رمز الخبر: ۱۱۲۲۷
تأريخ النشر: 09:42 - 10 March 2009

عصر ایران -  (رويترز) - قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم الاثنين ان الانتخابات البرلمانية اللبنانية المقررة في السابع من يونيو حزيران ستفضي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع باعتراف دولي حتى اذا فاز حزب الله وحلفاؤه بالانتخابات.

وفي اول تعليق لمسؤول بارز في حزب الله رحب الشيخ قاسم باعلان بريطانيا استعدادها لاجراء محادثات مع حزب الله قائلا "نحن نرحب بهذه المراجعة البريطانية وربما تكون هناك لقاءات في الايام القادمة. ليس هناك اي اجراء تنفيذي حتى هذه اللحظة لكن الاعلان البريطاني مؤشر على امكانية حصول مثل هذا اللقاء عندما يطلب احد الطرفين بشكل عادي وطبيعي."

وكان الوزير بوزارة الخارجية البريطانية بيل راميل قال الاسبوع الماضي ان الحكومة البريطانية غيرت موقفها لان حزب الله انضم الى حكومة وحدة وطنية في يوليو تموز الماضي بموجب اتفاق وضع نهاية لصراع سياسي اصاب البلاد بالشلل.

وقال الشيخ قاسم في مقابلة مع رويترز ان "حزب الله لم يغير موقفه الايجابي من الانفتاح على الدول الاوروبية المختلفة وله اتصالات واسعة وهناك عدد من وزراء الخارجية الاوروبيين عندما اتوا الى لبنان التقوا مع مسؤولين في حزب الله وكانت بريطانيا قد اتخذت موقفا من جهتها بعدم اللقاء مع حزب الله."

واضاف "الان هناك مراجعة بريطانية لهذا الموقف بعد ان ادركوا تماما دور حزب الله في الساحة اللبنانية وحضوره الشعبي الوازن والمؤثر والفعال."

ومضى يقول "الى الان لا يوجد اتصال مباشر ولا يوجد طلب للقاء لكن نتوقع ان يحصل هذا الامر قريبا لانه بالاصل لم يكن هناك مانع من جهتنا اذا حصل اللقاء بشكل معلن وواضح وهذا الموقف البريطاني الان يسهل مثل هذا اللقاء."

وأرجع نائب الامين العام لحزب الله الموقف البريطاني الى وجود "متغيرات في المنطقة وفي العالم خاصة بعد سقوط (الرئيس الامريكي السابق جورج) بوش وسقوط اسلوبه ومنهجه السياسي المعتمد على القوة وفرض السلطة ومحاولة ارغام الاخرين لقبول السياسات الامريكية... نحن الان امام مرحلة جديدة على المستوى الدولي."

وأكد الشيخ قاسم ان حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها بعد الانتخابات البرلمانية لن تتم مقاطعتها من قبل الغرب على غرار ما حصل مع حركة حماس عقب فوزها في الانتخابات الفلسطينية عام 2006.

وقال "ليس عندنا ادنى خشية بمقاطعة حكومة تربح فيها المعارضة لاننا من الان نلتقي مع مندوبين من دول اوروبية ومؤسسات دولية ويخبروننا بشكل واضح مواقف حكوماتهم ومنظماتهم بانهم سيتعاملون مع من ينجح حتى ولو نجحت المعارضة لان لبنان في حاجة للجميع."

ويتوقع ان تكون الانتخابات البرلمانية سباقا متقاربا بين الفصائل المناهضة لسوريا وتحالف المعارضة وفي مقدمته حزب الله. وينظر الى هذه الانتخابات على انها المحطة السياسية الرئيسية التالية في البلاد التي عانت من انقسامات عميقة منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام 2005.

وقال الشيخ قاسم "انا اتوقع ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية كائنا من كان الرابح او الخاسر في الاغلبية... ونتوقع ان تفوز المعارضة باغلبية تصل الى زيادة ثلاثة او اربعة عن المعدل الوسطي يعني حوالي 67 او 68 نائبا" من اصل 128 نائبا في البرلمان.

ولحزب الله 14 نائبا في البرلمان حاليا ويشارك في الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005 وله وزير واحد في الحكومة الحالية ولكنه يتمتع مع حلفائه بصوت مؤثر يخوله المشاركة في اتخاذ القرارات المهمة.

واعتبر نائب الامين العام لحزب الله "ان الانتخابات ستجري في موعدها ان شاء الله بحسب المعطيات المتوفرة لدينا لكن هل يمكن ان تحصل بعض الطوارىء هذا امر في علم الله."

وقال "عندما يعتقد كل طرف من الطرفين في المعارضة والموالاة انه سيفوز بالاغلبية هذا يعني ان يكون هناك حافز للمحافظة على سلام اجراء الانتخابات في وقتها املا بالنجاح وبالتالي القاعدة ان تجري الانتخابات وهذا الامر الطبيعي."

ويعتبر التنافس بين سوريا والمملكة العربية السعودية التي تدعم تحالف قوى الرابع عشر من مارس اذار من بين العوامل التي اججت الازمة التي ادت الى انزلاق البلاد الى صراع مسلح في مايو ايار الماضي.

وعقب الشيخ قاسم على التقارب السعودي السوري الاخير قائلا "من المبكر ان نرى اثارا واسعة للتقارب السعودي السوري لكن نستطيع ان نتلمس اجواء التهدئة السياسية بلبنان بوضوح نتيجة هذا التقارب."

لكنه قال "لا اعتقد انه يوجد اي اثر لهذا التقارب على تركيبة الانتخابات من ناحية وجود معارضة وموالاة ولوائح انتخابية لكن قد نشهد بعض الاثار لهذا التقارب بعد الانتخابات النيابية ما يساعد على ضبط الساحة من التوتر الذي كان قائما فترة طويلة من الزمن."

وطالب الشيخ قاسم "بعض الدول العربية الفاعلة ان لا تفتعل مشكلة اسمها العلاقات العربية الايرانية واظن ان الجميع من مصلحتهم علاقات جيدة بين ايران والعرب وهي قد خطت خطوات مهمة جدا حتى في العلاقة مع السعودية ودول الخليج."

واضاف "برأينا توجد ضغوط امريكية ترغب ان تثير المشكلة العربية الايرانية لمصلحة اسرائيل فعلى هذه الدول ان تنتبه لمصلحتها لا لمصلحة اسرائيل."

واستبعد الشيخ نعيم قاسم الذي خاض حزبه حربا على مدى 34 يوما مع اسرائيل عام 2006 حصول حرب جديدة في المدى القريب لكنه قال "في المستقبل البعيد كل الامور ممكنة."

كما استبعد فرص التقدم في اي محادثات اخرى مع اسرائيل ان كان على المسار السوري او الفلسطيني وقال "مع وجود حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين) نتنياهو لا يوجد شيء اسمه مسار تسوية او مسار سلام."