رمز الخبر: ۱۲۴۳۸
تأريخ النشر: 09:06 - 28 April 2009
احمد عمرابي

سباق مع الزمن

عصرایران - أوباما يتحدث عن (شهور) لإحياء السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. ونتانياهو يتحدث عن (سنتين) للدراسة والبحث قبل أن يتبلور موقف إسرائيلي نهائي.

إنها لعبة كسب الوقت المشتركة منذ عهد بوش.الإسرائيلية لتدشين مرحلة جديدة من لعبة كسب الوقت. وعليه فقد بات الفلسطينيون والعرب موعودين بمسلسل جديد لا ينتهي من لقاءات ومؤتمرات ورحلات مكوكية بينما في هذه الأثناء تواصل وزارة الإسكان الإسرائيلية التوسع في البناء الاستيطاني في أنحاء الضفة ومواصلة تشييد جدار الفصل العملاق والاستمرار في تهويد القدس.

ملامح الصورة واضحة تتحدى المستقبل الفلسطيني. فما يراد للشعب الفلسطيني ليس دولة مستقلة متماسكة جغرافياً وإنما ثلاثة كانتونات تعزلها عن بعضها البعض طرق التفافية ونقاط تفتيش مسلحة. وفي الوقت نفسه تواصل السلطات الإسرائيلية مصادرة منازل الأسر الفلسطينية في القدس وتمليكها لمواطنين إسرائيليين في سياق مشروع التهويد.

هذه ليست مخططات نظرية وإنما هي واقع مرئي على الأرض يزداد تمدداً مع مرور الأيام وينطوي على رسالة مفادها أنه لا مكان للفلسطينيين على (أرض الميعاد) الموعودة إلهياً للأمة اليهودية.

المنطق النظري يقول إن من المستحيل على الشعب الفلسطيني التصدي بفاعلية لهذا الخطر المصيري الجسيم إلا بنهج الكفاح المسلح. لكن على الصعيد العملي يبرز سؤال: كيف يتسنى لفصائل المقاومة أن تمارس نهج المقاومة دون أن تتصادم مع قوات السلطة الفلسطينية التي لا ترفض فقط العمل المسلح وإنما تتصدى له كقوة مسلحة مضادة.. مما سيعني اشتعال حرب أهلية.
وقوع حرب أهلية فلسطينية أمنية إسرائيلية. لكن الإسرائيليين لا يراهنون على الأمنيات فحسب. والبديل السلمي هو لعبة كسب الوقت التي تشارك فيها قيادات فلسطينية وعربية.

البيان - الامارات