الوقت اعتمدت ايران مبادرة وقدمت مشروعا من اربع مراحل.

واضاف ان الغربيين اعلنوا بعدها بان هذا المشروع مسهب ويجب ان يدرسوه بدقة وتقرر ان يتم ذلك في غضون اسبوع بعدها قال الغربيون ان دراسة هذا المشروع يحتاج الى مزيد من الوقت وطلبوا شهرين اضافيين لكن وبدلا من اعطاء الرد ، قدموا مشروعا مبتذلا تضمن قضايا عادية مثل العضوية في منظمة التجارة العالمية وبيع قطع الغيار وغيرها في مقابل الوقف الكامل للنشاطات النووية الايرانية.

واكد ان هذه المرحلة شكلت نهاية المرحلة الاولى اي خطوات ايران الايجابية لبناء الثقة مع العلم بان الغرب يعتمد نوعا من الخداع. وهذه المرحلة التي استمرت نحو عام ونصف العام لم تحقق اي مكسب لايران.

واردف لاريجاني يقول انه منذ محادثات سعد اباد كانت هناك وجهات نظر مختلفة في ايران وهي هل ان هذا الخيار سيعطي نتيجة ام لا؟ وكان البعض يرى ان هذا الامر يشبه بالسجاد الذي لن يحاك ابدا ونسمع فقط عن زخرفه ونقشه. وكانت هناك وجهة نظر اخرى بان تمنح ايران الغرب فرصة اخرى.

ورغم وجود وجهتي النظر هاتين فان القلق الرئيسي كان يتمثل في انه هل ان الغربيين يريدون ان نقوم بالتخصيب ام لا؟ انهم يستخدمون مفردة "المؤقت" لكنهم عمليا ارجاوا المفاوضات ويقدمون مشاريع لا تحتوي على التخصيب، ويبدو انهم كانوا يريدون بان ننسى نحن هذا الموضوع.

ولاحقا واثناء المحادثات حصلنا على قرائن كثيرة كانت تؤكد ان الغربيين كانوا يريدون منذ البداية ان نوقف التخصيب.

وقال انهم كانوا يتحدثون احيانا بصراحة وكانوا يقدمون النصائح في بعض الاحيان لكن في مجمل الاحوال فان استراتيجيتهم كانت تتمثل في حرماننا من تقينة التخصيب.

واكد لاريجاني انه كان يعتقد ان الموضوع النووي الايراني لم يشكل المسالة الرئيسية للغربيين ، صحيح ان الغربيين لا يريدون لايران ان تقوم بالتخصيب لكنهم يبحثون عن شئ اكبر من ذلك ادى الى اتباعهم مثل هذه الاساليب في البرنامج النووي الايراني.

وقال لاريجاني ان ايران وجهت عام 2005 رسالة الى الجانب الغربي في المفاوضات واعلنت فيها بانهم ان لم يردوا على المشروع الايراني ذي المراحل الاربع فاننا سنبدأ برنامجنا النووي لكنهم لم يعطوا اي رد. وبعدها عقد اجتماع وتقرر بالاجماع بان نبدأ برنامجنا النووي وكان السلوك والتصرف الغربي هو الذي دفعنا الى ذلك لانهم كانوا يتصورون دائما بان ايران ستتخلى عن حقها.