رمز الخبر: ۱۱۴۸۷
تأريخ النشر: 21:57 - 20 March 2009
لكن مساعد الرئيس الايراني قال "أظهرت الامة الايرانية أن بمقدورها نسيان السلوك المتسرع لكننا ننتظر خطوات عملية من جانب الولايات المتحدة".

عصر ايران - واشنطن/ طهران - رويترز - قدم الرئيس الامريكي باراك اوباما اقوى عرض حتى الآن ببداية جديدة في العلاقات مع ايران التي اعلنت عن ترحيبها الحذر لكنها قالت يوم الجمعة انها تنتظر "خطوات عملية" وليس أقوال.

وقال اوباما في رسالة مصورة هي الاولى من نوعها وجهت الى وسائل اعلام في الشرق الاوسط بمناسبة العام الايراني الجديد "الولايات المتحدة تريد ان تتبوأ ايران المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي. لكم ذلك الحق لكنه يأتي مع مسؤوليات حقيقية."

واضاف "هذه المكانة لا يمكن الوصول اليها من خلال الارهاب او الاسلحة ولكن من خلال الافعال السلمية التي تظهر العظمة الحقيقية للشعب الايراني وحضارته."

والعلاقات مجمدة تقريبا بين واشنطن وطهران منذ عقود ولا تزال تحيط بها الخلافات بسبب البرنامج النووي الايراني والعراق واسرائيل وقضايا شائكة اخرى.

وفي رسالتين منفصلتين الى الامة الايرانية بمناسبة العام الجديد لم يشر الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي ولا الرئيس محمود احمدي نجاد الى عرض اوباما.
 
لكن علي اكبر جوانفكر مساعد الرئيس الايراني قال لرويترز "أظهرت الامة الايرانية أن بمقدورها نسيان السلوك المتسرع لكننا ننتظر خطوات عملية من جانب الولايات المتحدة".

وأضاف "ما قدمته ادارة أوباما حتى الان هو الكلام فقط" ودعا أوباما الى القيام "بتغييرات جذرية في سياسته تجاه ايران".

وتتهم الولايات المتحدة ايران بدعم جماعات متشددة والسعي لتطوير أسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني للطاقة الذرية. وتنفي ايران ذلك.

وقال جوانفكر ان ايران ترحب "باهتمام الحكومة الامريكية بتسوية الخلافات (مع ايران)."

لكنه أضاف "ينبغي أن تدرك الحكومة الامريكية أخطاءها السابقة وأن تبذل جهودا لتصحيحها." واستطرد "العقوبات غير المحدودة التي لا تزال قائمة والتي جددتها الولايات المتحدة هي خطأ وينبغي مراجعتها."

وأشار جوانفكر أيضا بشكل خاص الى الدعم الامريكي لاسرائيل في المنطقة قائلا "دعم اسرائيل ليس اشارة ودودة."

ووزع البيت الابيض شريط الفيديو مع ترجمة على الشاشة باللغة الفارسية ونشره على موقع البيت الابيض على شبكة الانترنت ليتزامن مع احتفال ايران بعيد النيروز او مقدم الربيع.

لكن نداءه لم يظهر أو يذكر خلال النشرة الاخبارية الرئيسية بالتلفزيون الايراني الرسمي الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي رغم أن وكالات أنباء ايرانية بينها وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمية تطرقت اليه.

ورحبت فرنسا والمانيا اللتان قادتا مع بريطانيا جهودا للاتحاد الاوروبي لاقناع ايران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم بمبادرة اوباما. ولم تكلل هذه الجهود بالنجاح.

وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل "اعتقد ان الرسالة تعكس بالتحديد ما كان يريده الاوروبيون دائما.. وهو تقديم عرض الى ايران و..(امل) ان يتم الاستفادة منه."

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "من جهتي ما زلت مقتنعا انه مع وصول برميل برنت (النفط الخام) الى اقل من 50 دولارا فان سياسة العقوبات تظل مناسبة ولكن هناك حاجة في نفس الوقت للحوار."

ووصف محمد حسن خاني استاذ العلاقات الدولية المساعد بجامعة الامام الصادق في طهران دعوة أوباما بأنها اشارة ايجابية لكنه اشار الى أنها جاءت بعد أسبوع فقط من تمديد الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية.

وقال "هذا متضارب بطريقة أو بأخرى .. ويثير بلبلة عند الناس هنا."

وعبر اوباما بالفعل عن استعداده لاجراء اتصالات دبلوماسية مباشرة مع طهران في تحول كبير عن سياسات الرئيس السابق جورج بوش التي كانت تهدف الى عزل ايران التي وصفها ذات يوم بانها جزء من "محور للشر".

ويطالب أحمدي نجاد واشنطن بالاعتذار عن عقود من "الجرائم" بحق الجمهورية الاسلامية. وتقول طهران أيضا انه لا يمكنها أن تطمئن ما دامت القوات الامريكية منتشرة على حدودها في العراق وأفغانستان.

ويقول محللون ان ايران تضع شروطا صعبة للحوار مع الولايات المتحدة في محاولة لكسب الوقت من اجل عملية صنع القرار التي تستغرق وقتا لديها.

ويزيد من عدم اليقين أن الجمهورية الاسلامية ستجري انتخابات رئاسية في يونيو حزيران قد تعزز الاصوات المعتدلة المؤيدة لتهدئة التوترات في مواجهة خصومهم الاكثر تشددا.

وفي نهاية المطاف فان تقرير السياسة يرجع الى الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي. ويقول محللون ان أي قرار سيقوم على حماية نظام حكم رجال الدين.

وسيكون للتقارب مع واشنطن اثر في ارجاء الشرق الاوسط وعلى سبيل المثال في لبنان حيث تحظى جماعة حزب الله الشيعية التي لها جناح عسكري قوي بدعم طهران.

وقال اسامة صفا مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية انه على الرغم من ان عرض اوباما غير قاطع الا انه يمثل بداية طيبة لا سيما بالنسبة للبنان.

ومع ان اوباما لم يصل الى حد تقديم عروض محددة فانه قال انه يسعى الى "مستقبل يتميز بعلاقات جديدة بين شعبينا وفرص أكبر للشراكة والتجارة."

وسلم اوباما بان "هذا لن يكون بلوغه سهلا."