رمز الخبر: ۱۱۶۹۷
تأريخ النشر: 14:27 - 04 April 2009

عصرایران -بی بی سی -  لم يتمكن زعماء الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي من الاتفاق على اختيار امين عام جديد للحلف، وذلك في اليوم الاول من قمتهم التي عقدت في المانيا.

فبينما حثت المانيا الدول الاعضاء في الحلف على اختيار رئيس الحكومة الدنماركية اندرز فوج راسموسن امينا عاما للحلف، تصر تركيا على ان يختار الناتو مرشحا آخر لشغل المنصب الذي سيشغر عند انتهاء فترة ولاية الامين العام الحالي الهولندي ياب دي هوب شيفر في شهر يوليو/تموز المقبل.

وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قد عبرت عن ثقتها في وقت سابق بتعيين امين عام جديد لحلف شمال الاطلسي مساء الجمعة.

وقالت ميركل للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الاميركي "انا واثقة باننا سنعين امينا عاما جديدا لحلف شمال الاطلسي هذا المساء خلال عشاء عمل يجمع القادة الـ 28 الاعضاء في الحلف الاطلسي".

وتعد تصريحات ميركل اول موقف علني مؤيد لزميلها الدنماركي الذي يواجه ترشيحه معارضة تركية.

وتتعلق المعارضة التركية بسبب موقفه تجاه رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد نشرتها الصحف الدنماركية واثارت ضجة في العالم الاسلامي.

افغانستان

وستستأنف القمة - التي تستضيفها شراكة كل من المانيا وفرنسا - اعمالها يوم السبت.

الا ان الموضوع الذي يطغى على جدول اعمال القمة - التي عقدت بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 60 لتأسيس الحلف - هو افغانستان والمهمة التي يقوم بها الحلف في ذلك البلد.

ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية جوناثان ماركوز إن اخفاق الزعماء في الاتفاق على مرشح جديد لشغل منصب الامين العام يعتبر مصدر احراج، ولكنهم (اي زعماء الدول الاعضاء) لا يريدون لهذا الموضوع ان يخيم بظلاله على المواد الاخرى المدرجة في جدول اعمالهم.

وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد دعا يوم الجمعة الى استخدام اكثر فعالية لقدرات الحلف في افغانستان، وشدد على التهديد الذي يشكله مسلحو القاعدة.

وقال اوباما إن اوروبا اكثر عرضة لهجوم من القاعدة من الولايات المتحدة لأنها اقرب جغرافياً إلى المنطقة التي ينشط فيها التنظيم.

وأضاف اوباما في مؤتمر صحفي في ستراسبورج التي تحولت الى قلعة محصنة يواجه فيها عناصر الشرطة متظاهرين مناهضين للناتو "من المرجح أن تكون القاعدة أكثر قدرة على شن هجوم إرهابي جدي على اوروبا من أن تشنه على الولايات المتحدة بسبب القرب".

وقال اوباما ان على اوروبا الا تتوقع من الولايات المتحدة تحمل عبء خوض الحملة ضد الارهاب وحدها.

من جانبه، تبرع رئيس الحكومة البريطانية جوردون براون بزيادة عدد القوات البريطانية العاملة في افغانستان زيادة مؤقتة.

يذكر ان لبريطانيا الآن 8300 جندي في افغانستان، وهي ثاني اكبر مشاركة غربية بعد المشاركة الامريكية.

لكن الأمين العام لحلف الناتو ياب دي هوب شيفر قال إنه قد يكون من الصعب اقناع اوروبا بتوسيع مساهمتها العسكرية في افغانستان لأن القوانين المخطط لتطبيقها في ذلك البلد تنتهك حقوق الانسان.

وأشار شيفر إلى قانون يقر الاغتصاب ضمن الزواج، مضيفاً "كيف يمكنني أن ادافع عن ذلك الأمر، وكيف يمكن للبريطانيين أن يدافعوا عنه".

وفي الشأن الايراني، قال أوباما انه يجب الا يسمح لايران بتطوير اسلحة نووية.

وأضاف "لا نستطيع تحمل سباق نووي في الشرق الاوسط."

فراق

وقال الرئيس الامريكي في معرض تطرقه الى القضايا الدفاعية بشكل عام: "نريد ان نرى اوروبا تمتلك قدرات عسكرية اكبر بكثير."

ومضى للقول: "نتطلع الى تكوين شراكة مع اوروبا، ولذا فكلما امتلك الاوروبيون قدرات دفاعية اقوى كلما تمكننا من مواجهة التهديدات المشتركة التي نواجهها بشكل منسق."

وفي وقت لاحق، قال الرئيس اوباما لجمع في مدينة ستراسبورغ الفرنسية إن الولايات المتحدة واوروبا سمحتا للتحالف بينهما ان يضعف في السنوات الاخيرة.

وقال إن الولايات المتحدة تصرفت بتعال ازاء حلفائها الاوروبيين، بينما نمت بين الاوروبيين مشاعر كراهية للولايات المتحدة. وشدد اوباما على ضرورة تغيير هذه المواقف.

وقال: "جئت الى اوروبا هذا الاسبوع من اجل تجديد شراكتنا، وهي شراكة تستمع فيها امريكا الى نصائح اصدقائها وحلفائها وتتعلم منهم، ولكنها ايضا شراكة يتحمل فيها اصدقاؤنا وحلفاؤنا حقهم من المسؤوليات."

واعلن الرئيس اوباما ان هدف الولايات المتحدة هو تخليص العالم نهائيا من الاسلحة النووية، مضيفا انه سيدلي بتفاصيل مشروعه الخاص بمنع انتشار الاسلحة النووية في كلمة من المقرر ان يلقيها في العاصمة التشيكية براغ يوم الاحد.

وقال: "بالرغم من انتهاء الحرب الباردة، فإن انتشار الاسلحة النووية وسرقة المواد المشعة قد يؤديان الى ازالة اية مدينة من مدن هذا الكوكب عن بكرة ابيها."

تظاهرات

في هذه الاثناء بدأت التظاهرات في ستراسبورج احتجاجاً على سياسات الناتو، حيث اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لتفريق المتظاهرين.

وطافت مجموعات من الشباب في ضواحي المدينة يحملون لافتات كتب عليها "اوقفوا القمع في لندن وستراسبورج"، في إشارة إلى المظاهرات التي شهدتها لندن تزامناً مع قمة العشرين.

وحطم المتظاهرون واجهات المحلات التجارية ووضعوا حواجز في الطرقات.

الناتو

ويعتبر حلف شمال الاطلسي منظمة عسكرية دفاعية مشتركة تدخل في عضويتها 28 دولة.

وقد انشىء الحلف بموجب معاهدة ابرمت في ابريل/نيسان 1949 في العاصمة الامريكية واشنطن. وكان هدف المنظمة انذاك التصدي للتهديد السوفيتي وقد تأسست على مبدأ التضامن المشترك بين جميع اعضائها.

وكانت فرنسا قد اعلنت الشهر الماضي العودة الى قيادة الناتو بعد اكثر من اربعة عقود من الغياب اثر سحب الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول باريس من القيادة عام 1966.