رمز الخبر: ۱۱۵۹۲
تأريخ النشر: 12:21 - 29 March 2009
عصرایران -  بعد اعلانها عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية مطلع الشهر الجاري ، و اللجوء لخطاب "طائفي" لتبرير اتخاذ هذه الخطوة الدبلوماسية امام شعبها ، تدرس الحكومة المغربية ، إثارة "الملف الطائفي" و اتهام طهران بما تزعمه "الاساءة للمذهب المالكي السني" اثناء انعقاد القمة العربية في الدوحة .
 
و افادت وكالة انباء فارس بأن مصادر مغربية مطلعة كشفت لشبكة «نهرين نت» الاخبارية ، ان هذا المقترح تم مناقشته بين كبار المسؤولين في المملكة المغربية و تحديدا بين الملك محمد السادس و وزير خارجيته الطيب الفاسي و مستشار الملك الاول اندريه زولاي ، و هو من اليهود المغاربة ، لكن يعض المسؤولين في وزارة الخارجية المغربية ممن استطلعت اراؤهم بهذا المقترح ، أبدوا
"تحفظا" عليه ، كونه لن يترك اثارة مثل هذا الموضوع اثر يذكر في اعمال القمة و في قراراتها ، سوى الاثارة الاعلامية المؤقته ، بل سيواجه هذا المقترح ، صعوبة في اية محاولة من الوفد المغربي لادراج فقرة بشانه في البيان الختامي للقمة ، يؤيد المغرب في الدفاع عن خصوصيته الطائفية .

و اضافت المصادر بأنه حتى و ان اتخذت لهجة هذه الفقرة ، منحا مرن يتضمن "دعوة و ليس توجيه اتهامات" تشير الى ايران ، تلميحا دون ذكر اسمها ، الى تجنب اي نشاطات تسئ الى معتقدات مذهبية لدول عربية .

و يعتقد هؤلاء الدبلوماسيون المغاربة المتحفظون على اثارة الوفد المغربي في القمة العربية لهذا الموضوع ، ان سبب تحفظهم ، هو لادراكهم ان "الجو العام" للقمة العربية في الدوحة يتجه الى تكثيف الجهود لتحقيق المصالحة بين الدول العربية و بين الفلسطينيين . و اقترح هؤلاء بأن تتم اثارة هذا الملف ، فقط ، في اللقاءات الجانبية للوفد الذي سيمثل المغرب في القمة ، مع قادة الوفود العربية المشاركة .

و حسب هذه المصادر ، فان سبب هذا الموقف المتحفظ لكبار موظفي الخارجية المغربية ، المخالفين لمقترح مستشار الملك اندري ازولاي ، و وزير خارجيته الطيب الفاسي ، هو ان اثارة الاتهامات الطائفية ضد ايران ، لن يكون اكثر من مجرد "اثارة اعلامية" ، و لن يكون هناك حظ لتمريرها في فقرات البيان الختامي ، لان في القمة دولا صديقة للجمهوية الاسلامية الايرانية سوف تسارع للاعتراض على توجيه مثل هذه الاتهامات لها ، و رفضها من الاساس، خاصة و ان المغرب لم يقدم اية ادلة مادية تثبت ما زعمه بيان قطع العلاقة مع ايران من تهمة العمل على نشرها للمذهب الشيعي او حتى اساءتها للمذهب المالكي .

و يرى هؤلاء المتحفظون على موقف المستشار اندريه زولاي و الوزير الفاسي ، ان اقصى ما يمكن ان يقوم به الوفد المغربي للقمة سواء كان الملك او من ينوب عنه و هو الارجح ، هو تضمين كلمة المغرب في القمة اثارة هذه الاتهامات للجمهورية الاسلامية الايرانية و ليس اكثر .

و تعتقد مصادر مغربية بأن اسرائيل ، هي في الاساس وراء "ابتداع" فكرة الملف "الطائفي" و تضمينه في بيان الخارجية المغربية في تبرير قطع العلاقة مع طهران ، من خلال المستشار اندريه زولاي ، والذي ظهر على شكل فقرات اساسية من بين المبررات التي ساقتها الحكومة المغرية في بيانها بشان قطع العلاقة الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ، حيث جاء في احد مبررات نص البيان الذي اعلنت الرباط من خلاله قطع العلاقة مع مع طهران اتهامها "بالاساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة ، و المس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ، و وحدة عقيدته ، و مذهبه السُني المالكي"! .

و لم تستطع ان تشفع الخارجية المغربية هذا الاتهام بدليل واحد عملي يثبت قيام الدبلوماسيين الايرانيين في المغرب بالقيام بنشر المذهب الشيعي هناك .

و سبب اعتقاد مصادر مغربية مطلعة و مصادر اوروبية في باريس ، بوجود اصابع صهيونية وراء تضمين البيان ، مبررات طائفية وتوجيه الاتهامات لايران بمسها للمذهب المالكي ، هو ان صاحب مقترح توجيه هذه الاتهامات ، هو "اندريه زولاي" المستشار الاول للملك الذي يقوم بدور كبير و مؤثر في "تسويق" العلاقات الاسرائيلية مع المغرب و تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية و حتى الامنية ايضا ، بل تتعدى مهمة هذا المستشار الذي يوصف بالدهاء والقدرة ، على التخطيط والتاثير في البلاط الملكي ،الى القيام بـ "تسويق " المواقف الصهيونية ايضا في "لباس مغربي رسمي" للعالم العربي ، حيث يعرف عن المستشار زولاي ، امتلاكه لعلاقات وثيقة مع المسؤولين الاسرائيليين و هو يحمل دكتوراه فخرية من جامعة بن غوريون في فلسطين المحتلة . كما انه وراء موافقة الملك محمد السادس على قرار قطع علاقات المغرب مع فنزويلا بعد قيام الاخيرة ، بطرد السفير الاسرائيلي من كراكاس ، اثر عدوانها على غزة وارتكابها لجرائم قتل جماعية ضد المدنيين و خاصة الاطفال" .

يذكر ان تاريخ امتلاك المغرب لعلاقات مع اسرائيل يعود الى ثلاثة عقود ماضية ، حيث نجح الصهاينة في التغلغل في البلاط الملكي المغربي بشكل فعال ومؤثر ، على ضوئها ، قامت الحكومة المغربية بتقديم ما أسمته تل ابيب بـ "خدمات جليلة" لها ، و في مقدمتها دور المغرب في تطبيع علاقات اسرائيل مع عواصم عربية ، و السماح لاسرائيل بالتجسس على جلسات القمم العربية التي تعقد في الرباط . كما ان الملك الراحل محمد الخامس ، الذي يتراس لجنة الدفاع عن القدس !! هو "عراب "توقيع اتفاقية السلام بين مصر و اسرائيل وقيامه بترتيب لقاءات السادات بالزعماء الاسرائيليين وقيامه بزيارة الكنيست الاسرائيلي ، كما أكدت ذلك تقارير غربية و اسرائيلية ومذكرات الساسة وقادة اجهزة الموساد .

وعلى صعيد محاولات اثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة في العالم العربي والاسلامي ، ابدت اسرائيل ، اهتماما موسعا بهذا
"الملف" و عملت بشكل موسع وكبير في اثارة ملف "الفتنة الطائفية" في العالم العربي والاسلامي ، و خاصة بعد هزيمتها في حرب تموز عام 2006 في حربها على حزب الله في لبنان .
 
و تضاعف هذا الجهد الاستخباراتي والسياسي والاعلامي في اثارة ملف هذه الفتنة ايضا ، بعد انتصار حماس والمقاومة الفلسطينية في صد العدوان الصهيوني الاخير . و شاركت في تاجيج اوراها ، فتاوى لعلماء وهابيين متطرفين مقربين للحكم السعودي و وسائل اعلام عربية .