عصرایران - بعد ساعات من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور ، اتجهت الأنظار إلى مجلس الأمن حيث تتسارع و تيرة الجهود الدبلوماسية عربيا و أفريقيا للحيلولة دون التنفيذ .
و أفادت وكالة انباء فارس بأن محجوب فضل المتحدث باسم الرئاسة السودانية أكد ان هذا القرار معيب و انهم لا يعترفون به و لا بالمحكمة التي اصدرته و لا يهمهم في شيء .
و كان علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني قد قلل من أهمية قرار المحكمة ، و أعلن أن البشير سيواصل مهمته بصورة طبيعية رئيسا للجمهورية ، مشيراً إلى أن قرار المحكمة سيواجه بتماسك الجبهة الداخلية بالسودان .
و أدان مندوب السودان لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم قرار المحكمة ، و وصفه بأنه "لا قيمة له و لا يستحق الحبر الذي كُتب به بأي حال من الأحوال" . و اعتبره "يصبّ الزيت على النار" .
أما الأمين العام الأممي بان كي مون ، فأصدر بيانا عبر فيه عن ثقته في أن حكومة الخرطوم ستتناول قضايا السلام و العدل بطريقة تتسق مع قرار مجلس الأمن الذي أحال ملف دارفور إلى محكمة الجنايات الدولية ، لكنه لم يطالب البشير بتسليم نفسه للمحكمة .
و ادى قرار محكمة الجنايات الدولية الى ارتباك لدى الامانة العامة في الامم المتحدة بشان كيفية التعاطي مع الرئيس السوداني عمر البشير و كيفية تاييد قرار المحكمة في ان معا .
و في هذا الصدد ينتظر أن يجري وفد رفيع المستوى من الجامعة العربية مشاورات في مجلس الأمن لتأجيل الإجراءات ضد الرئيس السوداني .
و أعلنت الجامعة استمرار الجهود المشتركة مع الاتحاد الأفريقي و منظمة المؤتمر الإسلامي و حركة عدم الانحياز لمواجهة الآثار المترتبة على قرار الجنائية في حق البشير ، بما في ذلك إرسال وفد مشترك رفيع المستوى إلى مجلس الأمن الدولي .
و قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في الاجتماع أن هناك مسؤولية أمام مجلس الأمن لتأجيل القرار لمدة عام حتى يمكن التعامل مع الموضوع .
و اضاف موسى قائلا "إن الموضوع لم يغلق و هناك إمكانية لتطبيق المادة السادسة عشرة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تقضي بتأجيل الإجراءات المتخذة من قبل المحكمة بعد صدور القرار" .
الى ذلك ، دعت بكين مجلس الأمن إلى تعليق مذكرة توقيف البشير . و قالت الخارجية الصينية في بيان "نأمل أن يطلب مجلس الأمن من المحكمة الجنائية الدولية وقف الإجراءات بهذه القضية" .
في السياق ذاته ، يعقد مجلس الأمن و السلم الأفريقي اجتماعا اليوم بأديس أبابا لبحث الأزمة بين السودان و المحكمة الجنائية .
هذا و عقد وزراء الخارجية العرب أمس الاربعاء ، اجتماعا طارئا بعد صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير .
و قرر الوزراء إرسال وفد وزاري عربي و أفريقي الى مجلس الامن لشرح الموقف العربي من قرار المحكمة الجنائية الدولية لمتابعة قضية توقيف الرئيس السوداني عمر البشير و حث المجلس على تجميد المذكرة .
و كان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ اعلن الاربعاء ان مذكرة التوقيف التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير تهدد السلام في السودان .
كما حذر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط من التداعيات السلبية المحتملة لقرار المحكمة الدولية على الوضع في السودان .
و ابدى المندوب الليبي لدى الامم المتحدة ابراهيم دباشي ، تفاؤله لجهة تعطيل مفعول مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير في حال صدورها .
وقال مبعوث الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف للسودان الاربعاء ان اصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير تشكل "سابقة خطيرة" .
في هذه الاثناء ، تواصلت تظاهرات التضامن و التاييد للرئيس البشير الرافضة لمذكرة توقيفه و خرج الاف السودانيين من مختلف فئات الشعب و المناطق الى شوارع العاصمة الخرطوم و غيرها من مدن البلاد .
و كانت المحكمة الجنائية الدولية صدرت الاربعاء مذكرة اعتقال ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور، واسقطت تهمة الابادة .