رمز الخبر: ۱۲۴۹۶
تأريخ النشر: 12:15 - 30 April 2009

متطلبات السلام

عصرایران - من الواضح أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية ليس لديها برنامج أصلا للسلام باعتبار ان برنامجها يقوم في الأساس على الحرب وعلى عنصرية الدولة اليهودية وعدم الاعتراف بأية معاهدة أو اتفاقية سابقة، ولذلك فإن التناقضات والخلافات التي تظهر بين فينة وأخرى داخل الحكومة من خلال تصريحات قادتها إنما هي نتاج طبيعي لهذا البرنامج المتناقض مع الواقع والذي تريد إسرائيل من خلاله العودة بالمنطقة الى الحرب وعدم الاستقرار.

لقد كشفت التناقضات الداخلية وصراع المصالح داخل الحكومة الإسرائيلية عن حقيقة الموقف الإسرائيلي الرافض أصلا للسلام، ولذلك فإن الدعوات التي ظل يطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بأهمية التمسك بمساعي السلام وفقا لخريطة الطريق وأهمية الدخول في تفاوض مع سوريا تواجهها مواقف متشددة من قبل وزير الخارجية ليبرمان الذي يرفض أصلا أي تفاوض مع العرب ولا يعترف بخريطة الطريق أو حل الدولتين.

هذا التناقض في المواقف هدفه واضح وهو إلهاء العرب والمجتمع الدولي والدول الراعية للسلام بأمور ثانوية، فيما ان إسرائيل حددت مواقفها سلفا وهي بعيدة كل البعد عن التزامات ومتطلبات السلام التي تعرفها حكومة نتانياهو جيداً، ولكنها بدلا من تنفيذها تعمل على وأدها بمواقف جديدة مثل اشتراط اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة الإسرائيلية للمضي قدما معهم في مساعي السلام والتي ما هي إلا محاولة لكسب الوقت فقط.

إن الممارسات اليومية الإسرائيلية سواء بالضفة الغربية ببناء المستوطنات من أجل تهويد القدس أو إغلاق وحصار قطاع غزة أو مواقفها من السلام مع سوريا ولبنان تؤكد أن السلام ليس من أولويات الحكومة الجديدة وان مايقوله بعض كبار وزرائها حول السلام أو المفاوضات ما هو إلا بالونة اختبار، لأن الموقف الحقيقي الإسرائيلي معروف وقد صرح به كل من نتانياهو وليبرمان وان كل المواقف الأخرى ما هي إلا محاولات لتجميل الوجه القبيح لهذه الحكومة في إطار علاقات عامة إقليمية ودولية.

على إسرائيل أن تدرك ان العرب قدموا كل ما يستطيعون تقديمه من أجل ان تتواصل مساعي السلام وانها (إسرائيل) لم تتقدم بأي جديد بل انها تنصلت من الالتزامات السابقة رغم إداركها انها محروسة دوليا وإقليميا ولذلك فإن المطلوب منها أفعال جادة تقود لسلام حقيقي لا أقوال في إطار علاقات عامة.
 
الراي- قطر