رمز الخبر: ۱۱۰۰۶
تأريخ النشر: 09:34 - 04 March 2009

عصر ایران - بی بی سی - سخر الرئيس السوداني عمر البشير من القرار المتوقع صدوره من المحكمة الجنائية الدولية غداً الأربعاء حول إصدار مذكرة اعتقال بحقه قائلاً إنه لا قيمة لأي قرار ستصدره المحكمة.

ووجه البشير في كلمة بمناسبة بدء العمل في سد مروي شمال السودان هجوماً على الغرب والولايات المتحدة والمحكمة الجنائية.

وقال البشير إن الغرب يريد أن يشغل السودان عن اهتماماته الحقيقية، مضيفاً أن مثل هذه القرارات "هي حافز لنا للمزيد من التنمية".

وأحرق مناصرو البشير الذين كانوا يستمعون للخطاب دمية تمثل المدعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو، بينما أخذ الرئيس السوداني يصيح "الله أكبر".

ومن المتوقع أن تنظم في الخرطوم غداً الأربعاء مظاهرات مؤيدة للبشير بالتزامن مع المؤتمر الصحفي الذي سيعلن خلاله قرار المحكمة الجنائية.

في هذه الاثناء أعلن أوكامبو أن لديه أدلة قوية تدعم قضية الإبادة الجماعية في إقليم دارفور ضد البشير.

 
قال أوكامبو إن ضميره مرتاح
وأضاف أوكامبو أن لديه أكثر من 30 شاهداً سيدلون بشهاداتهم لاثبات أن البشير نظم حملة إبادة جماعية تهدف لمحو ثلاث قبائل إفريقية في إقليم دارفور.

وأكد أوكامبو أنه سيستأنف القرار في حال رفضت المحكمة طلبه بإصدار المذكرة بصورة كاملة، مضيفاً أنه في حال قبوله جزئياً "فعلينا اتخاذ قرار حول كيفية المضي قدماً".

وقال أوكامبو إن ضميره "مرتاح جداً".

وأشار المدعي العام إلى أن العديد من الشهود يتمتعون بحماية، مضيفاً "لقد استبقنا ما يحدث حالياً؛ إنهم يهاجمون من يعتقدون أنهم شهودنا."

يذكر أن رئيس جهاز المخابرات السوداني صلاح قوش الواسع النفوذ هدد مؤخراً بـ "قطع يد" كل من يحاول المشاركة في تنفيذ قرار المحكمة الجنائية بشأن البشير الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري في يونيو/ حزيران عام 1989.

مناسبة تاريخية
وعلى صعيد ردود الأفعال الإفريقية قال القس الجنوب إفريقي ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام إن على القادة الأفارقة مساندة محاولة اعتقال البشير على خلفية جرائم حرب.

ووصف توتو في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" مساندة العديد من القادة الأفارقة للبشير بأنها "مخجلة".

واضاف توتو انه لكون الضحايا أفارقة يجب أن يعمل القادة الأفارقة "لإحضار الجناة للمحاسبة".

ووصف توتو مذكرة الاعتقال المتوقع صدورها بحق البشير بأنها ستكون "لحظة فوق العادة لأهل السودان" و"مناسبة تاريخية".

وكانت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في اقليم دارفور أعلنت في وقت سابق انها تعد لخطة في حال اندلعت اعمال عنف عقب اصدار مذكرة توقيف دولية بحق البشير.

وكان متحدث باسم الخارجية السودانية قد قال إن جهود الوساطة الرامية إلى حمل المحكمة الجنائية الدولية على تأجيل البت في طلب إصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس البشير قد منيت بالفشل.

وقال مطرف الصديق وكيل وزارة الخارجية السودانية، في تصريح لـ بي بي سي، إن الخرطوم غير معنية بالقرار الذي سيصدر عن المحكمة في هذا الشأن.

الا ان الامم المتحدة قالت انها لا تتوقع ان تتعرض قواتها لهجمات، حسبما اعلن آلان لوروا رئيس قوة حفظ السلام في السودان.

وقال لوروا ان القوات الدولية المنتشرة في السودان لا تملك صلاحية ولا تفويضا في اعتقال البشير في حال صدرت المذكرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

يذكر ان القضاة في المحكمة الجنائية الدولية كانوا قد قالوا انهم سيعلنون يوم الاربعاء موقفهم من طلب مدعي عام المحكمة لويس مورينو اوكامبو اصدار مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكابه جرائم حرب وابادة جماعية في دارفور.

كما اعلن لوروا ان قوات حفظ السلام المنتشرة في دارفور والاخرى التي تراقب حسن تطبيق اتفاقية السلام بين جنوبي وشمالي السودان الموقعة عام 2005 بين الحكومة والمتمردين ستبقي على عملها ودورياتها كالمعتاد مهما كان قرار القضاة يوم الاربعاء.

الا ان المسؤول اعلن ان "هناك قوة مستعدة للتحرك لمواجهة اي طارئ، لان اتخاذ المحكمة قرارا يتعلق برئيس الدولة قد تنتج عنه حالة ميدانية ومن الواجب ان نكون مستعدين لاي طارئ".

تحذير الرعايا
واضاف المسؤول بأنه لن يعطي تفاصيل اضافية حول الاستعدادات، لكنه اكد بأنه "يشك في ان يقوم اي كان بالاعتداء على القوات الدولية، كما استبعد الى حد كبير بان تقوم الامم المتحدة بتخفيض قواتها او تقليص نطاق عملها في السودان.

يشار الى ان وزير الداخلية السوداني كمال العبيد قال انه "قد يكون هناك ردة فعل شعبية في حال اصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق الرئيس"، الا انه اكد نية السلطات والقوى الامنية منع اي اعتداء على الدبلوماسيين وبعثاتهم والمؤسسات الدولية".

في المقابل، اعلنت حركة العدل والمساواة، احدى الفصائل الأساسية لمتمردي دارفور والواسعة النفوذ انها تتوقع ان "تنظم السلطة تحركات تقود الى العنف في حال صدرت المذكرة".

كما كانت بعض السفارات الاجنبية قد حذرت رعاياها في السودان من امكانية وقوع اعمال عنف في حال صدرت مذكرة التوقيف.