رمز الخبر: ۱۱۸۰۸
تأريخ النشر: 15:09 - 07 April 2009

المصالحة مطلب وطني عاجل

عصرایران - جولة من المحادثات بين الفصائل الفلسطينية وتحديدا (حماس) و (فتح) ينتهي بها الامر الى الاخفاق والفشل بعد جولة سابقة ويحدد موعد جديد لجولة ثالثة اذ ربما خامسة في القاهرة التي تبذل جهودا من اجل تحقيق التوافق الداخلي بين الفصائل الفلسطينية وتبدي من سعة الصدر والتأني ما هو جدير بارض الكنانة المرتبطة تاريخيا واستراتيجيا مع القضية الفلسطينية.

 
الا ان الخلافات بين الحركتين الكبيرتين على قضايا جانبية مهما يكن من نظرة الفصيلين اليها، هذه الخلافات لا نجد سبيلها الى الحل بل تكون السبب في تعثر المفاوضات ووصولها الى الطريق المسدود.

والسؤال الذي يطرحه المواطنون الفلسطينيون وربما يتجاوزهم الى العرب والعالم كله هو: هل تتعايش الفصائل التي تعجز عن الاتفاق فيما بينها مع الواقع الفلسطيني المأساوي ومع ما اصاب القضية الفلسطينية من التآكل على الصعيدين العربي والدولي ام ان قياداتها معزولة عن هذا الواقع في ابراج النقاشات العقيمة بينما يضيع الوطن قطعة بعد قطعة وبيتا بعد بيت؟

فالقدس التي اعلنوها عاصمة للثقافة العربية لهذا العام يجري تهويدها حارة بعد حارة ويتم الاستيلاء على منازل المواطنين جهارا نهارا بخاتم القضاء الاسرائيلي الذي يحابي المستوطنين علنا والحكومة الاسرائيلية الجديدة جعلت من شعار توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية عامة والقدس خاصة احد البنود المركزية في برنامجها الانتخابي متجاهلة حتى الاعتراف الشفوي بمؤتمر انابوليس وما يسمى بحل الدولتين.

هل تعلم هذه القيادات ام هي لا تعلم بان الانقسام الفلسطيني هو الذي نفذت منه اسرائيل والقوى المساندة لها لاحباط المشروع ا لوطني الفلسطيني وانه لولا وجود هذا الانقسام لما تمكنت اسرائيل من شن عدوانها المدمر على قطاع غزة ومواصلة حصارها للقطاع ووقف عملية اعادة اعمار ما دمره عدوانها من البيوت والمنشآت والمؤسسات العامة والخاصة؟

ان ابسط ما يتوجب على الفصائل الفلسطينية وقيادتها القيام به هو التفاعل مع الواقع المأساوي الفلسطيني بروح من تحمل المسؤولية الوطنية والالتقاء على ارضية الانتماء الوطني المشترك الذي تهون امامه كل الخلافات وتتضاءل كل الحساسيات والمنازعات ويصبح الوفاق والتفاهم والوحدة الوطنية من تحصيل الحاصل واسهل الواجبات والمهام.

وما يشعر به رجل الشارع الفلسطيني بل كل من لديه الحد الادنى من المنطق السليم والحساس العقلاني هو ان استمرار الخلاف والعجز عن الاتفاق دليل على الانفصال بين المتحاورين في القاهرة وبين الواقع الذي يحياه المواطنون الفلسطينيون:

فاسرائيل تواصل الاحتلال بكل ممارساته الجائرة والاستيطانية وترفض كل مسعى جاد لانهاء هيمنتها على الشعب الفلسطيني ومقدراته وهذه هي الحقيقة التي لا يختلف عليها احد والتي يجب ان تكون قاعدة للتفاهم الفصائلي المشترك ومنطقا للتحرك عربيا ودوليا في اتجاه وضع الاسرة الدولية امام مسؤولياتها ليس فقط لتقديم الدعم الاقتصادي بل كذلك للضغط على اسرائيل من اجل التسوية السياسية العادلة للقضية الفلسطينية.

فالمصالحة بين (حماس) و(فتح) هي مطلب فلسطيني وطني عاجل وملح واستمرار الانقسام الراهن مرفوض ومدان ومستنكر لانه لا يخدم سوى مصلحة الاحتلال في تصفية القضية وتكريس الاستيطان.
القدس - فلسطين