رمز الخبر: ۱۲۳۲۴
تأريخ النشر: 08:03 - 25 April 2009

عصرایران -  (رويترز) - أعلنت الشرطة العراقية انه في ثاني يوم من اعمال العنف الدامية فجرت انتحاريتان نفسيهما بالقرب من بوابتي مرقد مقدس لدى الشيعة في بغداد يوم الجمعة مما اسفر عن مقتل 60 شخصا.

وهجوم يوم الجمعة هو الاعنف في العراق منذ مقتل 63 شخصا في انفجار شاحنة ملغومة ببغداد يوم 17 يونيو حزيران من العام الماضي ويأتي وسط مخاوف متنامية من أن يكون التراجع الاخير للعنف في البلاد مجرد هدوء مؤقت.

وأضافت الشرطة أن 125 شخصا اخرين على الاقل أصيبوا في التفجيرين اللذين لم يفصل بينهما سوى دقائق قليلة عند مرقد الامام موسى الكاظم بحي الكاظمية الشيعي. وكان الكثير من القتلى والجرحى من الزوار الايرانيين.

وقالت الشرطة ان المهاجمتين اقتربتا من بوابتين مختلفتين للمرقد الذي كثيرا ما استهدفته جماعات مسلحة في الماضي . ويضم المرقد قبري امامين بارزين لدى الشيعة.

وقال اللواء جهاد الجابري مدير قسم مكافحة المتفجرات بوزارة الداخلية " الانتحاريتان استخدمتا الشوارع الفرعية للوصول الى المكان.. تجاوزتا نقاط التفتيش ولم تقتربا منهما لانهما جاءتا من خلال الافرع الجانبية.. لاحظتا وجود التجمع عند المدخلين وفجرتا نفسيهما."

وقال ان المهاجمتين وضعتا حقيبتين من الجلد مملؤتين بالمتفجرات وسط الحشود عند البوابتين الرئيسيتين. وجرى تفجيرهما عن طريق قنابل كانت حلقاتها متصلة باسلاك وجذبت من مسافة قريبة.

واضاف "خلال الاستطلاع الهندسي تبين ان الانفجاريين عبارة عن حقيبتين جلديتين كانتا مملوءتين بذخائر ذات عيارات بسيطة وصغيرة وتم تفجيرهما عن طريق الرمانات الهجومية عن طريق سحب السلك الذي يرتبط بحلقة الامان داخل هذه الرمانة....انفجارها ادى تعاطف في انفجار جميع الذخائر الموجودة داخل الحقيبتين."

وقال الجابري ان التقارير الاولية التي افادت بان الانتحاريتين كانتا ترتديان حزامين ناسفين ليست صحيحة.

وفي شارع مؤدي الى الضريح قام عمال بعد ذلك بازالة كميات من الزجاج المتناثر من نوافذ المتاجر.

وقال احد الناجين "هذه رسالة لكل الايدي القذرة المنفذة لهذه العملية.. ان هذا لن يمنعنا من حب اهل البيت ولو قيد شعرة ولن يمنعنا عن مواصلة العطاءات."

وجاء هجوم يوم الجمعة المزدوج في اعقاب هجومين انتحاريين وقعا يوم الخميس أحدهما في بغداد والاخر في محافظة ديالى بشمال شرق العراق وقتل فيهما 89 على الاقل.

وكان غالبية القتلى في انفجار ديالى وعددهم 57 شخصا من الايرانيين الذين أصبحوا يتدفقون على المزارات الشيعية في العراق منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في غزو عام 2003.

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية حسن قاشقاوي قوله "البعض يحاول اضعاف الاواصر التاريخية العميقة والمتنامية بين الشعبين الايراني والعراقي وتبرير الوجود غير المشروع للاجانب بمواصلتهم الاخلال بالامن في هذا البلد (العراق) وفي المنطقة."

وفي حين تراجع العنف بشكل كبير خلال العام المنصرم الا ان جماعات مثل القاعدة لا تزال تشن هجمات بشكل منتظم. وتعتبر التفجيرات الانتحارية سمة مميزة لتنظيم القاعدة.

وتتزامن الهجمات مع تنامي المخاوف من تصاعد العنف بينما تستعد القوات الامريكية للانسحاب من المدن العراقية في يونيو حزيران وقبل الانسحاب الامريكي الكامل بحلول نهاية عام 2011 كما تجيء وسط شكوك في مدى فعالية القوات العراقية.

وعززت انتخابات وطنية تجرى نهاية العام الحالي في العراق من المخاوف مع تنافس أحزاب وجماعات مسلحة للسيطرة على البلد المنتج للنفط.

ويقول محللون ان الانقسام الطائفي لا يزال قائما بين السنة والشيعة بعدما أدى الى مقتل عشرات الالاف من الاشخاص في السابق وقد تثير توترات بين الاكراد والعرب حول أراض متنازع عليها في الشمال صراعا متجددا.

وشكل مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي لجنة للتحقيق في تفجيري يوم الجمعة وامر باعتقال اثنين من القادة العسكريين العراقيين المسؤولين عن تأمين المرقد.

وانحى وزير الداخلية جواد البولاني باللائمة على تنظيم القاعدة.

وقال البولاني لرويترز "نحن لا نعتبر هذا خرق امني...استهداف المواطنين الابرياء لا يمكن عده على انه خرق امني.. هم يستهدفون الابرياء ولا يستهدفون المؤسسات الامنية او الحكومية وهذا دليل على ضعفهم."

وقال الجنرال راي اوديرنو القائد العسكري الامريكي في العراق ان الساعات الماضية كانت مأساوية للعراقيين.

وقال اوديرنو لمحطة سي.ان.ان "سنساعد حكومة العراق في ملاحقة هذه الشبكات والافراد الذين يواصلون شن هذه الهجمات." واضاف "اعتقد ان الشعب العراقي...لن يسمح لهذا بالوقوف في طريق تقدمه."

وأعلنت السلطات العراقية يوم الخميس اعتقال شخص يشتبه بأنه قيادي في جماعة متمردة تابعة للقاعدة لكن لم تتمكن السلطات العراقية او الجيش الامريكي يوم الجمعة من تأكيد ان المعتقل هو أبو عمر البغدادي زعيم ما يعرف بدولة العراق الاسلامية.