رمز الخبر: ۱۲۳۸۸
تأريخ النشر: 14:40 - 26 April 2009

عصرایران -  (رويترز) - فشل كتاب صينيون في ترك بصمة ذات مغزى على الساحة العالمية بعد 90 عاما من ثورة ادبية تاريخية اذ عرقلت القيود الرقابية تقدمهم في الداخل مع تجاهل الصين في الخارج.

بدأت حركة الرابع من مايو ايار عام 1919 باحتجاج الطلبة على قرار مؤتمر السلام في باريس عقب الحرب العالمية الاولى بمنح اليابان السيطرة على امتيازات ألمانية في اقليم شاندونج الصيني. وسريعا ما اتسعت دائرة الحوار لتشمل كيفية تحديث الصين.

واجتذبت الحركة العديد من الكتاب المشهورين في انحاء الصين من بينهم لو شون الذي كتب مثل الروائي جورح اورويل روايات اجتماعية شديدة السخرية وسعوا لتغيير ما يرونه من فساد وتخلف وهيمنة اجنبية على الصين.

ولكن حتى يومنا هذا لم تقرأ أعمال أهم كتاب الحركة ومن بينهم لو وغيره ممن ارادوا تطوير تقاليد ثقافية قديمة ولكنها جامدة في الخارج على نطاق واسع رغم استمرار تأثيرها على العقلية الصينية الحديثة.

وعلى أحسن تقدير فان الادب الصيني الحديث موضع اهتمام محدود في الخارج ويحقق نجاحا من وقت لاخر لكتب مثل (السرغوم الاحمر) من تأليف مو يان. وتحول الكتاب لاحقا لفيلم من اخراج تشانج يي مو الذي رشح لجائزة اوسكار.

ويشكو الكتاب الصينيون من قلة الاهتمام بكنوز البلاد الادبية في الخارج.

يقول فنج جي تساي الذي تناقش اشهر رواياته فوضى الثورة الثقافية "حين بدأ وصول الادب الغربي الى الصين خلال فترة حركة الرابع من مايو كان هناك كثيرون يترجمون كتبهم الى الصينية."

وصرح الكاتب لرويترز "ما من فرد في الغرب يترجم الاعمال الصينية. من المهم تقديم الادب الصيني للغرب ولكن عدم حدوث ذلك ليس خطأ الصينيين."

وتابع "لا يمكن ان يترجم الصينيون الكتب للغربيين ينبغي ان يترجم الغربيون الكتب."

وبالفعل لم يفز مواطن صيني بجائزة نوبل للادب وهو امر مؤلم في بلد يولي اهتماما كبيرا للتقدير الدولي وتقاليده الادبية.

وفاز جاو شينج جيان بالجائزة في عام 2000 وهو من مواليد الصين ولكنه كان يحمل الجنسية الفرنسية حين فاز بها.

وتعترف جو لوسبي المدير العام لدار نشر بنجوين فرع الصين بالاحساس بالاحباط ازاء محاولة تعريف الجمهور الغربي بالكتاب الصينيين المعاصرين رغم المبيعات القوية لروايات كلاسيكية مثل (القرد) وتعرف ايضا باسم (رحلة الى الغرب).

وتقول "يكتب الكتاب الصينيون للقراء الصينيين عن الصين. ثمة بعض الكتب التي اود نشرها خارج الصين ولكن اعتقد انها تحتاج اضافة الكثير من الخلفيات كي يتسنى للقاريء الغربي الاستمتاع بها كما يستمتع بها القارئ الصيني."

وتقول لوسبي ان نقص المترجمين يزيد المشكلة تعقيدا.

وفي الغالب فان الكتب التي تحقق قدرا من النجاح لا تكون تلك التي تقرها الحكومة رغم ان هناك استثناءات. وسجلت رواية جيانج رونج ذات المضمون السياسي القوي والتي حققت أفضل مبيعات في الصين (طوطم الذئب) مبيعات جيدة باللغة الانجليزية.

وفي عام 2000 حظرت الصين روايتين بسبب مضمونهما الجنسي الفج واثارتا جلبة لبعض الوقت فى الخارج بعد ترجمتهما الى اللغة الانجليزية والروايتان هما (حلوى) لميان ميان و(طفلة شنغهاي) لتشو وهوي.

وتحرص الصين على ان تروج لنفسها كدولة حديثة متحضرة وقوة ناشئة ولا تمثل خطورة غير ان كاتبتي الروايتين ليستا من نوعية المؤلفين الذين تود الصين اكتسابهم شعبية في الخارج.

ويقول تشن جيا جونج نائب رئيس اتحاد الكتاب الصينيين الذي يرتبط بصلات مع الحكومة لرويترز "تجتذب الكتب الصينية المحظورة الغربيين."

وأضاف "تثير فضولهم لذا فان بعض الكتاب الصينيين يسعون لصدم القارئ كى تحظر كتبهم وتلقى رواجا في الخارج."

وربما تسهم الرقابة في بيع الكتب المثيرة في الخارج غير أن بعض الروائيين يقلقهم ان يقوض ذلك جهود الكتاب الصينيين لتقديم عمل ابداعي حديث يثير اهتماما في الخارج يتخطى المضمون الفضائحي.

غير ان انتشار استخدام الانترنت وتفشي عمليات القرصنة يعني ان الكتب المحظورة لن تبقى بلا قراء طويلا.

ولكن تهديد حظر الكتاب في السوق المحلية الرئيسية يدفع الكتاب الذين يريدون كسب رزقهم من عملهم الفني الى توخي الحذر حتى وان لم يعد نظام الرقابة اليوم مخيفا كما كان في الحقبة الماوية العصيبة.

ويتعين على الكتاب التأكد من عدم الخوض في موضوعات حساسة او تناولها بشكل مستتر.

وقال الكاتب يان جي لينج مشيرا للرقابة "انها تضر (بالكاتب). انا في اوج مسيرتي المهنية وفي ذورة ابداعي. احيانا يكون اضطرارك لتقديم تنازلات مؤلما ..ان يتأثر عملك كي تتمكن من نشره."

واعترف وانج جانج مؤلف كتاب (الانجليزية) الذي حقق أفضل المبيعات في الصين وهو اشبه بسيرة ذاتية لنشأة الكاتب في منطقة سنكيانج بانه فرض رقابة ذاتية على كتابه حتى يسمح بنشره.

وقال بمناسبة نشر الترجمة الانجليزية للكتاب "بصفة عامة هناك حرية ولكن ثمة اشياء بعينها لم اكتب عنها."

وأضاف "على سبيل المثال لم أذكر الخلفية التبشيرية لمدرس الانجليزية (في الرواية) او المشاكل العرقية في سنكيانج. انا نادم على ذلك."

ويعيش في منطقة سنكيانج في اقصي الغرب اقلية اليوغور المسلمة وكثير منهم مستاء في ظل نظام الحكم في بكين.

ولدى وانج تفسير لتمكنه من الكتابة بهذا القدر من الصراحة عن فترة محيت تماما من النصوص التاريخية التي تتفحصها الحكومة.

يقول "لم يعد المسؤولون يقرأون. لذا اتيحت الفرصة لخروج هذا الكتاب للنور."