رمز الخبر: ۱۱۷۴۳
تأريخ النشر: 08:57 - 06 April 2009

عصرایران - في لبنان تجتاح السياسة ملاعب كرة القدم وكرة السلة فيحظر على الجمهور مشاهدة مباريات الرياضة الاكثر شعبية في العالم، بينما تتسم مباريات كرة السلة بالتوتر وغالبا بالمشاحنات الطائفية ما يهدد مستقبلها.

ويقول المدير العام لوزارة الشباب والرياضة في لبنان زيد خيامي، في كل انحاء العالم يتحمس الناس خلال مشاهدة مباراة رياضية، انما في لبنان تحولت الملاعب الى متنفس للازمة السياسية، لا سيما منذ تصاعد هذه الازمة بين الاكثرية والمعارضة في 2006.

وغالبا ما كان يترجم التوتر السياسي بين انصار الاكثرية المدعومة من الغرب وبعض الدول العربية والاقلية المدعومة من سوريا وايران في ملاعب كرة القدم مواجهات وتبادل شتائم وتضارب واعمال شغب، ما دفع المسؤولين في القطاع الرياضي الى التحرك.

ويقول الامين العام لاتحاد كرة القدم رهيف علامة كتدبير وقائي، منعنا الجمهور من مشاهدة مباريات بطولة لبنان في كرة القدم خوفا من تجاوزات في الشارع.

ويقع عدد من الملاعب في بيروت في احياء مختلطة بين السنة والشيعة، وهي المناطق التي شهدت في ايار/مايو مواجهات مسلحة بين الطرفين، الشيعة المناصرين لحزب الله ابرز قوى المعارضة والسنة المؤيدين للنائب سعد الحريري ابرز اركان الاكثرية النيابية.

وحدث في الماضي ان خرج جمهور كرة القدم من الملاعب غاضبا من نتيجة مباراة معينة وعمد الى تحطيم سيارات تابعة لاشخاص في الجمهور المقابل. وكانت هذه الحوادث تتطور الى تشابك والقاء حجارة وتضارب، متسببة بسقوط جرحى وباضرار مادية.

وقال عباس عطوي، كابتن فريق النجمة الذي يتمتع باكبر جمهور في لبنان، في كل مرة اشارك في مباراة محلية اكون حزينا جدا بسبب عدم وجود الجمهور في المدارج، مضيفا الجمهور هو روح كرة القدم.

وأشار الى انه مع اعضاء فريقه باتوا ينظرون الى المباريات على انها مجرد تدريبات.

وبين عباس ايوب (23 عاما) خلال مشاهدته مباراة في كرة السلة في ملعب المدينة الرياضية في بيروت بين فريق الحكمة الذي يتألف غالبية جمهوره من المسيحيين وفريق تبنين الذي يتألف غالبية جمهوره من الشيعة، اصبحت المدارج منصة لدعم السياسيين، لافتا إلى ان هذا امر مثير للاشمئزاز.

وكانت قوى من الجيش تواكب سير المباراة التي اقيمت اخيرا ولم يتردد خلالها انصار تبنين بالهتاف الله، نصرالله، الضاحية كلها، في اشارة الى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، والضاحية الجنوبية معقل الحزب الشيعي.

وفي الاسبوع الذي سبق وخلال مباراة شارك فيها ايضا نادي الحكمة في ملعب في جونية شمال بيروت وهي منطقة غالبية سكانها من المسيحيين، انبرى انصار الحكمة بالهتاف (الله، لبنان، حكيم وبس). والحكيم هو اللقب الذي يطلقه انصار حزب القوات اللبنانية على رئيس الحزب المسيحي سمير جعجع.

وفي الاطار نفسه، نشرت الصحف اخيرا صور انصار فريقين متنافسين مشتبكين بالايدي مع آثار تحطيم كراس في احد الملاعب.

وتبدأ المواجهات عادة احتجاجا على صفارة حكم أو الغاء هدف أو انذار يوجه الى أحد اللاعبين، وسرعان ما يأخذ بعدا سياسيا أو طائفيا، فتبدأ الشتائم ثم التشابك.

وبات معروفا ان جمهور نادي الحكمة قريب من القوات اللبنانية وجمهور نادي تبنين قريب من حركة أمل بزعامة رئيسها ورئيس المجلس النيابي الشيعي نبيه بري، وجمهور نادي الرياضي قريب من تيار المستقبل بزعامة النائب السني سعد الحريري وجمهور نادي الشانفيل قريب من التيار الوطني الحر بزعامة النائب المسيحي ميشال عون.

وفي كرة القدم، جمهور فريق العهد بطل لبنان في 2008، يدعم حزب الله، بينما تيار المستقبل يسيطر على فريقي النجمة والانصار.

ونتيجة لذلك، يرى هواة كرة القدم انفسهم مجبرين على مشاهدة مباريات رياضتهم المفضلة عبر شاشات التلفزة.

وقال روجيه شعيا هذا غير مقبول عليهم على الاقل ان يسمحوا لعدد محدد من المدعوين بمشاهدة المباريات.

وباتت الاندية الرياضية المحرومة من المشاهدين وبالتالي من الدعم الاعلاني، غير قابلة للاستمرار من دون دعم احزاب سياسية او مبادرات فردية.

ولخص علامة اذا استمر هذا الوضع ستكون نهاية كرة القدم اللبنانية مأسوية.