رمز الخبر: ۱۱۷۰۱
تأريخ النشر: 08:32 - 05 April 2009

عصرایران ـ القدس العربی -  تقر السلطات الجزائرية انها لا تجد تفسيرا لظاهرة "الحراقة"، اولئك الشبان الذين لا يصدقون وعود المرشحين الى الانتخابات الرئاسية المقررة الخميس المقبل ويبحرون مهاجرين كالذي يلقي بنفسه من اعلى برج يحترق معتبرين ان المهم هو الرحيل.

واطلق عليهم اسم الحراقة لانهم "يحرقون" الحدود اي يعبرونها من دون تصريح، ويجازفون بحياتهم مهاجرين بشكل غير شرعي في زوارق هشة متوجهين الى السواحل الاوروبية.

وغالبا ما ينتهي بهم الامر في شباك خفر السواحل او يختفون في مياه البحر المتوسط او تنتشل جثتهم بعد ايام.

ويقول العديد من الراغبين في الهجرة "افضل ان يأكلني السمك بدلا من الدود" وكأنهم يرفضون ان يواروا تراب بلدهم.

وكثيرا ما تفيد الصحف عن اخبار تلك المحاولات للوصول الى اوروبا. وذكرت صحيفة الخبر الاثنين انه تم احصاء عشرين جثة "حراقة" في مشرحة ازمير في تركيا.

وقد عبر اكثر من 67 الف شخص المتوسط بهدف طلب اللجوء في اوروبا خلال 2008 بلغ منهم 36 الفا في لامبيدوزا اقصى جنوب ايطاليا، في ظاهرة يعتبرها معارضو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نقطة سوداء في سجله.

واوضح طاهر الذي فشل في محاولة الوصول الى اسبانيا "عندما تكون في طابق عال من برج يحترق، امامك خياران، اما ان تموت في مكانك او تقفز. ان احتمال الموت هو نفسه في الحالتين، لكنك عندما تختار القفز فانك تقرر مصيرك بنفسك اي انك تمسك بزمام حياتك".

ويرى هذا العامل في قطاع البناء (30 سنة) ان "المهم ليس الوصول، بل الرحيل".

من جهته قام سفيان (28 سنة) وهو تاجر شاب في وهران (غرب) عبثا بمحاولتين. فقد وصل في المحاولة الاولى الى اسبانيا لكنه اوقف وطرد بعد 45 يوما وقد كلفته الرحلة 2400 يورو. وفي المحاولة الثانية توقف على مشارف مدينة سبتة الاسبانية في المغرب. ولا يزال يأمل ببلوغ اوروبا يوما ما.

وفي دليل على هذا الاصرار كثيرا ما يروي الجزائريون قصة مهاجر شاب يطلق على نفسه اسم "تايتانيك" لان طاقم سفينة اسيوية القاه في البحر لكنه نجا باعجوبة واقسم انه سيعاود الكرة.

وخلافا لمهاجري دول افريقيا جنوب الصحراء الفارين من البؤس، يغادر الجزائريون بلدا حيث وعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المرشح للانتخابات الرئاسية الخميس باستثمار 150 مليار دولار واستحداث ثلاثة ملايين وظيفة خلال السنوات الخمس المقبلة.

ورغم قرار السلطات سن قانون لمعاقبة الهجرة غير الشرعية بتهمة "الخروج من الاراضي الوطنية بشكل غير قانوني" لا يزال المهاجرون يساهمون في اثراء المهربين تشجعهم على ذلك الروايات التي تسري في البلاد حول الذين نجحوا في العبور.

وغالبا ما يتم الرحيل في مجموعات من عشرة اشخاص تقريبا بعد شراء سترات النجاة وجهاز تحديد الموقع (جي.بي.اس)، على متن زورق مخبأ تحت رمل الشاطئ في انتظار الظروف الملائمة للابحار.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على العاطلين عن العمل فقط بل تشمل ايضا جامعيين وموظفين وحتى نساء.

ولا يبوح اولئك الشباب بشيء لعائلاتهم الا بعد فترة. فيبدأ حينها الانتظار المضني لاتصال هاتفي من الضفة الاخرى يعلن فيه المهاجر وصوله. وغياب الاتصال غالبا ما يعني حصول مأساة.