رمز الخبر: ۱۱۶۴۲
تأريخ النشر: 08:55 - 31 March 2009

عصرایران -  (رويترز) - أعربت القمة العربية عن دعمها للرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الاثنين رافضة قرار الاعتقال الدولي الذي صدر ضده بسبب اتهامه بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

وأفاد البيان الختامي الذي تلي في القمة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة "نؤكد على تضامننا مع السودان ورفضنا لقرار الدائرة التمهيدية الاولى للمحكمة الجنائية الدولية بشأن فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير ودعمنا للسودان الشقيق في مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه."

ووجه البشير الشكر للقمة قائلا ان امر الاعتقال الصادر ضده " يستهدف وحدة السودان الوطنية" وتعهد بالعمل على حل مشكلات السودان. واضاف "السودان سيعمل بكل قوته من خلال القمة ورئاستها للوصول الى الاستقرار والسلام في كافة ربوعه."

ووصل البشير يوم الاحد الى هذه الدولة الخليجية الصغيرة عقب زيارات لمصر واريتريا وليبيا في الاسابيع التي تلت اتهام المحكمة الجنائية الدولية له بتدبير جرائم حرب في دارفور.

وبعد رحيل الرئيس العراقي صدام حسين فان تطبيق العدالة الدولية على الزعيم السوداني ستكون مبعث قلق اخر بالنسبة للزعماء العرب الذين تتهمهم جماعات حقوقية بالقمع.

ووصفت قطر وهي أكبر مصدر للغاز المسال في العالم القمة بأنها فرصة للمصالحة بين الدول العربية بشأن سلسلة من النزاعات الاقليمية ذات الصلة بالقوة الشيعية غير العربية ايران.

وجرت مصالحة مفاجئة فيما يبدو لكن من نوع اخر عندما اجتمع الزعيم الليبي معمر القذافي مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حوالي 30 دقيقة على هامش القمة لانهاء خلاف يعود الى انقسام علني قبيح على العلاقات مع الولايات المتحدة في قمة عربية عام 2003.

وكان القذافي قد قاطع الجلسة الافتتاحية بخطاب غير مقرر بدا وكأن القذافي يشن هجوما جديدا على الملك السعودي.

وقال القذافي موجها حديثه للملك عبد الله "بهذه المناسبة أقول لاخي (العاهل السعودي) عبد الله مضى ست سنوات وأنت هارب وخائف من المواجهة... وأريد أن أطمئنك بألا تخاف.. وأقول لك بعد ست سنوات ثبت أنك أنت الذي الكذب وراءك والقبر أمامك.. وأنت هو الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك أمريكا.. واحتراما للامة أعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى."

وأكمل القذافي كلمته في نبرة تصالحية مما دفع الوفود المشاركة في القمة الى التصفيق. ووجه الزعيم الليبي حديثه الى العاهل السعودي قائلا "المشكلة التي بيني وبينك قد انتهت وأنا مستعد لزيارتك وان أنت تزورني."

وستستضيف ليبيا قمة العام المقبل.

وحضر العاهل السعودي الملك عبد الله القمة رغم مخاوفه من السياسة القطرية تجاه ايران حيث يعتبر أن الاولوية للمصالحة. وتخشى الرياض أن تنهي واشنطن نزاعها مع ايران على حسابها رغم انها حليفتها التقليدية في الخليج وتجمعهما علاقة النفط مقابل الامن.

وغاب الرئيس المصري حسني مبارك عن القمة بسبب الغضب من محاولات قطر لحشد الدول العربية وايران خلف حماس أثناء حرب اسرائيل على قطاع غزة الخاضع لسيطرة الحركة الاسلامية.

وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني مازحا في مؤتمر صحفي عقد لاحقا انه يمكن تقسيم المصالحات حتى تزول الخصومات بين الجميع.

وتسعى الحكومات العربية للتعامل مع النفوذ السياسي لايران منذ أن جاء الغزو الامريكي للعراق عام 2003 بالشيعة للحكم في بغداد بعد ان تعرضوا هناك لكثير من القمع.

لكن قطر احتفظت بروابط وثيقة مع ايران بالرغم من تعرضها لضغوط امريكية وعربية كي تنأى عن الدولة التي يشكون في أنها تسعى لتطوير أسلحة نووية.

ويرى الزعيمان المصري والسعودي أن يد ايران وراء قوة حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الاراضي الفلسطينية وكل منهما جماعة اسلامية ترفض نبذ العمل المسلح في الصراع التاريخي للعرب مع اسرائيل.

وخلافا لذلك بدا القادة العرب متحدين الى حد بعيد بشأن البشير واحتشدوا حوله منذ صدور امر الاعتقال الشهر الماضي.

وسارعت الدول العربية بالاعلان عن دعمها للرئيس السوداني في الشهر الماضي.

واستشهدت بعض الدول بغياب الاجراءات الدولية ضد اسرائيل في هجومها الذي استمر ثلاثة اسابيع على قطاع غزة وأودى بحياة 1300 فلسطيني. ويرى العرب ازدواجية في المعايير تطلق يد اسرائيل في ارتكاب الانتهاكات.

وقال مسؤولون في الدوحة ان المملكة العربية السعودية مارست ضغوطا على القمة التي تشارك فيها 22 دولة عربية للاعراب عن الدعم القوي للسودان.